رئيس وزراء يرسم .. ومديرة تستدعي .. !


قال الفيلسوف الفرنسي المعروف باسم »فولتير« الذي عاش في عصر التنوير، وذاع صيته بسبب سخريته الفلسفية الظريفة ودفاعه عن الحريات المدنية خاصة حرية التعبير, قال في احد الأيام مخاطبا تلاميذه :الابتسامة تبث الأمل في النفس وتزيل الوحشة من جوفها, وترسم السعادة من جديد وتحيي روح القلب, نعم الابتسامة تذيب الجليد , وتنشر الارتياح, وتبلسم الجراح , إنها مفتاح العلاقات الإنسانية الصافية , فلما لا نرسمها دوما على شفاه أطفالنا...! وقال» اوسكار وايلد« لا تُجبر الإنسان على الابتسامة , لكن اعمل ما بوسعك لتجعل الأخر يبتسم طوعا وليس كراهيتا..., جاء قبل أيام خبر طريف يفيد هذا الخبر أن مديرة مدرسة بريطانية واقعة في جزيرة آنجليسي البريطانية تدعــى» آن هوغيز« جــاء أنـها »استدعت« هذه المديرة الشرطة لتأنيب وتأديب الأطفال ولإجبارهم على الابتسامة بعد أن رفضوا الابتسامة عند التقاط صورة جماعية داخل المدرسة..., وهنا نوجه سؤالا سريعا للمربية البريطانية »آن هوغيز« ونقول لها: حتى لو ابتسم الأطفال كراهيتا في مدرستك نتيجة للتأنيب والتأديب وتحت تهديد الشرطة فلن تترك هذه الابتسامة أثرا طيبا في نفوس الأطفال, وإنما ستترك أثرا سيئا في نفوسهم, وعلينا أن نرسم الابتسامات الصادقة على شفاه الأطفال لتزيل الوحشة, وترسم السعادة من جديد و تحيي روح القلوب, و تذيب الجليد , وتنشر الارتياح, وتبلسم الجراح..., كيف لا وان ابتسامات الأطفال هي ردود للأفعال المحيطة بهم واستجابة للمثيرات المؤثرة عليهم ..., وجاء قبل أيام قليلة أن رئيس الوزراء الدكتور »عبدالله النسور« قال: لا يجوز حرمان إي طفل سوري من حقه بالتعليم, قال ذلك خلال انعقاد اللجنة التوجيهية العليا لمتابعة أوضاع اللاجئين السوريين في دار رئاسة الوزراء, منوها رئيس الوزراء بهذا الصدد على ضرورة أن يكون هناك أعداد كافية من المدارس المخصصة لتقديم التعليم للأطفال السوريين، مؤكدا انه لا يجوز حرمان أي طفل سوري من حقه بالتعليم كونه واجبا أخلاقيا وقانونيا على الدول المضيفة لهم..., اعتقد أن الدكتور عبدالله النسور بقراره هذا» رسم «بسمة حقيقية غير مصطنعة في نفوس الأطفال السوريين, و»رسم « بسمة حقيقية في نفوس أهل هؤلاء الأطفال, بسمة لم يجبرهم عليها, بسمة لم يستدعي لها الشرطة..., نعم رئيس وزراء يرسم البسمة على شفاه الأطفال عندنا, ومديرة مدرسة تستدعي الشرطة لإجبار الأطفال على الابتسام عندهم..., بقي أن نقول لمدراء البرامج الإخبارية في قنواتنا الفضائية أن ينحازوا للوجوه الإعلامية »المبتسمة« عند اختيارهم للإعلاميين, لان الوجوه الإعلامية المبتسمة تجعلنا أكثر حرصا على مشاهدة القنوات المحلية , وخلاف ذلك يجعلنا نبحث عن بدائل أخرى فيها ابتسامة, وهي كثيرة... !



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات