مش من قلبها


تقطع قلبي ألماً وحزناً على ما لحظته يوم قامت بالدعاء على والدها المتوفي وعلى إخوتها الغارقين بالترف, لسان حالها يقول بصراحة دون إخفاء :ـ (الله لا يرحم ابوي وامي اللي حرموني حقي) , ودعاء آخر على اللي على قيد الحياة :ـ(الله لا يوفق اخوتي اللي أكلونا واعطونا لاولادهم ونسوانهم) يقشعر بدنك لان امراة تتعامل مع الامر بحقد أشعله من حقدت عليهم ولا تلام هي في ملفوظاتها تلك ! فلم يترك لها الراحلون عن الدنيا أو الباقون على ظهرها يعيشون حياة الترف مفراً من تلك المفردات وذاك الاسلوب في الكيل بالأدعية على من ظلمها وأكل حقها.

قلة الانتماء للدين هو السبب في جعلها محرومة من حقها في الميراث وأعطيات الوالد أو الوالدين على حد سواء ,وهذه في مجتمعنا واضحة لا تحتاج تفصيل فالكل يعلم تماما كيف يتفنن الناس في حرمان البنات حقوقهن, في التهديد او الاحراج ويقولوا (خلص ..البنات بسامحن) ..يا اخي مش من قلبها سامتحك.


سبب آخر لعناء المراة ومعاناتها وهو ضعف التشريعات التي تحمي حق المرأة من منظور الدين أو حتى التشريعات الوضعية التي تنادي بحقوق المرأة وصرعونا فيها بيوم المراة العالمي في 8/3 من كل عام والتي تقدم للمراة حقوقا تجعلها منتفضة على عاداتها واعرافها بل وتعيدها للوراء ولا تنادي بالمقابل للمشرعين والمنفذين للقوانين في كل دولة بالتحقق من حصول المرأة على حقوقها الشرعية المشروعة (كأن تتنازل عن حقها ببيع صوري في دائرة الاراضي او اروقة القضاء دون تحقق القاضي او الموظف من حصولها على حقها أمام عينيه ودون ضابط يضبط لها حقها الذي تركته قسراً).

أقول لمن ياكل حقوق أخواته من الميراث او الاعطيات ولمن يحرم بناته من حقهن الذي أعطاهن الله اياه...إليك كلام ربك الذي خلقك ووزع المال في الميراث بين أبنائك بالعدل ولم يترك لك حرية التصرف فيه بل جعله له جل جلاله ,اسمع ما جزاء من يعطي ثم ما جزاء من لا يعطي وفق الشرع في الآيات الكريمات13 و14 من سورة النساء."تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم, ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين".

لذا يا من تتعدى حدود الله تمعن في وعيد ربك سواء أكنت أباً أو اخاً تضغط عليها بالقول :(سامحتن يا بنات؟ خلص سامحن ) يا اخي محرجة مش من قلبها يا اخي اعطيها حقها وخليها تغيب يومين واطلب منها اذا بدها تسامح ترجع بعد يومين شوفها بترجع! ما حترجع ؛ حقها هذا, أما ان تجعلها(بالضغط والاحراج ) تسامح بنفس جلسة التوزيع فهذا حرام واثم وخصوصا بسبب تدخل الختيارات امهات البنات وقت التوزيع حين تلمح الى انها اذا لم تسامح سيقوم اخوتها بقطيعتها ولن ياتوا لها بطبق الحلوى في العيد هذا الذي لا تراه الا من الحول للحول ,وأضف تلميح امها الى انها اذا لم تسامح وتتنازل عن حقها للذكور من ابناء الختيارة لن يكون للبنت عين قوية ترفعها وقت دعوتها على الوليمة من اخوتها والتي تكون ايضامن الحول للحول في رمضان.

أي بدهاش شقفة الجاج من السنة للسنة ولا علبة البلانيت المشارف على انتهاء مدته مقابل الالاف من الدنانيرمن حقها.

ويامن تتعدى على حقها وانت مسؤول في دائرة سيادية تشرف على التنازل والمسامحة والبيع الصوري وتنظم الضبط فيه هل لك ان تتاكد وهل لواضعي القوانين نظم تشريعات تحافظ على المرأة كصاحبة حقوق حقيقية اكثر من التفاتها لتقليل هيبة المراة بحقوق التعري والخروج للشارع دون كرامة.؟

كرامة المراة وحقوقها بأخذ ما شرعه الله وهذا ما تطلبه نفسها من اعماق داخلها اكثر من جعلها تنزلق خلف السراب .

اتقوا الله فيها ولا تأخذوا منها شيئاً (مش من قلبها) سامحتكوا فيه علَّها تحول الدعاء (عليكم )من قلبها الى دعاء (لكم) من قلبها.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات