يقول رئيس هيئة الطاقة النووية الدكتور خالد طوقان أنّنا سنصبح مصدّرين للطاقة بعد بناء المفاعلات النووية ، وتقول الأنباء الواردة من حقل غاز الريشة أنّه صار يعد بإنتاج سيوفّر حاجات الأردن وقد نصل في مرحلة ما للتصدير ، وهناك من يتحدّث عن معلومات بتوفّر كميات لا بأس بها من النفط العادي ، وتؤكد المعلومات أيضاً أنّ مشروع الصخر الزيتي يعد بالكثير.

إلى ذلك فاليورانيوم ذخر إستراتيجي وسنقوم بتصديره بعد قليل من السنوات ، وستصل مياه الديسة إلى عمّان بعد أن صار المشروع أمراً واقعاً ، وهذا كلّه من المشاريع الاستراتيجية التي كانت حكومات الأردن تتجاهلها أو تؤجّلها لحكومات مقبلة باعتبارها لا تعرف ما إذا كانت ستستمر في العمل ، أم أنّ حكومة مقبلة ستحصد فرح النجاح.

ما يميّز حكم الملك عبدالله الثاني رؤيته المستقبلية ، وعمله ليس فقط لمن يتصدّرون الصورة اليوم ، بل للأبناء والأحفاد أيضاً ، وما يميّز الحكومة الحالية أنّها تعمل على تنفيذ هذه الرؤية على أرض الواقع ، بصرف النظر عن بقائها في الدوار الرابع أم رحيلها إلى البيت.

نكتب هذا الكلام ونحن نقف أمام سدّ الملك طلال الذي صار مكرهة صحية ، وفي يقيننا أنّه وصل إلى هذا المآل للسبب نفسه ، أيّ أنّ الحكومات كانت تؤجّل الشغل على إصلاح الخلل الاستراتيجي لأنّه يتطلب عمل سنوات ، وهنا دعوة لوضع سد الملك طلال على جدول العمل الحكومي فمع قليل من التخطيط وإصرار على التنفيذ قد نصل إلى نتيجة مياه صالحة ، وبحيرة سياحية رائعة ، ومشاريع رائدة على مستوى المنطقة.