هل تجربتنا ولدت مبتوره؟؟


كم تمنينا ان تنجح تجربتنا في احداث نقله نوعيه في حياتنا البرلمانيه على اسس ديمقراطيه حقيقيه بعيداً عن تجاذبات الدوله والحراك فكانت النتيجه دون المأمول ولم ترتقي بالوطن ليكون نموذجاً شرق اوسطياً في الديمقراطيه واحترام حقوق الانسان وتجسير الهوّه بين السلطات الثلاث والتوافق مع برامج النظام الاصلاحيه إن كانت جاده بما يؤسس لحياه حرّه كريمه ضمن اطار توافقي يحترم التعدديه ومكونات الوطن ديموغرافياً على ان يؤدي مواطنيه ما عليهم من واجبات قبل المطالبة بالحقوق,, الاردن لا يقبل القسمه وعصي على كل المتاجرين بترابه.

كم تابعنا ما دار في خطابات الثقة تحت القبه في العقد الآخير وكل يوم نسمع عن بروز تيار معارض يسعى لأن يتم التوافق فيما بين اعضاءه على ابجديات لربما ترتقي بالعمل السياسي الى مرتبه افضل مما نحن عليه بعدما فشلت كل تجاربنا الحزبيه وكل التكتلات البرلمانيه لوجود ما يفرقنا من أثنيه وعنصريه ومناطقيه وأصول ومنابت حيث كلٌ يغني على ليلاه ويبحث عن منافع شخصيه تهدم استقرار الوطن وبنيته التي طالما تعبنا لأن تكون على ما هي عليه من أمن وأمان واستقرار..فمثل هكذا تكتل ان توفرت النيه والتقى الفرقاء على مصلحة الوطن حينها نقول اننا بدأنا رحلة الألف ميل بخطوه في الاتجاه الصحيح لا ان يكون هاجس المناكفين اسقاط حكومة النسور فحسب, فالوطن اكبر من هامات البعض واكبر من الاسماء.

اعتقد ان هنالك اشتراطات يجب توافرها في اي عمل جمعي يراد منه مصلحه عليا, اولها الانتماء الحقيقي للوطن ,وثانيها التاريخ المشرّف للعضو اثناء اداءه للواجب حيثما كان ,وثالثهما اليقين المطلق بنجاح المهمه والسعي لانجاحها بالعمل الدؤوب بعيداً عن اجندات البعض الشخصيه وبما يُعرض على العضو لافشال او اختراق التكتل الجمعي, كما ان وجود مهام واجنده واضحة المعالم للعمل للوصول الى الهدف بما يخدم الاستمراريه وتحقيق انجاز, ضروري لكن ضمن عمل مؤسسي ومن خلال تقاسم للمهام وكلٌ حسب اختصاصه او المامه على شكل حكومة ظل تسعى لرصد الاخطاء ووضع الحلول والبدائل ,هكذا يتم الارتقاء بمهام التكتل ليكون مقنعاً كمعارضه وطنيه لنهج الحكومة لا للنظام ولكسب تأييد الشارع والنظام على حدٍ سواء.

لكسب تأييد العامه والحراك السياسي إن بقي من يحمل لواءه يجب العمل على ايجاد صيغه للتواصل مع مكونات الشارع من حراك واحزاب ومؤسسات مجتمع مدني للإستئناس بأراءهم اولاً ولكسب التأييد ثانياً كما اسلفت ومن خلال لقاءات مستمره ودوريه لايجاد قاعده شعبيه داعمه لتوجه التكتل بعيداً تجاذبات المصالح الشخصيه وخصوصاً من الباحثين عن مناصب فهؤولاء اجزم بأن الوطن قد لفظهم, فمصالحهم تسير بالتوازي مع مصالح الوطن ولن يلتقوا.

لكن اخاف من ان يولد التجمع يتيماً, تتجاذبه المصالح ,وتشتته المناطقيه, وتزرع بذور الفتنه في حديقته الاقليميه ,ويُقطح حبلّه السري مع الوطن في اول تجربه فهو ليس بعقائدي ليجتمعوا على قلب رجلٌ واحد, ومنهم من جُرّب في مناصب حكوميه ولكن.. ومنهم من يسهل اختراقه بعزومه ومنسف وثاني بمنصب لأبن او احد الاقارب وثالث برقم وطني لزوجة قريب ورابع بسفره مع الذوات وخامس بفيلا في دابوق وهكذا.

أعود الى عنوان المقال لأقول بأن تجربتنا ولدت مبتوره وليس في الافق اصلاح بمعناه الشمولي والدوله حريصه على المضي في اصلاح على طريقتها خطوه للأمام واثنتين الى الوراء وهكذا.. لن يكون لدينا اصلاح ولا دولة مؤسسات ولا انتماء عند الغالبيه بالمعنى الحقيقي,, سنبقى كما ... الرحى ندور في دائره مفرغه الى ان يرث الله الارض وما عليها..ودمتم



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات