الخوف من اتخاذ القرار


يتلكأ الإنسان ويضطرب بطبعه البشري , عندما يريد أن يتخذ قرارا يتعلق بحياته الشخصية أو العملية , وهذا أمر طبيعي وغريزة ربانية ويزداد الإرتباك كلما ازدادت أهمية القرار وانعكاساته على الأسرة أو الحي أو المدينة أو المجتمع ......الخ .
القرار يتخذ شرعيته من منفذيه وليس من متخذيه , فكم من قرارات بالجملة صدرت لكنها لم تلق الجدية بالتنفيذ, لعدم قناعة الناس كونها بعيدة ومغايرة للواقع الذي يعيشون به , فقرار منع الارجيلة المستند الى قانون وزارة الصحة لغاية الان لم يلق التنفيذ الجدي, لصعوبة ذلك وسيبقى يراوح مكانه دون أي تطبيق فعلي, والقرارات الحكومية والجامعية التي صدرت بالجملة بخصوص فصل كل طالب يثبت عليه عملية القيام بالعنف الجامعي, لم تأخذ مسارها الصحيح القانوني, فالواقع يشير الى أنه لم يفصل أحد, وتم إعادة الجميع بواسطة الجاهات والواسطات العشائرية التي نحن كمجتمع طرف نشارك بها .
القرار الحكومي يجب أن يتمتع بالرشد والمؤسسية والحكمة وبعد النظر والدراسة الشمولية المستفيضة (دراسات الجدوى الاقتصادية ), لا على الشخصنة والفوضى غير المنظمة والمنافع الشخصية المتهورة التي ألحقت الضرر الكبير بالوطن والمواطن .
سردت هذه المقدمة و كلما مررت بصويلح تجاه الجامعة الاردنية وصولا الى عمان, يؤلمني مشهد شارع الباص السريع الذي اتخذ قراره في ليلة ظلماء افتقد فيها بدر الحكمة والعقل والمنطق والتخطيط السليم الذي قاد الى اتخاذ قرار خاطئ أوصلنا الى ما آلت اليه الامور حاليا , أنا اعتقد جازما أن الفساد ليس مجرد سرقة الاموال ولكن اتخاذ قرار خاطئ وانت تعرف ان هناك ما هو أصح منه هو الفساد بعينه, لأن في ذلك ايضا هدر للمال العام وتنكيدا واستفزازا لحياة المواطنين اليومية سالكي هذه الطريق , ترى أين دور الحكومة في اتخاذ القرار الحازم الجازم بخصوص هذا الشارع واطلاع الرأي العام عليه ؟ ولماذا هذا التأخير والمماطلة ؟ خاصة واننا نعرف أنه لا ذنب للحكومة الحالية بذلك ولكنها تبقى هي المسؤولة حاليا بحكم ولايتها العامة .
الزائر لمدينة دبي يجد أن التخطيط والتفكير السليم المبدع والمراقبة والمتابعة الحثيثة, أدى كل ذلك الى إتخاذ قرار صائب بخصوص مسار القطار السريع الذي تم بناء جسمه بشكل معلق وبطريقة مذهلة وكانت النتيجة حل مشكلة كبيرة جدا في النقل الداخلي.
عندما كان هنالك جدل بين الحكومة والشعب والنواب على موضوع تعديل التوقيت الشتوي كانت حجة الحكومة أن هذا سينعكس آثره على الخزينة ,بحيث سيرتب ذلك خسارة مقدرة بالملايين- حسب زعم الحكومة- اما انت ايها المواطن الذي أمضيت ما يزيد عن خمس سنوات ذهابا وايابا على طريق الجامعة الاردنية تتعرض يوميا للأزمة الخانقة والاستفزازات التي ترفع الضغط وتولد العنف الشارعي والحوادث الكثيرة- المقدرة تكلفتها بمئات الالآف من الدنانير - والوقت الضائع المهدور للعدد الهائل من رواد هذا الطريق بسبب هذا الخانق .....كل هذا ليس مهما , اتقوا الله يا حكومة في عباد الله فليس المهم أن نتكلم الكثير وأن نتلاعب بلغة الكلام,لكن الأهم هو الفعل فقد سئمنا من التنظير والانتظار, ونأمل أن نرى وبكل جرأة قرارا صارما جادا , حيال هذا الشارع إلغاءً أو استثماراً.... ونحن بانتظار الحل !



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات