المؤتمر الصحفي للرئيس يانوكوفيتش ماذا تحقق؟


ظهور الرئيس الاوكراني فيكتور يانوكوفيتش في مدينة روستوف اون دون الروسية في مؤتمر صحفي يوم امس الجمعة بمظهر الرئيس ، جالسا امام اعلام اوكرانية ، رافضا الانقلاب الذي نفذته مجموعة من المتمردين الفاشيين الذين تم اعدادهم في الخارج ، شكل هذا الظهوربحد ذاته والاعلان عن انه ما زال رئيسا شرعيا لاوكرانيا زلزالا مدويا ليس للزمرة النازية التي نصبت نفسها وصيا على الشعب الاوكراني الرافض لسياساتهم واحقادهم التاريخية الفاشية تجاه الجارة روسيا ، بل الى الدول الاوروبية والولايات المتحدة وكل القوى التي تقف وراء هذه المافيا الراديكالية من القتلة واللصوص . تحدث يانوكوفيتش بثقة عالية مؤكدا انه الزعيم الاوحد الشرعي لاوكرانيا ، متمسكا بمواصلة النضال من اجل مستقبل اوكرانيا موحدة متعددة القوميات ، داعيا هذه الزمرة الى المغادرة حفاظا على وحدة شعب وارض اوكرانيا التي لا تقبل العيش في ظل نظام نازي جديد. تحدث الرئيس اكثر من ساعة بحضور اكثر من مائتي صحفي مخاطبا الشعب الاوكراني ، معتذرا للمحاربين القدامى والى الشعب الاوكراني لعدم قدرته من السيطرة على امن واستقرار البلاد ، مبيننا الظروف التي احاطت بامنه وامن اسرته التي اضطرته لمغادرة العاصمة الى الشرق الاوكراني ومن ثم الى روسيا حفاظا على امنه الشخصي بصفته رئيسا للبلاد . وعرض يانوكوفيتش الاخطار والتهديدات التي احاطت به وموكبه خلال رحلته الى خاركوف الى ان وصل روسيا ، منوها بانه لم يقدم استقالته وان ما حدث هو استيلاء على السلطة بالقوة وخيانة الطرف الاوروبي الذي رتب التوقيع على الاتفاق بينه وبين المعارضة يوم 21شباط وعدم احترامهم ووفاءهم كوسطاء للاتفاق الذي تم التوصل اليه مع زعماء المعارضة .
حديث الرئيس يانوكوفيتش اثار على الفور ردود فعل ايجابية لدى الغالبية العظمى من الشعب الاوكراني لا سيما في جنوب شرق اوكرانيا وشبه جزيرة القرم التي اتخذ البرلمان فيها قرارات حاسمة لحماية القرم من تكرار ميدان كييف فيها ، حيث اخذ رئيس الوزراء المكلف من البرلمان سيرغي أكسيونوف مسؤولية الامن والاجهزة الاخرى بما فيها الضرائب على عاتقه رافضا الانصياع لقرارات العاصمة كييف ، تلا ذلك صباح اليوم الطلب من الرئيس الروسي بوتين التدخل لحماية الشعب والمحافظة على امن واستقرار القرم بانتظار الاستفتاء الذي تم تقديمه بعد ظهور يانوكوفيتش في المؤتمر الصحفي الى نهاية آذار الجاري بعد ان كان البرلمان قرر اجراءه في الخامس والعشرين من ايار لتحديد شكل الحكم الذاتي للقرم.من هنا يمكن القول وبالنظر الى التطورات المتسارعة للاحداث على الساحة الاوكرانية ومواقف الدولة الروسية منها نستطيع القول بان المؤتمر الصحفي كان بمثابة الشرارة التي اشعلت حربا سياسية باردة بين الغرب والولايات المتحدة من جهة وروسيا من جهة اخرى ساحتها اوكرانيا ، اضافة الى فتح الابواب واسعة اما تقسيم اوكراني وذلك من خلال التلميح الذي جاء على لسان يانوكوفيتش بامكانية قيام اتباعه في الشرق الاوكراني في لوغانسك ودانيتسك وخاركوف عندما تغلق مصانعهم وتقطع رواتبهم ولا يجدون عملابالتحرك وعندها لا يحسد من يقع تحت اليد العاملة، محذرا المافيا السياسية في كييف من زج البلاد في حمام من الدم . لم تمض الا ساعات حتى اصبح ما كانت مجرد هواجس حقائق وخطوات عملية ، فها هو الرئيس الروسي يحصل على موافقة مجلس الاتحاد الفيدرالي على الطلب الذي تقدم به لاستخدام القوات العسكرية الروسية في اوكرانيا و سبق ذلك انباء عن اقتحام مجموعات مسلحة مطار العاصمة في شبة جزيرة القرم سيمقروبل والسيطرة على ثاني مطار عسكري في القرم ومنح قوات البركوت في القرم الجنسية الروسية وحث القنصلية هناك بتسهيل الحصول الجنسية للروس في القرم ،تلاها دعوة السفير الروسي في واشنطن الى موسكو واضافة 50 قطعة حربية بحرية الى الاسطول الروسي في سيفاستوبل منها مدمرات وغواصات وخطوات اخرى تتلاحق بتسارع لا ندري ماذا سيجري حتى صباح الغد في ظل هذه التطورات بعد ان اعلنت سلطات كييف التعبئة العامة ووضع الجيش في اعلى درجات التأهب واغلاق المجال الجوي فوق القرم ودعوة القادة الامنيين لاجتماعات طارئة هنا وهناك ، كلها خطوات تنذر باننا امام مواجهة عسكرية حقيقية .امام هذا المشهد يمكن القول بانه كان من الضروري لروسيا ظهور يانوكوفيتش والتحدث بهذه اللهجة ليؤكد بانه الرئيس الشرعي لكي تتعامل روسيا مع الازمة من منطلق دستوري وعلى اساس القانون الدولي في حال تدخلت في الشأن الداخلي الاوكراني الذي سيأتي بناء على طلب الرئيس الشرعي وهو ما بدأنا نلاحظه في طلب رئيس الورزراء في القرم من الرئيس الروسي ببسط الامن في بلاده . ان ما تشهده اوكرانيا من تطورات متسارعة سواء سياسية او عسكرية واعلامية كل ذلك جاء بعد المؤتمر الصحفي للرئيس يانوكوفيتش وهو ما تحقق من هذا المؤتمر فروسيا دولة عظمى وتعرف اللعب بشكل صحيح بكل الاوراق وسنرى في مقال اخر اكتبه قريبا بعنوان " هل يدرك الغرب حقيقة الدببه؟.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات