زيد الرفاعي .. مايسترو السياسة الاردنية


جراسا -

خاص - من الصعب للغاية ان تختزل بضع كلمات نسردها هنا، التاريخ السياسي العريق لرجل من كبار رجالات الدولة الاردنية، انتهل السياسة وحب الوطن، والولاء لقيادته الهاشمية مذ نعومة اظفره، كسياسي مخضرم محنك مثل "زيد الرفاعي" .

ثم من الصعب ايضاً ان تضع لقباً واحدا قبل اسمه، وربما تحتار، فالرجل لم يترك مجالا في السياسة الا وكان له ومنه فيه حصة وبصمة لا ينكرها الا جاحد.

"ابا سمير" الذي ولد في العام 1936 وانهى دراساته العليا في القانون والعلاقات الدوليه، بدأ حياته السياسية في العام 65 حينما تسلم رئاسة التشريفات الملكية، ومن ثم أميناً عاما للديوان الملكي الهاشمي، فسكرتيراً خاصاً لجلالة الملك الراحل الحسين بن طلال، رحمة الله عليه، ثم رئيسا للديوان الملكي الهاشمي العامر.

في العام 71 دخل ابا سمير معترك الحياة الدبلوماسية، حين عين سفيرا للمملكة لدى بريطانيا، ومن ثم عاد الى الوطن كمستشار سياسي للراحل الكبير الملك الحسين.

ومنذ العام 73 حتى العام 85 تولى زيد الرفاعي رئاسة اربع حكومات، ربما جاء توقيتها في ظل ظروف سياسية واقليمية صعبة للغاية، الا ان حنكة الراحل الكبير، الملك الحسين، وكفاءات الساسة الاردنيين على ادارة البلاد في تلك المرحلة، عبرت بالاردن في احلك الظروف واصعبها، وارتقت بالمملكة بين مختلف الدول والامم، وصار الاردن محط انظار دول كبيرة ، يشار له بالبنان، ويحظى باحترام العالم اجمع.

في الحكومات التي تولاها دولة زيد الرفاعي، الاعوام 73 و 74 و 76، كلف بحقيبة وزارة الخارجية ايضاً،اضافة الى رئاسة الحكومة.

وربما تعطي هذه المسؤوليات الحكومية، دلالات هامة للغاية، خاصة وان تولي ابا سمير للحكومة ووزارة الخارجية معاً، جاء في ظروف سياسية صعبة للغاية مرت بها الامة العربية قاطبة، عقب سنوات فقط من حرب 67 مع الكيان الصهيوني، حيث استطاع الاردن رغم تلك المرحلة، ان يجتاز الصعاب، ويضع لبنات جديدة وهامة في مرحلة بناء الدولة الاردنية، والارتقاء بها، رغم الظروف الاقليمية المتأزمة.

منذ العام 78 حتى العام 93 كان دولة ابا سمير عضوا في مجلس الاعيان، ليدخل مجددا في العام 97 كعضو ورئيس لمجلس الاعيان لغاية العام 2009 .

"ابا سمير" الذي لقب بحامل اسرار الملك الحسين بن طلال، كان دوما على قدر الثقة والامانة والمسؤولية، وارتبط اسمه دوما بقائد وسياسي وملك هاشمي، اذهل العالم اجمع بكفاءته السياسية، وحكمته، وحنكته ايضا، قبل ان يتسلم راية الهاشميين الكرام كابرا عن كابر، جلالة الملك عبدالله الثاني، الذي واصل مسيرة الهاشميين التاريخية العطرة، كحاملي رسالة حضارية تاريخية ارثها يستمد من اطيب واعرق سلالات البشر، ومن اطهر خلق البشر، سيدنا محمد عليه افضل الصلاة والتسليم.

سمير الرفاعي، ربما هو رجل يجسد كلمة الاردن بشخص رجل واحد !.. ، فهو بلا ادنى شك، من اهم رجالات الدولة الاردنية الذين اخذوا على عواتقهم، مسؤولية الامانة، وحب الوطن، وشعبه الطيب، رجالات ما كلوا يوما ولا ملوا .. عن تقديم الغالي والاغلى، للاردن ..مستلهمين من قيادة الهاشميين، خطاهم..، واضعين صوب اعينهم بوصلة واحدة .. تشير الى الاردن ..والاردن فقط ..



إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات