قصة الوطن البديل


المثل يقول " كذب الكذبة ومن ثم صدقها " وهذا حال من يتوهمون أن معادلة الوطن البديل ليست قائمة أصلا على أرض الواقع وأنها وجدت منذ بدء وجود الإمارة وما تلاها من تحالفات سياسية نتيجة قيام المملكة ومن ثم قيام ما أطلق عليه منظمة التحرير واعطاءها حق التمثيل الرسمي للشعب الفلسطيني في قاعات جامعة الدول العربية ودون أخذ رأي الشعب نفسه بل إكتفت القيادات العربية في تلك الفترة وكما فعل كلا من " سايس وبيكو " بأن قسمت شعبا بين ضفتي النهر فقط من أجل إرضاء رغبات قيادات عربية إتصفت بالقومية والعروبية وهي في النهاية تمثل ديكتاتوريات فردية أو كما يطلق عليها جمهوريات الموز .

والحديث هنا من الواقع وليس من سجلات وتحليلات المتفلسفين من قيادات سياسية وقادة رأي ، وفي بداية الحديث عن رحلة الوطن البديل تلك نعطي امثلة من الواقع وابرزها الأردنيين " رقم وطني " الذين يعيشون في اراضي الضفة الغربية ويتنقلون بين الضفتين بكل راحة وطمائنية ودون أن يطلب منهم فيز زيارة أو انتظار ايام امام سفارة دولة اسرائيل ، بل تجدهم ياتون وقت يشاؤون ويغادرون متى يشاؤن للأردن وهم يمتلكون مصالح مالية على طرفي الضفتين وعندما يتقاعد احدهم يغادر للضفة الغربية أو الشرقية ويستلم تقاعده من الجهة التي خدم بها لفترات عمله الطويلة .

ولكن تبقى قصة من يقطنون في الضفة الشرقية من الاردنيين من أصول فلسطينية والأردنيين أنفسهم تحت رحمة الموافقات الأمنية الاسرائيلية إذا ما رغبوا في القيام بزيارة للضفة الغربية لأن شروط الاتفاقيات الأردنية " اوسلو " تنص على عدم التعامل بالمثل بين مواطني البلدين وخصوصا أن من يدير المعابر الحدودية إدارة كاملة في الجانب الغربي هم الاسرائيلين ، وعلى بقية أطراف الاتفاقيات الأردن والسلطة الفلسطينية الالتزام ببنودها دون إعتراض وخصوصا في الشق الأمني من هذه الشروط والاتفاقيات .

وهنا يبرز واقع الوطن البديل بمعناه الحقيقي والبعيد عن أية مهاترات إقليمية تؤدي في النهاية الى تحميل الوطن " الأردن " عبئا سياسيا هو في غنى عنه ، ومفهوم الوطن البديل يوجد في كافة ارجاء العالم وعلى قاعدة إزدواجية الجنسية التي تحميها اتفاقيات دولية وبمعنى أخر أن الأردني الذي يحمل الجنسية الأمريكية بالنسبة له امريكا وطن بديل والأردن كذلك وطن بديل في حالة رغبته بمغادرة أي من البلدين ، ولكن مفهوم الوطن البديل في القصة الأردنية اصبح هاجس لمن لايملك لحظة صراحة مع نفسه ويعترف بأنه كان يكذب بمعرفته بمفهوم الواقع الجغرافي والتاريخي لدرجة أنه صدق كذبته واصبح يدافع عنها كي لايقول الأخرين عنه أنه كاذب ؟ وتبقى اسباب حمل كبار رجال السلطة الفلسطينية للجنسية الأردنية مجهولة إلا لدى العارفين ببطن الوطن البديل ؟.



تعليقات القراء

سامح الدويري
الاخ احمد عريقات اقول لك شكرا ابدعت
اما موضوع حمل القياداتللجنسية فهو ليس بمجهول وواضح فهم غدا سيتخلون عن كل شي ويعودوا للردن بعد ان تنتهي مهمتهم ليعيشوا برغد ومناصبهم جاهزة .. اليسوا مواطنيين اردنيين .. اليس الوطن البديل كذبة ويجب ان لانصدقها انشروا صورتي فهذا اسمي
سامح الدويري
26-02-2014 06:58 PM
فادي ولد شادي
يقولون الوطن البديل فزاعه ووهم ، واقول انه حقيقه وواقع ولا ينكر هذه الحقيقه والواقع الا معاندا لهما،،،،لماذا :
1قيام رجال وقيادات فتح بعد عام 1974 والاردنيين معهم بتحويل فلسطين من وطن الى اصل ، والواجب والمقتضى يجب ان تبقى فلسطين وطن لا اصل،،،،وازداد ذلك بعد موت ياسر عرفات.
2)افراط وتفريط السلطات الاردنيه (بحسن نيه او بدونه) بمنح جوازات السفر الاردنيه للاخوه الفلسطينين تحت اي ذريعه او حجه او مسمى.
اشكر الكاتب على شرف وطنيته وحرصه على فلسطين وعلى الاردن معا ، لان الوطن البديل قاتل لكلاهما وخادم(لإسرائيل)فقط
26-02-2014 10:41 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات