في الحقيقة لا يمكنني وصف توقيع معاهدة انضمام القرم وسيفاستوبول إلى روسيا الاتحادية، إلا بالعرس الإنساني العالمي الكبير ، وإذ أهنيء كمؤسس لهيئة الدعوة الإنسانية والأمن الإنساني على المستوى العالمي إخواننا الروس وقوى المقاومة الإقليمية والعالمية بهذا الحدث العظيم الذي يجذر لثوابت الوطنية الإنسانية العالمية في القرية الكونية متعددة الأقطاب ، فإنني أستغرب من توقيت الإعلان الأمريكي عن إغلاق السفارة السورية في واشنطن والذي جاء وبحسب زعم الأمريكان لكونها أي السفارة السورية تمثل النظام السوري الذي أصبحت «عدم شرعيته تتزايد»،في حين أن قرار إغلاق السفارة السورية في واشنطن هو قرار سوري بحت وليس أميركياً واتخذ مطلع آذار الحالي دون أن يتم الإعلان عن ذلك بانتظار انتهاء بعض الإجراءات ، إلا أن تساؤلي هو عن الصيد في التوقيت العكر عن الإعلان الذي تزامن مع معاهدة انضمام القرم وسيفاستوبول إلى روسيا الاتحادية ليبدو وكأنه رداً صاعقاً بوجه المقاومة الإنسانية العالمية والإقليمية، كيف ؟ كيف يا عنوان الهزيمة والغباء الشيطاني لا الإنساني ؟!! سؤال برسم ملايين القتلى في أفغانستان والعراق وسورية وليبيا وفلسطين ، أولئك الذي أبادتهم القوى الصهيوأمريكية لأنهم فقط أناس لا أكثر ! نعم يا سادة جريمة أن تكون إنسان في عرف هذه القوى الظلامية التي تسفك الدماء بطرق مباشرة وغير مباشر وترتكب أبشع الجرائم باسم الله والعدالة الإنسانية ، والله والإنسانيين منهم براء !

لا بل وأقول وباسم كافة محافلنا ومجامعنا الإنسانية على المستوى العالمي ( القوى الصهيوأمريكية هي التي كانت وما زالت ومنذ منتصف القرن الماضي ترتكب أبشع الجرائم ضد الإنسانية ، وقد استخدمت لذلك كل أنواع الأسلحة المحرمة دولياً ) ، واليوم وقد بدا لنا ذلك التخبط الناجم عن الضعف الأمريكي من خلال هذه الجرائم التي ترتكب في سورية ولبنان فإننا نحذر وبشدة لأن الضرب أصبح مباشراً بعد اليوم وفي العلن ، ما يعني أننا أمام تباشير حرب نووية عالمية قادمة إذا لم تعرف أمريكا حجمها الحقيقي في التعدد القطبي الصاعد الآن .

ولا بد من التنويه هنا وللتذكير فقط إلى أن قرار دمشق في إغلاق السفارة في واشنطن ترافق مع قرارات مماثلة لإغلاق سفارتي سورية في الرياض والكويت بعد مخالفة اتفاقيات فيينا والامتناع عن منح تأشيرات دخول لدبلوماسيين سوريين ، إضافة إلى أن السلطات الأميركية قد مارست أبشع أنواع الضغوطات تجاه موظفي السفارة السورية في واشنطن ورفضت منح تأشيرات دخول لدبلوماسيين جدد في السفارة وحددت مؤخراً حركة المندوب الدائم لسورية في الأمم المتحدة بشار الجعفري مخالفة بكل ذلك الأعراف الدبلوماسية والاتفاقيات الدولية ما أدى إلى اتخاذ القرار السوري بإغلاق السفارة ، لهذا أنصح ومن موقع مسؤوليتنا الإنسانية والأمنية على المستويين الإقليمي والعالمي عدم ربط الموضوعيين بعضهما ببعض لأن أمريكا أعجز من أن تمتلك حتى الردود الدبلوماسية ، أمريكا ماضي وانتهى إلى غير رجعة ، وما حدث في الساحة الحمراء دليل قاطع على نهاية الأحادية القطبية ، والمسألة في تقديري المتواضع لن تتوقف عند هذا الحد لأن ضم القرم لروسيا يعني في اللغة السياسية الدولية بداية لعالم جديد ، عالم ربما لا يرضيه التقسيم المعمول فيه بالخليج الفارسي ، أو حتى وجود إسرائيل ، أو وجود دول أخرى عربية فقدت وظيفتها مع سقوط الأحادية القطبية، دول كانت وما زالت لغاية هذه اللحظة تلهث خلف الجسد الأمريكي الذي بدأ بالتحلل دون وعي من أتباعه !

إذن نحن عملياً أمام سيناريو تشكل التعدد القطبي والذي تحكمه إعادة رسم الخرائط على المستويين الإقليمي الشرق أوسطي والدولي العالمي ، وقد بدأ هذا الرسم فعلاً حين تم ضم القرم لروسيا ، ولكن الحقيقة الكبرى أو على الأرجح أم الحقائق التي لا يعرفها الكثير من الزعماء الغربيين والعرب على حد سواء هي أن سادة العالم القادم هم الإنسانيين والإنسانيين فقط ،أتمنى ألا تصل هذه الرسالة إلى أولئك العملاء حتى لا تبدأ عمليات تغير الجلد المرقط ، والذي مهما تغير فلن يغير من الحقيقة شيئاً ، لأن من باع إنسانيته من السهل عليه أن يبيع وطنه وأرضه وشعبه !

ولا تغرنكم أكذوبة العقوبات على روسيا أي عقوبات هذه التي تستطيع أن تفرضها أمريكا بوضعها الحالي العسكري والمالي والاقتصادي على الروس ؟ بدليل أن بوتين ورئيس برلمان القرم فلاديمير قسطنطينوف ورئيس وزراء القرم سيرغي أكسيونوف وعمدة سيفاستوبول اليكسي تشالي وقعوا أمس في موسكو معاهدة انضمام القرم وسيفاستوبول إلى روسيا الاتحادية رغماً عن أنف أمريكا ومن يدور في فلكها المعطوب ، وتنص المعاهدة على إنشاء وحدتين إداريتين جديدتين في قوام روسيا هما جمهورية القرم ومدينة سيفاستوبول التي ستتمتع بموجب المعاهدة بوضع خاص داخل روسيا ، علماً بأن القانون الروسي ينص على ضرورة توجه الرئيس الروسي بعد توقيع هذه المعاهدة إلى المحكمة الدستورية في روسيا الاتحادية بطلب تقييم مدى توافق المعاهدة مع الدستور الروسي وفي حال موافقة المحكمة الدستورية عليها تجري إحالتها إلى مجلس «الدوما»، إضافة إلى مشروع قانون دستوري يحدد اسم الكيان الإداري الروسي الجديد ووضعه وحدوده والأحكام الانتقالية وفي حال تصديق مجلسي البرلمان الروسي على هاتين الوثيقتين وتوقيع الرئيس عليهما ستعدل المادة الـ 65 من الدستور التي تضم قائمة بكيانات روسيا الاتحادية ليضاف إليها اسم الكيان الجديد .

روسيا ليست الأعراب ليفرض عليها الخريف العربي ، والذي قد يتحول إلى شتاء نووي على رؤوس الغربيين وإسرائيل ،والخلاصة أن القرم ذات سيادة روسية إنسانية، والدول العربية بالكامل قريباً وقريباً جداً ستكون بالكامل تحت السيادة العربية الإنسانية ، يكفي ذل ومهانة وتحكم في مصير الأمم والشعوب ، وما زالت الفتوحات الإنسانية تتولى والهزائم الأمريكية على قدم وساق وبكافة المجالات ، ويبقى ضم القرم لروسيا عرس إنساني عالمي ، وإغلاق السفارة السورية قرار سوري ، والتعدد القطبي صاعد لا محالة ! خادم الإنسانية. مؤسس هيئة الدعوة الإنسانية والأمن الإنساني على المستوى العالمي .