الكبير والحمير ؟


أمي تبلغ من العمر ثمانين عاما وكم سنه زياده لم تتمكن من حسابها بدقة لإختلاف القصص التي تحدد يوم الولادة بعد الحصيده أم قبلها عند جداد الزيتون أم بعد سنة الثلجة أم سنة الجفاف وإن كان أرجحها أنها ولدت هي واربع بنات في القرية ومنهن من تقر أنها بلغت الثالثة والثمانون ، وبالأمس وبعد سهرة مطولة وحديث طويل عن البلد والمواسم قالت " لو أني تعلمت القراءة " لكنت أقراء القران الأن بدلا من السواليف والحكي الفارغ الذي لنا ساعتين " بنلت ونعجن فيه " ، وقالت إحدى شقيقاتي يا أمي حاولنا أن نعلكم القراءة قبل عشر سنوات ولكنك رفضتي وقالت أمي جملتها الشهير " تعليم الكبير زي ضرب الحمير " ، والقصد هنا أن الكبير في السن مهما حاولت أن تعلمه أو تعطيه بدايات للتفكير الصحيح الذي يتماشى مع الوقت الحالي يشابه ضرب الحمير كي تغير من طريقها أن تعجل في سيرها والنتيجة أن البغال تسير وقت تشاء ومن الطريق التي تراها هي وليس من يقودها أو يطلب منه ذلك .
وهذه حكايتنا مع الحكومة التي رئيسها تجاوز السبعين عاما وبعض وزراءها كذلك ومنهم من حقق شروط التقاعد وتم تمديد فترة خدمته تجاوزا لكل الاعراف والقوانين ، ونحن كشعب بح صوتنا وجفت اقلام الكتاب وتاهة بوصلة المحللين من أجل أن نعلمهم قاعدة واحدة فقط في العلاقة بين الحكومة والشعب وهي القاعدة التي تقول أنهم وجدوا ووضعوا في مناصبهم وبإرادة ملكية من أجل خدمتنا ، ولكنهم وإلى الأن يبحثون عن إتجاه هذه الخدمة هل هو نحو الشعب أم نحو أنفسهم ، وان تكون حكومة لاتعرف " فك حرف " هذه العلاقة فإن كل ما يبذله الشعب معها كما يبذله صاحب الحمار مع حماره .. صدقت أمي الحجة .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات