البندول


في الساعات القديمة أو الكلاسيكية والتي كانت تتصدر مجالس بيوت كبار القوم وعليتهم كان هناك بندول يتدلى من وسط الساعة وهو الذي يشغل الساعة بعد أن يتم تعبئتها عن طريق الزنبرك الرئيسي لها ، ووظيفة البدول الأخرى هي أن لايغادر مكانه في وسط الساعة ولكن يمارس عمله عن طريق ذهابة ذات اليمين وذات الشمال في مساحة لاتتجاوز العشرين سنتيمتر في الجزء المستقيم من جسم الساعة وبقية مكونات الساعة من عقارب الساعات والدقائق والثواني تعلب في مساحة تبلغ ضعفي المساحة التي يلعب بها البندول وهي تشير فقط للزمن الذي مضى والزمن المتبقي .

وبينما البندول يذهب ويأتي يمين وشمال لاينظر له أحد بأي معنى أو قيمة لأن الدائرة أو المربع التي تقع بها العقارب هي ذات القيمة والهدف عند الأخرين ، ومع ان هذا البندول هو المحرك الفعلي للعقارب الثلاثة التي تلعب في المساحة البيضاء تلك وسواء كانت دائرية أو مربعة ، بل تجد أن هناك من يغضب منه لأنه عند مراقبته في رحلته ذات اليمين وذات الشمال يعطيك شعور بالملل والزهق وقد تؤدي متابعه للشعور بالنعسان ومن ثم النوم .

وليس بعيدا عن بندول الساعة ذلك نجد أن هناك في الوطن من هم عقارب ثواني ودقائق وساعات ومن هم بندول ، ونفس المفهوم الذي يخضع له البندول والعقارب يخضع له هؤلاء الناس ، فعند الغالبية العظمى من الناس هم مجرد قطعة خشبية أو سلك ينتهي اسفلة بثقل يذهبون ويأتون كل صباح من وإلى بيوتهم وبحركتهم هذه يصيبون الكثيرين بالنعاس والنوم ، وهناك من الناس من يقومون بدور العقارب التي تعطي للزمن قيمته الوهمية عبر دورانها في المساحة البيضاء وهم لولا وجود البندول " الناس الأخرين " لاقيمة لهم وسوف يتوقفون عن الدوران .

وهذه هي حقيقة العلاقة ما بين الدولة " الحكومة " والشعب الذي هو يمثل بندول الساعة والحكومة مجرد عقارب ثواني أو دقائق أو ساعات تعطي الإحساس بأن الزمن يمضي وأن هناك عمل وجهد يبذل من قبلها أمام الأخرين ، وهي في الحقيقة لايمكنها العمل أو السير إذا ما توقف البندول عن رحلتة المستمرة منذ الخليقة " ذات اليمين وذات الشمال " وفي اللحظة التي تؤمن بها هذا العقارب أنها هي من يسير الزمن في الساعة ستقع الكارثة وتصبح عقارب زمن بلا قيمة وتتوقف في مساحتها البيضاء وسيستمر البندول في العمل حتى وإن تعطلت تلك العقارب أو تم استبدالها بعقارب جديدة .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات