متى نستيقظ من سباتنا الطويل


إن عدم إتحاد العرب والمسلمين مع بعضهم إلبعض وعدم قدرتهم على حل الخلافات والنزاعات فيما بينهم وحتى تلك الخلافات والنزاعات والمشاكل السياسية والإجتماعية والإقتصادية في داخل الدولة الواحدة منهم يجعلهم لقمة سهلة المذاق لتلك الدول العظمى والتي تحاول حماية مصالحها بشتى الطرق والوسائل وحتى لو تتطلب ذلك دمار وخراب دولنا العربية والإسلامية وإستنزاف قوتها وأسلحتها العسكرية وثرواتها الإقتصادية وإن كان كل ذلك على حساب مواطنيها وشعوبها الآمنين .

فلماذا لم نفكر يوماً بأن روسيا وأمريكا والصين وبريطانيا وفرنسا والذين يعتبرون أنفسهم دولاً دائمة العضوية بمجلس الأمن بأنهم هم من يشعلون نار الفتنة والنزاع ومن ثم الحرب فيما بين دولنا العربية والإسلامية تارة وفيما بين أنظمة الدول وشعوبها تارة أخرى بالوقت الذي فيه نعتقد بأنهم هم من يصنعوا السلام والآمان في العالم ! ألا يكفي أن نرى يقينياً بأن روسيا تدعم أنظمة بعض الدول على حساب شعوبها كي تبقي على مصالحها ! وألا يكفي أيضاً أن نرى أمريكا تدعم من تراه إلى جانبها وبغض النظر عن إحترام حقوق الشعوب وهي تدعي الديمقراطية وتدخلها السافر في بعض الدول بحجة حماية مصالحها ، وكما هي الحال بالنسبة للصين وبريطانيا وفرنسا وما آلت إليه الأحداث والنزاعات في الشرق الأوسط وخاصة تدهور الأوضاع إبتداءً من ضياع القضية الفلسطينية وإهدار حقوق الفلسطينيين ودعم إسرائيل ومساندتها في أعمالها العدوانية ضد إخوتنا في فلسطين المحتلة وإستمرار تهديدها وإطلاق الصواريخ المستمر والمتكرر على سوريا ولبنان .

وللننظر ملياً ما آلت إليه الأحداث والأحوال في دولنا العربية فهذه سورياً الشماء تحتضر وتنزف دماً نتيجة الفرقة والنزاع والخلاف بين شعبها الواحد ، والعراق الماجدة ما زالت تنزف الدماء الزكية نتيجة الخلافات والتفجيرات الإنتحارية ، وليبيا قد يطالها بعض آثار النزاعات والخلافات فيما بين أقاليمها التي قد تؤدي بها إلى الهلاك لا سمح الله ، واليمن السعيد قد يناله بعض الشيء المؤلم من عدم الوفاق والإتفاق لا سمح الله ، ومصر أم الدنيا وما يحدث فيها من عدم الوفاق والإتفاق لنذير شؤم للجميع ، وتونس والأحداث الجارية فيها من عدم الرضاء العام على الدستور الجديد والإغتيالات لشيء مؤلم ، ناهيك فيما يحدث في لبنان فحدث ولا حرج .

فإلى متى يبقى العرب والمسلمين ينظرون إلى دول مجلس الأمن بأنها المنقض الأعظم لها ؟ وإلى متى ستبقى تتحكم بها وبمقدراتها وثرواتها ؟ وإلى متى ستبقى خاضعة لها ولمصالحها ؟ وإلى أي مدى ستتحمل تدخلاتها السافرة والمستفزة ؟ وإلى أين ستأخذها في نهاية المطاف ؟ وهل ستستيقظ دولنا العربية من سباتها وتتحد مع بعضها إلبعض وتحل خلافاتها ونزاعاتها فيما بينها ، وفيما بين شعوبها أيضا ، وبدون تدخل الغرباء والأجانب . وهل بمقدورها تسوية البيت العربي والمسلم بإعتباره بيت واحد تنبذ فيه النزاع والخلاف وذلك بإستبعاد العرقية والطائفية كي يعيش الجميع بأمان وسلام ودون نزاع وخصام .

وكما هو المثل المعروف يقول "إن بالإتحاد قوة" فلنجرب الإتحاد ولو لمرة واحدة بالتاريخ ، ولننظر ماذا سيحدث بعده ! أتوقع ويتوقع الكثيرون منا وحتى من أعدائنا والمبغضين لعروبتنا وإسلامنا الكثير الكثير من الحب والتفاهم والتسامح والخير والنعم التي ستهطل على جميع الدول العربية والإسلامية وشعوبها ، وستحسب تلك الدول التي تعتبر نفسها عظمى بأنها قد خسرت الرهان بثقتها وإعتقادها بأننا لن نتفق يوماً ولن نصبح في يوم من الأيام عصبة واحدة لكونها غرست بيننا الفتن الشيطانية والنزاعات والخلافات الدائمة والمستمرة التي لا يستطيع أحد في العالم حلها معولة بذلك على قوتها وجبروتها وسيطرتها على أحوالنا السياسية وأوضاعنا الإقتصادية ، فلنقلب الموازين عليهم هذه المرة ولنثبت لهم بأننا إخوة في الأرض والدم واللغة والدين ، بإعتبار أن الدم لا يصبح ماء بين الإخوة ، وكما هو المثل القائل " أنا وأخوي على إبن عمي ، وأنا وإبن عمي على الغريب " ولنرى في النهاية كيف ينقلب السحر على الساحر ! مكرراً متى نستيقظ من سباتنا الطويل ...



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات