مدينة الملك عبدا لله الثاني الصناعية


جريمة جماعية بشعة بحق أطفال رجم الشامي الشرقي والمناطق المحيطة للمدينة الصناعية جراء التلوث البيئي المنبعث من المصانع من جهة ومن محطة التنقية من جهة أخرى , أن غياب الرقابة وعدم التقيد بأبسط قواعد السلامة العامة والشروط المطلوبة لإقامة المنشاة الصناعية وعدم استخدام الفلاتر أدى إلى تدهور الوضع البيئي داخل وخارج المدينة بالاضافه إلى محطة التنقية التي أنشئت في بداية ثمانينات القرن الماضي وكان عدد المصانع بالكاد يصل إلى ستة مصانع فقط , في حين ان المدينة ألان تضم أكثر من مائتين مصنع وما زالت على حالها بطاقتها الاستيعابية البسيطة وتعمل وفق نظام بالي (نظام التجفيف القديم ) عدا على أن المحطة لا تبعد سوء أمتار عن مدرسة مختلطة, ومما يزيد الأمر سوا هو أن المحطة وعندما تنتهي طاقتها الاستيعابية يتم تصريف الحمل الزائد عبر وادي بسيط يفصل مدرسة الإناث عن المدرسة المختلطة , ثم يسير ليمرمن منتصف البلدة مما يسبب كارثة بيئيه يعيش فصولها سكان هذه القرية بشكل عام وفلذات الأكباد بشكل خاص, والسبب واضح حيث ان عدم التقييم الأمن لهذه الطريقة التي أقيمت بها تلك المصانع وانتشرت بطريقة سرطانية أنثوية .. أدخنتها وأبخرتها مشبعة في صنوف السموم الغازية تختال في فضاء تلك القرية ..ونفاياتها الصلبة والسائلة العالية السمية والشديدة التلوث تنتشر أينما نظرت وإذا ما تم تجميعها فانه يكون في أماكن غير مخصصة علميا لمثل تلك النفايات .. حيث تداخلت تلك الملوثات بغير عناء مع مركبات هذه الأرض الطيبة ومع مياهها الجوفية لتستقر في أجساد سكان هذه القرية .. حتى باتت هذه الأجساد واهنة حتى عن الإحساس بطعم الحياة .. فإذا كان مسئولي المدن الصناعية وأصحاب تلك المصانع آمات الجشع ضمائرهم واستقووا حتى على عيون الرقابة وعميت قلوبهم وصم وقر أذانهم ..فأين ذهبت أذا ضمائر وعيون وأذان من تقتطع رواتبهم من قوت العيال ..وثمن حليب الأطفال .. ليكونوا عين الرقيب ويد الحاكم .. لحمايتنا وحماية أطفالنا من أنياب المفترسين ... وأين هي تلك الأيدي التي مسحت بحنان على رؤوس أطفال البوسنة وأيتام الألمان وجوعى الصومال ومن تعرضوا للإمراض في السودان .. البس الأولى بان نمسح بذلك الحنان على أطفال مزقت أجسادهم الأوبئة والإمراض .. أليس الأولى أن نمسح دمعة أم ذرفت على طفل لها تتمزق رئتاه وأحشاءه من السموم التي تلوث هواء يستنشقه وماء يشربه من مصانع نحن رخصناها ؟ ما ذنب ذلك الطفل وتلك الأم ؟ وما الجريمة التي اقترفها ذلك الجنين وهو في بطن أمه ان يكون عرضه للتشوه ؟ لماذا لم تسمع صرخات استغاثات أطفال رجم الشامي الشرقي الذين استشرت بهم الأمراض وفتكت بهم الأوبئة بسبب جشع بطون لا تشبع ولا هم لأصحابها إلا تعبئة الأرصدة ؟ ان ترك هذه المصانع بهذا الحال من الفوضى وعدم الرقابة لهو جرم يرتكب أمام الله والإنسانية ..فبسبب التلوث الصناعي الخطير الذي تتعرض له تلك القرية باتت معاناتهم دائمة مع أمراض مستعصية كأمراض السرطان والحمى القلاعية والرئوية وميكروب الجمرة الخبيثة والربو القصبي والاختناق والعقم .. فما الفارق إذا بين المتسبب في نشر تلك الأمراض وما بين مرتكب جرائم الإبادة الجماعية ؟ هذه الأمراض وأية أمراض قد تظهر مستقبلا في تلك القرية والمناطق المتأثرة ضمن محيط تلوث مصانع المدينة الصناعية المصانع ... والإجراء الأهم والأكثر أولوية هو إلزام تلك المصانع بدفع التعويض اللازم والعادل والتكفل بعلاج المصابين والذين يعانوا بسبب تلك الملوثات .. فهل من مغيث ؟... فهل من مغيث ؟ فهل من مغيث؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات