نحن بين ديموقراطية الأختيار ودكتاتورية اتخاذ القرار


على سبيل المثال لا الحصر لو اسقطنا العنوان على حال الأسره الاردنيه نجد تطابقاً بالمطلق, فاذا ما ارادت العائله الذهاب في رحله او مشوار يبدأ الأب باستمزاج أراء الابناء والزوجه,, اما الابناء تجد هناك تضارباً واختلافاً في الاراء لدرجة التناقض كما حال دولنا العربيه مجتمعه, اما الزوجه وهي اكثر من يعرف زوجها فغالباً ما تلتزم الصمت ان لم يكن قرارها فاعلاً وملزماً,, لكن الأب تجده يذهب في قراره بعيداً كل البعد عن اراء من استشارهم وكذلك القيادات العربيه, فهي تحيط بنفسها بمجموعات من المستشارين ممن يكلّفون دولهم مبالغ طائله وامتيازات وسفرات ولكن عند اتخاذ القرار يكون فردياً..اي لا داعي لكثرة المستشارين ما داموا لا يستشاروا وإن استشيروا فلا يسمع لهم..

ينطبق كذلك الأمر على دولة رئيس الوزراء والوزراء والمدراء العاميون فلدينا في الدوله الاردنيه جيوش من المستشارين ممن يأتون الى مكاتبهم صباحاً لقراءة الجرائد واحتساء القهوه يركبون سيارات فاخره ويتقاضون رواتب ومياومات وسفرات بصحبة اصحاب الدولة والمعالي.. فهل لهذه الجيوش الكراره داعي ما دام صاحب القرار لا يعبأ لما يقولون اذا ما استشاروا؟؟

اما قرارات الدوله السياديه فهي تتخذ ضمن دوائر مغلقه ومصغره وتكون وليدة اللحظه ان لم تكن ترضخ لاملاءات خارجيه في بعض الأحيان او يتم ربطها بالمساعدات او ما شابه.. من هنا أرى ان يتم تقليص هذه الاعداد او اعطاءها الفرصه لتتحمل مسؤوليات قراراتهم بعيداً عن شوفينية اصحاب القرار وكما يُقال ما خاب من استشار,,فما وصلت اليه الدوله من فساد قطاعها العام وترهله لهو ناتج عن تضادية القرارات المتخذه وبيروقراطية تنفيذها ,كما ان لتغيير الوجوه في من يجلسون على كراسي القرار جعل من قراراتهم لا تتمتع بقوة التنفيذ لاختلاط المزاجيه وتدخل المستشارين كلٌ حسب درجة قرابته بالمسؤول..

الدوله امام تحديات جسام وما آلت اليه من تضاؤل اقتصادها وارتفاع العجز في موازاناتها واقحامها سياسياً بمحيطها جعل من فرص استرداد عافيتها محالاً,, من هنا على عاتق صاحب القرار الجلوس الى من يتمتعون بحس وطني عالي وانتماء دون ان ينتظروا عطايا الدوله كما المرتزقه من جيوش المستشارين ووضع التحديات التي تواجه الوطن ضمن تسلسل حسب اهميتها والتدارس حول ايجاد الحلول الواقعيه حتى لو لم تُرضي البعض للخروج بأقل الخسائر وبما يجنب الوطن الدخول في فوضى نحن بغنى عنها ولا سمح الله.. فمن يمتلكون مفاتيح القرار هم من يحاولوا ايصال المعلومات الغير صحيحه لصاحب القرار وايهامه بنجاعة قراراتهم وهم من اوصلوا الوطن الى قعر الهاويه لا حافتها وعلى عاتقهم مسؤولية تحملهم لاتخاذ القرارات ويجب ان يُسألوا ..في الوطن رجالٌ اوفياء يصدقون القول ,يحملون فكراً وقاداً,, وحلولاً لمشكلات الوطن برأيهم يجب ان يُستأنس, وهم خير من يُستشار.. لا ينتظرون غير ان تعلو الجباه التي لم تسجد يوماً لغير الله عالياً كما بيارق الوطن..ودمتم



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات