قلب الحقائق!


مسلسل (حريم السلطان), هو مسلسل تركي تاريخي ضخم الإنتاج, قدم هذا المسلسل صورة بشعة عن السلطان العثماني سليمان القانوني, فقد تم تشويه هذا الرجل على أنه محاط بالنساء الجميلات, وانه (عربيد)يحتسي الخمر ويغازل النساء بطريقة غريبة عجيبة, شبه حريم السلطان بالفراشات التي تدور حول فانوس بليلة ظلماء, لكن أصعب ما في الأمر هو قلب الحقائق التاريخية القديمة كما جاء في هذا المسلسل, فالمتهم فيها أو من هم حوله لا يستطيعوا الدفاع عن أنفسهم, خصوصا إذا كانوا في الدار الآخرة..., الطفل البريطاني(jack)عندما قُلبت إحدى الحقائق أمامه, وكان في الخامسة من عمره, صرخ قائلا: أرجو أن تعودوا إلى أمي لتعطيكم الحقيقة, وحاول العلماء وقتها تفسير هذا القول, حيث قال البعض منهم أن هذا الطفل أسس لنظرية مفادها أن الحقائق تمتلكها النساء, لقد حارب الطفل (jack) من أول لحظة بسلاح آخر ليس سلاحه إنما بسلاح النساء ، موطن ضعف الرجال , خصوصا إذا وظّفت النساء عن قصد في قلب الحقائق..., لعل أول مغالطة أو محاولة لقلب الحقائق قام بها إبليس الذي خرج من رحمة الله عندما رفض الانصياع لأوامر الخالق بالسجود لأدم بحجة انه مخلوق من نار، والنار أفضل من الطين، ولا ادري كيف استخلص إبليس فكرة أفضلية النار على الطين! وظل قلب الحقائق مستمرا منذ ذلك الزمان إلى الآن وسيظل حتى قيام الساعة..., سرقة مخطوطات (البحر الميت) وتحريفها من قبل اليهود من اجل إثبات زيف أحقيتهم في فلسطين , أليس هذا شكل من أشكال تزييف التاريخ وقلب الحقائق؟ اليهود شغلهم الشاغل هذه الأيام هو تزييف التاريخ وقلب الحقائق في فلسطين وما حولها من اجل قوميتهم ودولتهم ومستقبلهم, ومن اجل أطفالهم, ونحن للأسف الشديد مهتمين هذه الأيام بعمق حول (أزمة الارجيلة)أو النارجيلة , وربما يصل الأمر عندنا الخروج بتوصية لطرح مساق جديد في جامعاتنا , ونسميه مساق الارجيلة, لتدور نقاشات طويلة عريضة حول هل هي من أصل عربي أم أنها من أصل هندي؟ وربما يتطور الموضوع للتخطيط لاجتماع عمداء الجامعات لتحديد المتطلب السابق لمساق الارجيلة, وهنا اقترح أن يكون القات اليمني..., لعبة قلب الحقائق لعبة قذرة, لعبة امتاز بها اليهود, هذه اللعبة التي يتدرب عليها أطفال اليهود في حصة الرياضيات من خلال قلب العدد أو ما يسمى بمقلوب العدد لخداع العمليات الحسابية الأربعة, ويتدرب عندهم عليها مقاتلو سلاح الجو عند قلب طائرة F17في الجو أثناء القتال لخداع مضادات الطيران, ويتدرب عليها عندهم أيضا قبطان البواخر عند قلب أشرعتها لخداع الرياح العاتية, وهذه المرة ستكون عملية قلب الحقائق عندهم حول مسألة أحقية الولاية الدينية على القدس, طبعا قلب الحقائق هذه لغاية أو لحاجة في نفس يعقوب عليه السلام قضاها, وهي الخوف من العين على أبناءه..., اليهود وما أدراكم ما اليهود لا يخافوا (من)... بل يخافوا (على) ... يخافوا على قوميتهم ويخافوا على دولتهم ويخافوا على مستقبل أطفالهم, موظفين في ذلك قلب الحقائق, ونحن معشر العرب بالوراثة على العكس منهم لا نخاف(على)... بل نخاف(من)... نخاف من جدول الضرب, ونخاف من أصل كلمة الارجيلة, ونخاف من حريم السلطان, نحن العرب نخاف من القهوة المغشوشة, ونخاف من أيام الجمعة, نعم نحن العرب بالوكالة نخاف من الإعلام, ونخاف من الجندي المجهول, ونخاف من عدم الإنجاب, نخاف من الأطفال كثيرو الحركة... لكن للأسف الشديد لا نخاف من يوم القيامة! نحن نقول بصوت واحد: أن ولاية الهاشميين على الأماكن المقدسة في القدس حقيقة ومبدأ ثابت, لا يمكن التنازل عنها ابدا, كيف لا وان الجهود التي يبذلها جلالة الملك عبدالله الثاني والحكومة الأردنية للحفاظ على الهوية العربية والإسلامية والمسيحية لمدينة القدس واضحة كوضوح الشمس والجهود الملكية الهاشمية لأعمار المقدسات وصيانتها ستبقى بإذن الله مستمرة .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات