المكنسة الإنجليزية والفوطة النسائية .


في بريطانيا ومعظم دول الاتحاد الأوروبي وامريكا هناك هيئات لمراقبة محتوى الاعلانات التجارية التي يتم نشرها من خلال القنوات التلفزيونية ، وهدف هذه الهيئات مراقبة هذا المحتوى كي لايحوي على مخالفات اخلاقية ورسائل لجمهور صغير في السن ومعرفة اوقات بث هذه الاعلانات واعلى نسب مشاهدة لها من قبل الكبار أو الصغار ، ولعل أبرز اهداف هذه الهيئات هو أن لاتقدم تلك الاعلانات عروض ' كاذبة ' عن المنتجات التي تسوق لها وهنا يصبح الهدف من الاعلان هو الخديعة وليس التسويق التجاري للمنتج .
وفي بريطانيا منعت احدى شركات انتاج المكانس الكهربائية من بث اعلانها لأنها قامت بعرض خدعة على الجمهور تمثلت بأن مكنستها ظهرت بحجم أقل من الحقيقي وبالامكان وضعها على رف في المطبخ وهي في الحقيقة وضعت على الرف بعد أن نزع عنها الخرطوم والعصا الخاصة به ، وهنا نسأل عن وجود مثل هذه الهيئات لمراقبة محتوى الاعلان التجاري في محطات البث الفضائي العربية والتي يتجاوز عددها التسعمائة قناة ؟ ، وأكثر هذه القنوات متابعة من قبل الجمهور العربي تقدم اعلانات لمنتجات تجارية خاصة بانواع متعددة من المنتجات الاستهلاكية أو الغذائية وحتى الدوائية بغيت الحصول على ايرادات مالية مرتفعة من قبل الشركات المنتجة وعلى اساس أن الممنوع الوحيد في محتوى الاعلان العربي هو التطرق للدين فقط .
ومن خلال مراقبة بعض هذه الاعلانات نجد أن حجم المخالفات كبير جدا وخصوصا في الاعلانات المتعلقة بالدواء والتي لاتلتزم تلك القنوات بأية ضوابط قانونية فيما يخص الاعلان الدوائي وتستغل منعه في وسائل الاعلام المحلية في الدول منفردة ، ونجد في الاعلانات التي تتعلق بمنتجات التنظيف المنزلي يتم استغلال الاطفال بشكل واضح ويتم كذلك الاستناد على الخدع التصويرية بغية تحقيق هدف المعلن والمتمثل بإبراز منتجه بانه منقطع النظير ولايوجد له مثيل .
وفيما يخص اوقات بث الاعلانات من حيث تواجد اطفال أو غير البالغين في تلك الاوقات فهنا تنعدم الرقابة نهائيا ، فليس غريب ان تجد دعايات الفوط النسائية تبث وقت مشاهدة الاطفال والغير بالغين لبرامج ترفيهية ، وكذلك دعايات مواد التجميل وحجم الاغراء الجنسي الذي يبث معها وعروض المواد الغذائية التي ترسم الطعام بأفضل اشكاله وصوره وباحجام تخالف واقع المنتج الفعلي ، وهناك الكثير من الدراسات التي تناولت دور هذه الاعلانات عبر القنوات الفضائية العربية واثرها على انماط الاستهلاك في المجتمعات العربية والاثار الاخلاقية لمحتوى هذه الاعلانات وهي اثار سلبية لأننا في الوطن العربي لايوجد أية قواعد تضبط محتويات الاعلانات التجارية لأن الفضاء العربي ' البث الاصطناعي ' منتهك من قبل كل من هب ودب ، وفي نفس الوقت تبقى كذبة المكنسة الكهربائية الانجليزية مشكلة بالنسبة للإنجليز ونحن لايوجد لدينا مشكلة في الفوط النسائية ؟ .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات