نضال ربطات العنق الحمراء .


رغم أنها صورة بأكثر من الف قائد وزعيم فلسطيني وليس بمليون دولار إلا أنها تؤكد حقيقة حجم الفساد الاخلاقي والسياسي الذي يقبع في خزائن ملفات السلطة الفلسطينية ممثلة بقادتها من رجال " السورة أو الثورة " وبقية انصاف رجالها الذين لايستحون على أنفسهم بعد مشاهدة هذه الصورة وكان الأجدر بهم دفن اجسادهم في الرمال وعدم الاكتفاء بدفن روؤسهم التي دفنت منذ توقيع اوسلو في رمال بحر يافا وغزة .
في بداية الأزمة السورية ركض " الرئيس " ابو مازن لبشار الأسد واخرج بقية أهل زوجته واقاربه من أتون حرب سوريا وقاد معركة ارض مخيم اليرموك مع بقية التيارات والفصائل الفلسطينية بأريحية عالية وذلك لإثبات من منهم الأقوى والأقرب للزعامة السورية وفي نفس الوقت الأقرب للطرف الأخر والنهاية طوابير من اجساد الشعب الفلسطيني تنتظر لقمة خبز وكأس ماء في شارع رئيسي في مخيم اليرموك لم يبقى منه سوى هياكل بيوت اجسادهم .
إذا من يحاسب " الرئيس " ابو مازن وهو الذي يتشدق كل صباح ومساء بأن منظمته هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في كل ارجاء الأرض ؟ ، وإذا ما عرجنا على بقية القيادات الفلسطينية التي ذاقت طعم مال اللعبة السياسية وعشقت رائحة عطور باريس وشراشف الفنادق ذات الخمسة نجوم فهم شركاء من قمة رؤسهم إلى أخمص اقدامهم في هذه الصورة المأساوية التي تم نشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبرسالة صريحة للجميع تقول أن قيادة السلطة الفلسطينية إكتفت من الصراع بسوريا فقط بتحقيق المزيد من المكاسب السياسية الخاصة على حساب قضية وطن هو أكبر من حجمهم .
وبالعودة للصورة التي افزعت الجميع بتفاصيل اجساد شخوصها واشعة الشمس التي سقطت على بعض الرؤوس التي إنحنت خجلا من أن تظهر للعالم وهي تقف في ازدحام " رجال ونساء " من أجل لقمة خبز ومحاولة للبقاء في زمن " ربيع الموت " ومباني تهالكت فوق اجساد من قضوا تحتها وعبر شارع ضاق بهم وبالوطن ككل ، نجد أنها قدمت للقضية الفلسطينية الشيء الكثير واصبح ظهور احد القادة بعد نشر الصورة امام وسائل الاعلام هو ظهور " مخزي " ومعيب ولايكفيه أو يكفيهم كل صابون نابلس كي يغسلهم من هذا العار ، لأن لو قتلت هذا الجموع تحت الانقاض لأكتفى المجتمع الدولي بشجب موتهم ولأعلنت السلطة الحداد لثلاثة ايم تناول فيها الرؤوساء كؤوس خمر عنب الخليل على ارواحهم ، وكنهم احياء كي يؤكدوا على حجم الخيانة التي عملت تحت أسم فصائل تناضل وفصائل تقاتل وفصائل تأكل الوطن كما يؤكل الدجاج المحمر وينتهي امر قادتها على مقاعد أمام كاميرات التصوير ولايبرز ويسطع منهم سوى لون ربطات اعناقهم ولون جواربهم لكل فقير وقف تحت شمس يوم مخيم اليرموك ذلك ؟ .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات