أمريكا مبسوطة منا


دائما الصورة في الاعلام تلعب دورا كبيرا في شرح الحدث واعطاء تفاصيل يعجز عن كتابتها محترفي القصة أو فن الرواية ، وعندما يرفق الصحفي أو المحرر صورة لحدث ما يقوم بما يطلق عليه العملية الانتقائية في الإختيار لتحقيق أكبر أثر ممكن لدى الجمهور وايصال رسالته بأقصر الطرق للمتلقي ، والذي جعلني أضع هذه المقدمة هي صورة لخبر عن رئيس الديوان الملكي ' فايز الطروانه ' يصرح فيه بالنص ' برنامج الإصلاح الاقتصادي الوطني لاقى الاستحسان والاعجاب من قبل الجهات الامريكية الداعمة واصحاب القرار فيها والدوائر المانحة ' ، والصورة تظهر دولة الطراونه من جانبه الأيمن ودولة النسور من جانبه الأيمن وهما يبتسمان بكل قوة ومتقاربين في لقطة أخذت عندما حصل دولة النسور على ثقة مجلس النواب في منح حكومته الثقة .
والمشهد الذي امامنا يقدم معطيات كثيرة لكلا طرفي الصورة ' الطروانة والنسور ' وابرزها أن اختيار الأول للثاني كرئيس للحكومة من خلال مسرحية وطنية تحت أسم حكومة تشاور وحكومة برلمانية أعطت نتائجها بالنسبة له ، وذلك لأن دولة الطروانة وكما يذكر التاريخ هو عراب اتفاقية وادي عربة ومن خلال كولسات دامت لسنوات وهو يعمل سفيرا للمملكة في واشنطن ، وهنا هو يهمه رضى الأمريكان عنه وعن حسن إختياره لشخصية رئيس الوزراء النسور ولايعنيه رضى الشعب لأنه في الأصل جرب معنى مناكفة الشعب وتاريخه كاملا من خلال عرابته في اتفاقية وادي عربة ورئاسته للحكومة .
وبالنسبة لدولة النسور هو في منهتى السعادة لأن معلمه قدم له أول علامة نجاح في سياسية الرفع التي مارسها ومعتمدة من قبل أكبر جامعات العالم فسادا وهي الحكومة الأمريكية والجهات المانحة ، مما يعطيه ثقة كبيره في إستمراره في سياسته وإلقاء رضى الشعب عن سياسته في سلة مهملات مكتبه في الدوار الرابع والاكتفاء بتعليق شهادة معلمة وبختم أحمر من الأمريكان للدلالة على حنكته وخبرته في السير بعكس رغبات أكثر من ستة ملايين مواطن أردني .
والصور تقدم أيظا معطيات عن الحبكة السياسية التي يتم من خلالها إدارة المشهد السياسي الأردني والمفاصل الرئيسية في قوة هذا المشهد السياسي ، وهي أن المخرج الرئيسي وبالتالي المسؤول عن شخوص ابطال المشهد يتمثل في رئيس الديوان الملكي وإذا تم كسب وده ورضاه وإعطاءه ما يريد من قدرات تمثيلية فهذا يعني أن يستمر البطل الرئيسي في تصدر شاشة العرض لأطول فترة ممكنة من زمن الفيلم ، وهذه النقطة غفل عنها الكثيرين من رؤوساء الحكومات الأردنية المتعاقبة ومنهم من وجد في معادات رئيس الديوان أسلوبا لضمان موافقة منتج الفيلم السياسي وهو يجهل هنا أن كلا من المخرج والبطل يستلمون رواتبهم من المنتج نفسه الذي بالسنة له المخرج هو حصان الرهان وليس البطل .
وفي زاوية من زوايا الصورة التي نشرت مع الخبر يظهر شخوص في مساحات من عدم الوضوح ' خارج التركيز ' وهم ايظا مبتسمون وسعداء وهم أعضاء السلطة التشريعية وهنا تقدم لنا الصور معطيات جديدة تؤكد حجم التوافق بين الأطراف الثلاثة ' رئيس ديوان ورئيس حكومة واعضاء سلطة تشريعية ' ، وأن ما يجري في بقية لقطات الفيلم من صراخ هنا أو هناك أو محاولات لقتل البطل ' سياسيا ' من قبل السلطة الشتريعية هو من متطلبات العملية الاخراجية وإعطاء الجمهور متعة المتابعة ، وفي النهاية لايقف على منصة التكريم ' الأمريكية ' لنيل الأوسكار سوى البطل والمخرج والكومبارس لامكان لهم على المنصة ، وكنهاية أي فيلم امريكي تكون نهاية سعيدة والشفاه تبتسم على كامل شاشة العرض .



تعليقات القراء

EEM
أكبر جامعات العالم فسادا هي الحكومه الامريكيه. اعجبني
06-03-2014 11:03 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات