احذر السيسي والنرسيسي على أبواب النقابة


كم أهلك الثعبان ليثا وكم هدم الجهل بيتا وأعلى قصر فاسد، وكم أنار العلم دربا وبنى حضارة.

كسر المعلم الأردني قيد العبودية عندما اضرب وعصى متجاهلا كل التهديدات الأمنية التي جعلت للجدران آذانا وأسقطت قلوبا وكممت أفواها، كسر المعلم الأردني حاجز الخوف والخنوع العربي فكانت نقابة المعلمين بجهد المعلمين الواعين الذين امتطوا الإرادة والإخلاص توجها وعملا وكانت انتفاضتهم ملهما للربيع العربي وما زالت عصية على الاختراق رغم الصعاب والتخريب المتعمد رغم ما يخطط حاليا للإطاحة بالنقابة وبكل موظف يطلب حقه عبر نظام الخدمة المدني الجديد الذي ينم عن عقلية تسلطية حتى انه تحالف مع المرض على المريض في بادرة لم يفكر بها السيد ضد عبده من قبل، وغاب عن بال المشرع الأمني ان حالة الغليان في الأمة ناجمة عن التشدد في السيطرة وكبت الحريات وقالوا قديما الشقي من لم يتعظ بغيرة فكيف إن لم يتعظ بنفسه فذاك أشقى الأشقياء الذي يدفع بالوطن إلى الهاوية والعياذ بالله، انه المرض الخفي الذي لا يكشف إلا بعد أن يهلك الجسد.
وفي غمرة انتخابات نقابة المعلمين أرجو ألا ننسى أن النقابة مستهدفة من الحكومة وإن أبدت ناعم الملمس فمن تعود الرفاه بشقاء الآخرين لا يرعوي بسهولة خاصة أن النقابة لم تنجز برغبة الحكومة وإنما أخذت غلابا والمغلوب أرعن فكرا وعملا، كما أن عرى الفساد لم ينقض منها عروة واحدة فحاذر أخي المعلم فالسيسي في كل منعطف ولا تأمن السيل فالأودية مجاريها بعيدة.

ولا تنس أخي المعلم أنك حجر الأساس في البناء والتطور والتغيير وإن تعامى الآخر عن دورك فدعه وتجاوز ترهاته ووحد صفك في إطار رؤية واضحة عمادها خدمة الوطن قبل النفس واحذر النرسيسي (النرجسي) قبل السيسي فالأول أداة الثاني الخفية.

وأظنك أخي المعلم على وعي تام أن من وقف بالأمس يسخر من المطالبة بالنقابة ويهدد ويكتب بالحبر السري ويتابع وهو عاكف في فراشه ليصفق للغالب لن يكون حريصا على خدمتك ونجاح نقابتك.

وتمثل أخي المعلم القول المشهور (صاحب الأولة ما ينلحق) خاصة أن عهدنا بالمعلمين الأوفياء الذين غامروا بمصيرهم لأجلك ليس ببعيد فهم الكبار بما قدموا ومن لم يقدر جهدهم لن يقدم للجيل القادم شيئا، ولا تنس أخي المعلم أن الحلم والإصابة في الفكر والعمل لا تقتصر على طول الخبرة، فقدروا الطاقات الشابة الواعدة فقد كانت عماد ثورة المعلمين وأكثر الشيبة نعتوكم بالطيش وقالوا بالاستحالة.
واحرص أن تكون مثالا للوحدة واللحمة الوطنية الصادقة بعيدا عن مزايدات النفوس المريضة فهناك خفافيش ليل تقول ما لا يحمد وتبسم في وجهك نهارا تريك بياض الأسنان والوجوه مصفرة والطوايا لئيمة.

أخي المعلم ليس كل من عارضك مخطئ فالرؤى متعددة والاختلاف فيها ثروة للوطن كاختلاف المياه وكلها حياة وهي كتنوع الثروات في الوطن، فالاختلاف ثروة ما لم ينوى الخلاف وأنتم فئة واعية تدرك الغث من السمين فكونوا على قدر المأمول وتعاونوا مع من خالفكم الطريقة في الوصول إلى الهدف فالهدف واحد نقابة تخدم العلم والتعلم وهي عمل محترف وكلكم يسعى للنهوض بها فلا يستأثرن أحد بصواب الرأي لكن احذروا من إطاعة السيسي وتسلق النرسيسي (النرجسي).



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات