اتفاقية وادي عربة تقطر دماً أردنياً


كإنسانيين كنا مع استمرارية اتفاقية وادي عربة ، إلا أن مقتل القاضي الأردني رائد علاء الدين زعيتر ، جعلنا نتوقف ونعيد التفكير بعمق ، سيما وأن عادة المتفقين أن يصر كل منهما على إنجاح الاتفاق، ولا يترك مجالاً لدخول أي شيء يعكر صفو هذا الاتفاق ، ولكن للأسف الشديد ما لمسنها كمراقبين حياديين من ناحية وإنسانيين من ناحية ثانية نحمل أمانة المسؤولية الإنسانية والأمنية ليس في الشرق الأوسط فحسب وإنما على المستوى العالمي ، تبين لنا بما لا يدع مجال للشك أن إسرائيل قد عملت ومن خلال سلوكياتها غير المسئولة على خرق الاتفاقية ( اتفاقية وادي عربة ) ، خاصة وأنها لم تكتفي بتدنيس المسجد الأقصى من قبل الصهاينة، ولا بتقديم المتطرف موشي فيجلين بمشروع قانون للكنسيت الإسرائيلي، يقضي بسحب الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس ، لا بل ذهبت إلى أبعد من ذلك بعد أن جعلت الاتفاقية تقطر دماً أردنيا إنسانيا بعد قتل الأردني المسالم الأعزل والذي لا ذنب له ، وهنا نقول لمجلس الأمن هذه النفس الأردنية الإنسانية الزكية ( بأي ذنب قتلت ) ؟!

أليس من العار على الإنسانية جمعاء أن تقتل هذه النفس الزكية بغير ذنب ؟ ألا تكون هذه الحادثة محرضاً للإنسانيين للإصرار بأخذ حقوق الملايين الذين قتلتهم أمريكا وإسرائيل في كل من أفغانستان والعراق وسورية وليبيا والسودان وغيرها من مناطق العالم الذي ما زال يرزح تحت جبروت القوى الشيطانية !

أعود و أقول للحكومة الأردنية في ظل هذا الخطب الجلل لا يكفي الطلب من الحكومة الإسرائيلية (التحقيق الفوري وبدون تأخير) في مقتل القاضي الأردني رائد علاء الدين زعيتر، إثر تعرضه لإطلاق نار عند الجانب الآخر من جسر الملك حسين (معبر الكرامة)، الرابط بين الأردن والضفة الغربية ، وإنما لا بد من تقديم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي ، ليعرف العالم أجمع أن إسرائيل التي كنا نسعى كإنسانيين لتوفير السلام لها هي التي ترتكب الجرائم ضد الإنسانية ، ليس في سورية والعراق وأفغانستان وغزة فقط ، بل وفي الأردن المجمع الإنساني الأعظم ،ألا تخجل إسرائيل ؟ ألا يخجل الإنسانيين اليهود من خارج القوى الصهيوأمريكية ؟! إسرائيل يا سادة تجاوزت كل الخطوط الحمر ، وقد أصابها الجنون والهستيريا الإرهابية، وأياً كانت حقيقة الروايات الإسرائيلية بأن زعيتر حاول "خطف سلاح جندي إسرائيلي على المعبر، ما دفع بالأخير إلى إطلاق النار عليه ، فإن هذا غير مبرر أبداً لارتكاب هذه الجريمة بحق الإنسانية جمعاء !

ما حدث يجب أن يقرأه كل يهودي في العالم ، خاصة وأن الوضع العالمي يمر في فترة عصيبة، وهنالك قوى صهيوأمريكية تصر على تحطيم صرح الإنسانية والأمن الإنساني ، هذا الصرح الذي من المفترض أن تقدسه إيباك ( لجنة الشؤون الأمريكية الإسرائيلية ) قبل غيرها ، إن كانت فعلاً معنية بالأمن اليهودي العالمي سواء داخل أو خارج إسرائيل ، وعلى إسرائيل كذلك أن تستفيق من حلمها ووهمها الذي سيشعلها في النووي الإسرائيلي ، وبهذا السياق أود أن اذكر الإسرائيليين بأن الاسم الجديد لإيران المقاومة والشرف والعزة الإسلامية والإنسانية وعلى لسان الإنسانيين على المستوى العالمي أصبح إيرانيوم ، أتمنى أن تكون وصلت رسالتي بشكل واضح وشفاف قبل فوات الأوان ، ما زلنا نتساءل والسؤال على طاولة الغباء الإسرائيلي غير المتناهي : ماذا بقي لكم غير اتفاقية وادي عربة ؟ لقد خسرتم في سورية خسارة لا يعلم فيها إلا الله والراسخون في العلم العسكري والاقتصادي ، والمقاومة أصبحت بقوة مضاعفة وتمتلك من المفاجآت التي تعمي أبصاركم ، وقد بلغ التصدع مبلغه في حلفكم الشيطاني ، وها هي جذوره العميقة للناظرين تتأتى من خلال سحب السفراء ، حيث سحبت كل من السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين سفراءها من الدوحة بسبب هزيمتكم في سورية ، وتضارب مصالحكم الشيطانية ، وما زال الحبل على الجرار ، واليوم أزف لكم بشرى محوكم من على الخارطة الشرق أوسطية وبموافقة أمريكا هذا إن بقي شيء أسمه الولايات المتحدة الأمريكية ، والتي ربما تتحول إلى الإتحاد الفيدرالي الأمريكي على غرار الاتحاد الفيدرالي الروسي ، للتخلص من كل التبعات والأزمات المالية والاقتصادية والسياسية والعسكرية والقانونية التي تطاردها من داخل وخارج الولايات الأمريكية ذاتها !

أما الحكومة الأردنية فإن عليها مسؤولية ليس فقط في تقديم شكوى لمجلس الأمن، بل وكذلك تقديم قانون لمجلس النواب الأردني وبصفة الاستعجال، يقضي بإبطال معاهدة وادي عربة، بعد أن سالت منها الدماء الأردنية الزكية الطاهرة ، نتحدث عن دماء الإنسانيين يا سادة ، هذه التي ستفاجئكم عالميا بمدى قوتها لأنها على الحق، وسترون وبأم أعينكم كيف سينتصر الدم على السيف !!

كيف يجرؤ هذا الجندي الإسرائيلي على قتل هذا الإنسان الأردني البريء ؟ لذلك نكرر كإنسانيين على طرد السفير الإسرائيلي ، احتجاجا على مقتل القاضي رائد زعيتر على يد جنود الاحتلال ، وإلغاء معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية ، وكذلك نطالب الحكومة وبشكل رسمي وعلني سرعة السير بالإجراءات القانونية لمحاكمة المسؤولين عن مقتل القاضي زعيتر أمام المحاكم الدولية ، ونجد أنه لا مناص للحكومة الأردنية من تقديم شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن الدولي ، هذا في الوقت الذي سنحمل الحكومة الأردنية مسؤولية أي تباطؤ أو تأخير قد يفسر بصورة نحن لا نقبل فيها على حكومتنا الأردنية ، والكيان الغاصب المحتل كان وما زال يمارس كل أشكال العدوان والقتل والاستيطان ومصادرة الأرض والتهويد والاعتقال بحق أبناء الشعب العربي الفلسطيني ، يضيف اليوم جريمة جديدة تضاف لجرائمه غير الإنسانية . خادم الإنسانية .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات