العلاقات السعودية القطرية إلى أين!!!!!!!!!


الخلافات السعودية القطرية ليست وليدة الصدفة ،فقد بدأت تلك النزاعات المشبوبة بالسرية تارة وبالعلنية تارة أخرى ، قبل ما يقارب 20سنة ،عندما يذكر التاريخ تلك اللحظة الحاسمة في العلاقات القطرية الخليجية أو -إن جاز التعبير- القطرية السعودية ،عندما أرادت قطر في تلك الحقبة من عمر تلك العلاقات ترشيح أحد مواطنيها أمينا عاما لمجلس التعاون الخليجي ،فما كان من السعودية في ذلك الزمن الغابر ، وبردة فعل سريعة بالرد على ذلك بترشيح أحد مواطنيها أمينا عاما لمجلس التعاون الخليجي بعد فترة شهر ونصف من ترشيح قطر لذلك المنصب......ومن هنا بدأت القصه .

فقد بدا الموقف القطري في تلك الفترة ،موقف المتقارب للسعودية لأن الدبلوماسية القطرية كانت تخطط لشيء سرعان ما اتضح للجميع ،خاصة مع اندلاع ثورات الربيع العربي ،وقبل ذلك العلاقات القطرية الإسرائيلية التي سوف أتطرق لها ضمن سياق المقالة بشيء من التفصيل المثبت بالقرائن والدلائل .....

كل هذا وذاك ردت عليه السعودية بأن أوجعوا القطريين في قساوة ردة الفعل، وعدم تجاوبهم مع المقترحات القطرية ،لتسوية الخلافات بينهما ،وبقي الحال عليه إلى وقتنا الحالي من تدهور في العلاقات وتراجعها، لكن دون انسحاب قطر من مجلس التعاون الخليجي الذي ربما يكون اليوم أقرب إلى الواقع، من خلال ما نشاهده اليوم من تدهور خطير وغير مسبوق للعلاقات الخليجية القطرية، والسعودية واحدة من دول الخليج التي سحبت سفيرها قبل أيام احتجاجا على ما يسمى دعم قطر لحركة الأخوان المسلمين في مصر ،بالإضافة لدورها المحوري والمركزي في نشوب واندلاع ثورات الربيع العربي ،التي لا يخفى على أحد دور الأعلام القطري في اندلاع شرارتها ،واقصد هنا قناة الجزيرة القطرية التي أصبحت اليوم على المحك، ومفصلا محوريا في تدهور أو عودة العلاقات بين الدولتين الخليجيتين...

والمتابع لتاريخ العلاقات بين السعودية وقطر منذ سنوات يجد بما لا يدع مجالا للشك، أن القادة في كل من السعودية وقطر يحاولون السيطرة على الخليج وقيادته، من خلال مجلس التعاون الخليجي التي لم تخف قطر شعورها بالظلم، لعدم تولي أحد مواطنيها قيادة المجلس في ظل معارضة حقيقية من قبل السعودية، لأي دور محوري رئيسي لقطر ليس في مجلس التعاون فقط، إنما في العالم .

نجد من خلال ما أوردناه من رغبة حقيقية للقطريين في السيطرة على مجلس التعاون الخليجي والانطلاق من خلاله إلى الانفتاح على السياسة العالمية ،وبالتالي تحقيق الحلم القطري في أن تصبح قطر دولة ذات دور محوري ورئيسي في العالم ،هذا الحلم لن يتحقق من خلال ما خطط له في السيطرة على السياسة الخليجية، من خلال مجلس التعاون الخليجي ،الذي سرع من قيام القطريين بالتوجه لسياسات غير سوية ،ربما أبرزها العلاقات القطرية الإسرائيلية ،وهذا الكلام ليس مرسلا، فقد كشفت وثائق خطيرة سربها موقع "ويكيليكس" أن لقاءً سرياً جمع بين الشيخ حمد بن جاسم وزير الخارجية القطري ومسئول إسرائيلي نافذ في السلطة، وكشف فيه الشيخ جاسم للمسئول الإسرائيلي أن الدوحة تتبني خطة لضرب استقرار مصر بعنف، وأن "قناة الجزيرة" ستلعب الدور المحوري لتنفيذ هذه الخطة، عن طريق اللعب بمشاعر المصريين لإحداث هذه الفوضي. وأشارت الوثيقة إلي أن الشيخ حمد بن جاسم وصف مصر بـ"الطبيب الذي لديه مريض واحد" ويجب أن يستمر مرضه، وأكد "جاسم" - الذي استخدمت حكومته قناة الجزيرة التي تملكها قطر - أن المريض الذي لدي مصر هو القضية الفلسطينية في إشارة منه إلي أن مصر تريد إطالة أمد القضية الفلسطينية دون حل، حتي لا تصبح مصر بلا قضية تضعها في منصب القائد للمنطقة العربية

كما أن "ويكيليكس" قد أشار إلي أن لديه 7 وثائق عن قطر، نشر منها 5 وثائق، وحجب وثيقتين بعد تفاوض قطر مع إدارة الموقع الذي طلب مبالغ ضخمة حتي لا يتم النشر لما تحويه من معلومات خطيرة عن لقاءات مع مسئولين إسرائيليين وأمريكان وأن هذه اللقاءات كلها للتحريض ضد مصر. وعلي الرغم من أن الموقع التزم بسرية الوثيقتين بعد أن حصل علي الثمن من القطريين، إلا أنه تم تسريبها إلي عدد من وسائل الإعلام، أهمها جريدة الجارديان والتي نشرت نصهما علي موقعها وشملت ضمن محتواها تحليل السفارة الأمريكية لموقع قناة الجزيرة علي خريطة التحرك السياسي لقطر، ودورها في رسم ملامح سياسة قطر الخارجية.

تتحدث الوثيقة التي حملت رقم 432 بتاريخ الأول من يوليو 2009 عن اللقاء الذي استغرق 50 دقيقة بين الشيخ حمد بن جاسم وقناة الجزيرة والذي أسهب فيه بن جاسم عن السياسة الخارجية القطرية، في عدد من الموضوعات بما فيها المصالحة الفلسطينية وعملية السلام ولم يدخر جهداً في شن هجوم شرس علي مصر وسياساتها بشكل مباشر وغير مباشر في لحظات أخري، وقد قام السفير الأمريكي بتحليل اللقاء، وأشار في مجمل تحليله إلي كون الجزيرة أداة في يد القطريين يستخدمونها كيفما يشاءون لخدمة مصالحهم علي حساب أطراف أخري. أما الوثيقة الثانية وحملت رقم 677 بتاريخ 19 نوفمبر 2009 فقد تعلقت بتقييم شامل تعده الأقسام المختلفة بالسفارة كل في اختصاصه حول قطر، وتطرق التقييم إلي دور قناة الجزيرة في منظومة السياسة القطرية وتحليل توجهات الشبكة منذ تولي الرئيس أوباما لمقاليد السلطة في واشنطن. وأشارت الوثيقة إلي أن تغطية الجزيرة أصبحت أكثر إيجابية تجاه الولايات المتحدة في الوقت نفسه يؤكد التقييم بقاء الجزيرة كأداة للسياسة الخارجية القطرية.

***ومجمل الحديث

إن السعودية ترغب بصورة حقيقية وجدية ، في أن يكون عمل وسياسة ودبلوماسية الدوحة وفق رغبتها، وضمن النطاق الخليجي ،وهذا يضمن بقاء السعودية متربعة على عرش مجلس التعاون الخليجي دون مزاحمة من قطر ،الساعية لامتلاك دور مهم واستراتيجي على الصعيد الخليجي والعربي وحتى العالمي ،من خلال ما أوردته في سياق المقالة عن العلاقات مع إسرائيل.

أما بخصوص موضوع سحب السفراء الخليجيين من الدوحة ،فلم يكن واضحاً ،ولم يذكر الأسباب الرئيسية وراء ما حدث ، لكننا لو تأملنا بعض الشيء في الظروف والأحداث الراهنة، ندرك أن الرياض تريد الضغط على الدوحة بغية التخلي عن نفوذها في المنطقة والإذعان لما تفرضه عليها.

كما أنّ السعودية وقطر تتنافسان للسيطرة على المنطقة ،وبسط نفوذهما فيها إلا أنّ الأخيرة بعد تولي الأمير الجديد زمام الأمور غيرت سياستها إلى حد ما ،وهذا لايخفي رغبة القطريين ،في التخلص من تبعيتها للسعودية والتحرر بسياستها، لكن الأخيرة لا ترضى بذلك وتعمل على كبح جموح الدوحة في المنطقة والعالم.

ومما لاشك فيه أنّ الأوراق الرابحة التي تمتلكها الرياض أكثر بكثير مما تمتلكه الدوحة،فعلى سبيل المثال ، قطر اليوم تواجه عقاباً جراء عدم انصياعها وراء سياسات مجلس التعاون لبلدان الخليج الفارسي ،والسعودية بدورها تدرك أن الدوحة قادرة على تنفيذ بعض المشاريع التي تعجز هي عن تنفيذها ،لذلك تسعى إلى الحد من نشاطاتها من خلال الورقة التي استخدمتها الرياض ومعها دول خليجية قبل ايام بسحب السفراء من الدوحة لتشكل هذه الضربة الموجعة في العلاقات الخليجية القطربة ضربة قاضية للقطريين الطامحين لدور أكثر بروزا وحيوياً في المنطقة والعالم.

كما أنّ السعودية تريد أن تكون صاحبة القرار النهائي في مجلس التعاون، إلا أن هذا الأمر لا يروق للقطريين ،كما أن الخلافات بين السعودية وقطر في الأساس تتمحور حول مسألة الإخوان المسلمين في مصر ،وكما هو معلوم للجميع ،الأخيرة تدعم الحركة إعلاميا ومعنوياً ،وهذا الدعم يثير اشمئزاز حكام السعودية والإمارات، لابل ذهبت تلك الدول إلى أبعد من ذلك، في تأييد الانقلاب العسكري في مصر ،وتقديم الدعم السياسي والمالي له ،وهذه نقطة خلاف جوهرية بين قطر والسعودية ،خاصة إذا علم أن الأخيرة قد صنفت مؤخراً الحركة الإسلامية في مصر ضمن الحركات الإرهابية في العالم، وهذه سابقة خطيرة سوف تطل بضلالها على المنطقة ككل ،وسوف تنسف كل مقترح أو تسوية لملف الحركة في مصر ،وبالتالي رجوعنا إلى نقطة الصفر .

كما لا ننسى العلاقة المثيرة للجدل بين الدوحة والجمهورية الإسلامية الإيرانية، فالدوحة تسعى للحفاظ على علاقاتها الطيبة مع طهران ،على النقيض ذاته حكام الرياض يعتبرون الجمهورية الإسلامية خطراً كبيراً يهدد أمن البلدان العربية المحاذية للخليج الفارسي ،خاصة السعودية التي عبرت عن ذلك الخطر مراراً، وقد عبرت عنه بمقالات سابقة تناولت الخطر الإيراني على الخليج وخاصة السعودية .

نجد بما لا يدع مجالا للشك ،أن السياسات الخارجية لقطر، قد أدت إلى حدوث توتر وشرخ كبير بينها ،إذ أنهما مختلفان حول قضايا جوهرية ،لعل أبرزهما ما تحدثت عنه في سياق المقالة، مصر والحركات الإسلامية الناشطة في المنطقة، وخاصة حركة الإخوان المسلمين، بالإضافة لعلاقة الأخيرة بالجمهورية الإسلامية الإيرانية، كل ذلك كفيل بتأجيج الصراع بين الدولتين الخليجيتين ،ناهيك عن العلاقات غير السوية في نظر الخليجيين للدوحة في العالم ،خاصة علاقة الأخيرة بإسرائيل، تلك العلاقة التي تخفي الدوحة أهدافها ومصوغاتها لغاية هذه اللحظة .

***بناء على ما تقدم :

أرى من وجهة نظر خاصة

إن السعودية ربما تكون قد أخطأت ظاهرياً بقيامها بإدراج حركة الأخوان المسلمين في مصر ضمن الحركات الإرهابية ،بالإضافة إلى قيامها مع دول عربية بدعم سلطة الانقلاب في مصر ،باعتبار أن الولايات المتحدة الأمريكية ومعها دول غربية لم تعترف بهذا الانقلاب صراحة.......وربما تكون قد أصابت في ذلك لأمور خفية لايعلمه الا متخذو القرار في تلك الدول.....

كما أرى من وجهة نظر أخرى

إن الدوحة في أغلب الظن قد برز خلافها الأخير بجنوحها عن الإجماع الخليجي من خلال دعمها لثورات الربيع العربي وسياسات الغرب في المنطقة بما يسمى بشرق اوسط جديد ،ناهيك لدعمها لقناة الجزيرة التي ساهمت في زيادة الوعي للمواطن العربي ،بالإضافة إلى تسابقها المثير للجدل في تعزيز علاقتها مع الغرب على وجه العموم وإسرائيل على وجه الخصوص ......وربماتكون قد أصابت في دعمها للحركات الإسلامية في دول الربيع العربي التي تجهض الديمقراطية وتعزل الأسلام السياسي .....



تعليقات القراء

سيف الزعبي
العلاقات تتجه أخ يوسف الى خراب الامة العربية والى ضعفها
19-03-2014 07:16 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات