الإخوان والضرورة الشرعية


رغم التعتيم الاعلامي في القنوات الفضائية الإخبارية التي تصدرت فيها ثورة مصر الأولى الأخبار على مدار اربعة وعشرين ساعة فإن مصر يوم الجمعة ليس كما يريد السيسي وبقية رجال الحكم الذين وصفهم احد المحللين بأنهم مسامير صدئه إخرجت من نعش مبارك بقوة جذب السيسي القوية ، وهي احداث تتم كل يوم جمعة وترتفع بها لافتات تختلف بإختلاف المناسبة كنوع من إعادة الحياة لشيء أسمه الربيع العربي كان منذ عقود بداية لإعادى الاعبتار للشعوب العربية وبالقليل من الكرامة في زمن الديمقراطيات .

وفي لغة الخطاب الاعلامي الرسمي والغير رسمي في مصر تتصدر صفة الارهاب على أي حراك يقوم به الإخوان في الشارع المصري بعد أن تم وصفها قانونيا كجماعة ـإرهابية ولايمكن نزع هذه الصفة عنها إلا بالقانون مرة أخرى وهنا يكمن سبب عدم قيام معظم القنوات الفضائية الغير مصرية بتغيطة الاحداث لأن عدم وصف هذا الحراك بأنه إرهابي يمنع من الشنر ويبقي أشرطة التصوير في حقائب الصحفيين ، وفي نفس الوقت تصر حكومة مصر الحالية على إبراز حجم العقاب الذي يقع على من يحاول أن يعيد للشارع المصري ثورته التي سلبت بقوة العسكر عن طريق محاكمتها لأكثر من ثلاثين صحيفا عربي ودولي بتهم قد تصل إلى الإعدام بجدها الأقصى وللسجن لثلاث سنوات بجدها الأدنى ، وهي معركة الاعلام ليس أكثر وقدرة الدولة في مصر على التحكم بمصادره وهي التي تمتلك مصادر البث عبر قمرنايل سات الذي تستخدمه معظم القنوات الاخبارية في إعادة بث برامجها من خلاله للجمهور .

وعلى جانب اخر من جوانب ما يحدث في مصر إعلاميا يبرز مشهد الاصرار على أن ما يدور في شوارع مصر هي مجرد الرمق الأخير الذي يحاول الاخوان اخراجه قبل اعلان السيسي ترشحه رسميا ، لأن بهذا الاعلان يتأكد لهم وللشارع المصري المؤيد لهم أن حقيقة ارهابهم اصبحت توجه لدولة لها رئيس منتخب جاء عبر صناديق الاقتراع كما جاء رئيسهم " المخلوع " كما " خلع " مبارك ، وحكاية " الخلع " السياسي في مصر تشابه فتوة " الخلع " الشرعية التي تم الأخذ بها في الكثير من الدول العربية الاسلامية وفتحت الباب للمرأة أن تتخلص من الزوج الذي أعطي شرعا حق الطلاق وحق تكرار الزواج فقط من باب أنهم قوامين على النساء " بمفهوم القيام " الشعبي وليس الديني الصحيح .

وما يدور في مصر من اتهامات متبادلة بين الاخوان والشارع والرئيس الجديد القادم لايختلف عن ما يحدث بين الزوج الجديد والزوج المخلوع من قبل افراد الأسرة لكل منهم ، وإن كنا في حالة الرئيس نتحدث عن ادوات كثيرة يتم استخدمها وفي مقدمتها الدعاية ووسائل الاعلام وذلك لإبقاء تاريخ الزوج المخلوع نظيفا ويتم وضع العيوب في الزوجة التي طلبت الخلع شرعا ومن منطلق أنها وجدت نفسها عبدة لزوج تحكم بها لسنوات طويلة ، والذي غاب عن ذهن الإخوان في مصر أنهم كانوا ضرورة شرعية لابد من اللجوء لها لعودة الزوج المخلوع إلى عش الزوجية والتي لايجوز شرعا إلا بدخول زوج جديد على الزوجة وتحقق شرط الدخول الشرعي ويتم خلعه من قبل الزوجة كي يسمح للزوج الأول المخلوع بالعودة لعش الزوجية من اوسع ابوابه ، فهل عرف إخوان مصر أنهم ضرورة شرعية ولكن طعم عش الزوجية اللذيذ أفقدهم رشدهم وصدقوا انهم زوجا للأبد وكما يقال في السراء والضراء .



تعليقات القراء

حسام البطيخي
كلام رائع ومنطقي جدآ ويصف الواقع بدقة
23-02-2014 09:55 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات