" زنا الفقير "


في مواقف كثيرة عندما يظهر فيها العيب علانية وبالذات من الفقراء تقول " الحجة " مثلها الشعبي " إثنان لايعلم بهما الناس .. زنى الغني وموت الفقير " ويقابله سياق لغوي لايتم تداوله لأنه يرتبط بالموت وهو حالة روحانية وذات صفة غيبية لايجوز التلاعب بها كمثل شعبي ولكنها تقال ضمنا بين الضيوف في بيوت العزاء للأغنياء وفي البيوت المجاورة لبيوت الفقراء وفيه يقال " إثنان يعلم بهما الناس ..موت الغني وزنى الفقير " .

والسياق الثاني هو الذي تسير عليه دائرة ضريبة الدخل والمبيعات في تصريحها اليوم عن نيتها نشر اسماء المواطنين الذين يستحقون الدعم الحكومي للمحروقات ، وذلك تسهيلا على المواطنين كي يعلموا من يستحق الدعم ومن لايستحقه أي أنها فقر وفضيحة وليس فقر وستر ، وإن كان هناك جانب مشرق في القصة ويمكن الأخذ به من باب أن هناك اسماء سوف يتم نشرها وهي متعارف عليها في الاحياء والمناطق السكانية الفقيرة أنها ليست بحاجة لأي دعم لأنها تكنز المال تحت البلاطه وبعيدا عن يد نموذج الدعم الذي نشرته الحكومة ولم تبقي فيه غطى مستر لما يملكه المواطن من سيارات وعقار واراضي وحتى زوجات .

وهنا لابد من الإشارة إلى نقطة مهمة تبرز كذلك من وراء نشر اسماء من يستحقون الدعم أو من ينطبق عليهم قانون الدعم الحكومي للمحروقات وشروطه ، وهي أن الدولة بأجهزتها كافة وبما يطلق عيله " حكومة إليكترونية " قد أثبتت وبالدليل فشلها وعجزها في التعرف أو الوصول للفئة المستحقة للدعم من قبلها ، وهنا تتأكد حقيقة واحدة فقط وهي أن مقولة أن الحكومات المتعاقبة بواد والشعب بواحد وخصوصا في جانب الفقر منه هي صحيحة 100% ، وأن ما تردده الحكومات المتعاقبة وهذه الحكومة بأنها تعلم كل شيء عن الشعب هو مجرد تسويق سياسي لهذه الحكومة أو تلك وانها كانت تنتظر المواطن كي يقدم لها هذه المعلومات على طبق اليكتروني وأن ما تستند اليه في معلوماتها عن الشعب هي تقارير تم كتابة ارقامها من قبل رجال الياقات البيض الذين لم تتسخ ايديهم وأقدامهم يوما بغبار الشعب الفقير .. ويبقى زنى الفقير فضيحة في حياته ويورثه لأولاده بعد مماته .



تعليقات القراء

حسام البطيخي
كلامك جواهر يا غالي
24-02-2014 03:12 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات