تفكيك أمريكا ضرورة إنسانية ملحة


أقول ومن موقع المسؤولية الإنسانية والأمنية على المستوى العالمي : أمريكا تتجه وبكل حتمية إلى الوضع اليوناني مهما كلفت عمليات التجميل الاقتصادي الغرب وكل من يدور في الفلك الأمريكي المنهار ، إلا أن العجيب والغريب هذا المنطق السياسي والعسكري الذي يدفع الأمريكان إلى تدمير بنية الأمن والإستقرار العالميين ، إلى درجة جعلت من تفكك أمريكا ضرورة إنسانية ملحة لأن ما حدث في أوكرانيا إعلان حرب من قبل القوى الصهيوأمريكية ليس على روسيا فقط ، بل وعلى دول التعدد القطبي ، سيما وإنها و في الوقت الذي كانت فيه روسيا منشغلة بأولمبياد سوتشي ، كانت القوى الصهيوأمريكة تجند العملاء داخل حتى البرلمان الأوكراني،وبالفعل استطاعت أن تشكل ما تسميه زوراً سياسياً وقانونياً ( المعارضة الأوكرانية )ومن داخل البرلمان الأوكراني ، على غرار كل المعارضات التي انقلبت على الشرعية العربية ، واليوم المعارضة الأوكرانية التي تنقلب على كل القيم والمبادئ الإنسانية لتكون في سعر كل التنظيمات الإرهابية التي ترتكب أبشع الجرائم في سوريا والعراق وليبيا، ما هذا ؟ هل تحسبون أوكرانيا دولة عربية لترضى بالأهانة والذل الغربي الذي لا يكتفي بقتل الملايين من الناس ، وإنما يعمل على نهب وسلب الثروات من فوق الأرض وتحت الأرض، وها هو النفط العربي والإسلامي محرم علينا ونحن أصحاب الحق الشرعيين ليس في النفط فقط ، بل وفي الحكم والولاية العربية والإسلامية الإقليمية والعالمية ، نعود إلى تلك الحناجر الخائنة التي تستغيث بالشيطان الأكبر أمريكا ، حناجر المعارضين الذين يستدعون التدخل الخارجي في شؤون بلادهم، ويستجدون الولايات المتحدة وبريطانيا لضمان سيادة أوكرانيا ، الله أكبر وهل أوكرانيا كانت بلا سيادة ؟!!

وكإنسانيين نقول للرئيس الروسي لن نسمح لروسي أن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذه الهجمة الإمبريالية الشرسة ، لأننا ندرك أن الهدف يكمن في تقسيم أوكرانيا لإشغال روسيا وإضعافها وإخراجها من النادي الدولي المتعدد الأقطاب ، من خلال تخليق مشاكل عبر بوابات الجمهوريات السوفييتية السابقة ، لهذا فإننا نوافق وبشدة على طلبكم استخدام القوات المسلحة الروسية على أراضي أوكرانيا حتى عودة الاستقرار السياسي والاجتماعي إلى أوكرانيا ، ولا أعرف كيف تجد أمريكا متسعاً من الوقت لكي تتشدق على لسان وزير خارجيتها جون كيري بحرصه على وحدة التراب الأوكراني ومن ضمنه جمهورية القرم التي تحظى بحكم ذاتي ؟ لا بد من محاسبة أمريكا عالمياً ، ما يحدث في أوكرانيا كارثة بكل ما تحمل الكلمة من معنى : برلمان يسيطر عليه معارضون موالون للغرب، يختارون أرسيني ياتسينيوك الموالي للغرب رئيسا للحكومة الانتقالية التي ستتولى أمور أوكرانيا ، بمعنى أخر نحن بصدد صراع الغرب على أوكرانيا وليس صراع الأوكرانيين على السلطة ، نفس السيناريو الذي حدث في ثورات الخريف العربي ، جماعات متشددة خارجة عن القانون ، ترفض إلقاء السلاح،لكونها أدوات لا تعلم عن سر وجودها في هذه الدولة أو تلك ، ونذكر الإخوة الروس بالموقف الأمريكي الذي جاء على لسان أوباما، بالتأكيد على رؤيته للاختلافات بين واشنطن وموسكو حيال أوكرانيا وسوريا قائلا: "موقفنا هو لا ننظر إلى هذه كلعبة شطرنج بالحرب الباردة في منافسة مع روسيا، هدفنا هو ضمان بأن يتخذ الشعب الأوكراني قراراته لتحديد مستقبله، وقدرة الشعب السوري على اتخاذ قرارات دون قنابل تقتل النساء والأطفال، أو الأسلحة الكيماوية، أو تجويع بلدات لأن مخلوعا يريد التشبث بالسلطة ، السؤال يا سادة من خلع هذا المخلوع ؟ من الذي خلع الرئيس السوري أو الرئيس الأوكراني ؟ القوى الصهيوأمريكية ، وهل هذه القوى هي التي عينتهم لكي تخلعهم ؟!! نعم يا أوباما ليست لعبة شطرنج بالحرب الباردة لكن السؤال هل أمريكا اليوم هي ذاتها بالأمس اقتصاديا وعسكرياً ودبلوماسياً ؟ سؤال برسم الهزائم منذ الحرب على أفغانستان إلى اليوم ، وبرسم الإفلاس الأمريكي الذي تم تأجيله لمدة عام ، وكذلك برسم ديون أمريكا ، وتحول الاقتصاد الأمريكي من اقتصاد صناعي إلى اقتصاد خدمي إلى اقتصاد مديون إلى اقتصاد متسول ( شحاد بالعربي ) و (жебрак ) بالأوكراني ، و(нищий) بالروسية ، وأخيرا إلى اقتصاد بلطجي ، وصولاً إلى حقيقة أن الحكومة الأمريكية تقف على حافة الإفلاس، في وقت يتأرجح فيه موقع السلطات الاتحادية للولايات المتحدة، التي تواجه الآن وضع أرتفع فيه الدين الحكومي منذ الأزمة السابقة في العام 2008 إلى 70%، أنتم على عتبة خصخصة شاملة في الملكية البلدية وملكية الدولة،وما زلتم تعبثون في الأمن الإنساني العالمي ؟!!

أقول لكم وللعالم أجمع وليفهم جيداً ما أقول ليس باسمي فقط ، وإنما باسم كافة الإنسانيين الأحرار على المستوى العالمي : أوكرانيا وسوريا كشفت للعلم هشاشتكم السياسية والعسكرية والاقتصادية والدبلوماسية ، والعالم متنبه جداً لكل ما تفعلون ، أنتم تفعلون ذلك من منطلق خسارتكم لكل شيء ولكن لا تعلمون أن ثمن ذلك سيكون التعجيل في تفكك أمريكا التي لم تعد تتحمل هي نفسها وجودها الذي أصبح يهدد الأمريكان أنفسهم وفي عقر دارهم . أعود وأقول كإنسانيين مع ما ذهب إليه الروس ، وقد وجهت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي فالينتينا ماتفيينكو، لجنة الشؤون الدولية في المجلس بإعداد رسالة للرئيس الروسي، تتضمن طلبا باستدعاء السفير الروسي من واشنطن، ولا يخفى على المراقبين أن الغباء الأمريكي قد وصل إلى حدود مزمنة ولا يمكن معها العلاج ، أو التوجيه نحو الفهم السياسي الصحيح والإفهام المناسب لما يحدث من تعدد قطبي في العالم ، وهذا ما يستدعي إيجاد حالة من المفاعلة الدائمة بين الدول المستهدفة من قبل القوى الصهيوأمريكية ، وبوصفي مؤسساً لهيئة الدعوة الإنسانية والأمن الإنساني على المستوى العالمي : فإنني أدعوا كافة محافلنا ومجامعنا على المستوى العالمي إلى الاجتماع الفوري ، للبت في مسألة التدخل الغربي في الشؤون الأوكرانية والسورية ، كما وأطالب الرئيس الروسي باتخاذ أشد الإجراءات العسكرية والقانونية إلى حين عودة الاستقرار السياسي والاجتماعي إلى أوكرانيا ، وأقول لكم إذا تحملتم كإنسانيين هذه الأهانة الغربية ، فإنني كمؤسس للهيئة الجليلة على المستوى العالمي أنعي الإنسانية والأمن الإنساني العالميين ، وضمن هذا المسار على الإخوة في روسيا تذكر أن الدافع لذلك كله موقفهم من الأزمة السورية ، وهذا ما يؤكد أن موقف الروس ليس صحيح فحسب بل عين الصواب الذي افقد أمريكا توازنها ،وبذات السياق فقد طالب نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي يوري فوروبيوف في كلمة ألقاها قبل التصويت، طالب بسحب السفير الروسي من واشنطن، معتبرا خطاب الرئيس الامريكي باراك اوباما الذي ألقاه يوم 28 فبراير/شباط حول الأوضاع في أوكرانيا، بأنه "إهانة لشعب روسيا"، نعم هي إهانة وإهانة بالغة ، ونشدد هنا على أن وصول المتشددين، الذين استولوا على السلطة في كييف، إلى المناطق الشرقية لأوكرانيا سيتسبب في سفك دماء كثيرة ، لهذا لابد من استخدام القوات المسلحة لروسيا الاتحادية على أراضي أوكرانيا حتى عودة الأمن ، وأخيراً ننصح الروس بمضاعفة الدعم للسوريين بعد أن ثبت بالدليل القاطع أن استمرارية النظام السوري يعني نهاية أمريكا وبداية تفكك الولايات المتحدة الأمريكية والتي أصبح تفككها ضرورة إنسانية ملحة . خادم الإنسانية



تعليقات القراء

سعد الموسوي
بسم الله الرحمن الرحيم
المقالة اكثر من رائعة وتجمع في جوانبها الكثير من التوقعات المرتقبة التي تحدث في العالم الملتهب اليوم بالاحداث السريعة والمتقلبة مع اني لست مع الراي الذي يطلب التدخل الروسي في اوكرانيا .اتمنى ان نرى امريكا قريبا دويلة صغيرة مفككة وهذا هو قدرها الحتمي الذي يخفيه الغيب الالهي.تحياتي لك دكتور على المقالة الرائعة
02-03-2014 07:29 PM
يوسف العباسي
ما شاء الله ربنا يحميك
04-03-2014 08:41 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات