من منا لا يقبل ان يعيش في مثل الاجواء الايجابية الموجودة في الولايات المتحدة الامريكية واوروبا اذا ما اتيحت له الفرصة لذلك !!! ومن منا لا يرغب ويقبل بان يصبح وطنه شبيها بايجابيات تلك الاوطان !!! , ان ما دعاني لبدء الحديث بهذه الطريقة هو ذلك الفيديو والذي يتحدث عن ما قد يعلن عنه قريبا بعنوان "مشروع وادي السلام" اعداد واخراج كيري واليهود , وقد لفت انتباهي ان مشروع وادي السلام سيقوم بايصال مياه البحر الميت بمياه البحر الاحمر لخليج العقبة وانشاء المشاريع السياحية والاقتصادية والابراج والمطارات والبنى التحتية على طول امتداد قناة المياه ما بين البحر الميت وخليج العقبة وبموجب مشروع وادي السلام فان هذه البقعة بشقيها الاردني والاسرائيلي ستصبح من اجمل بقع العالم مما سينعكس بالخير الوافر على قاطني هذه المناطق ولكن هذه الصورة المشرقة والجميلة لا تغدو ولا تخرج عن كونها شريطا تم تصميمه بواسطة برمجيات متقدمة ولا نعرف مدى صدق تلك المعلومات من عدمها سيما وان الحكومات السابقة وعندما كانت قد قررت توقيع اتفاقية وادي عربة كانت قد مهدت لها بنفس الطريقة وجعلتنا نتوهم بان دخل المواطن الاردني سيعادل دخل المواطن الاسرائيلي بعد توقيع الاتفاقية ولكن شيئا من ذلك لم يحدث ولدينا العديد من هذه الصور والمشاريع الوهمية والتي تحدثت عنها الحكومة و لم يكتب لها النجاح تسببت في افقاد مصداقية الحكومة امام الشعب وجعل الشعب في واد والحكومة في واد اخر وقد يكون هذا المشروع صحيحا او غير صحيح كغيره من المشاريع السابقة والتي كانت تعود بالخير على الطرف الاخر فقط مما قد يتسبب في انهاء بقايا تلك الكرامة العربية والتي ما زال يتمسك بها غالبية الشارع الاردني بعيدا عن الحكومة لذلك نحن نقف امام مشهدين احداهما قد يكون حاملا للامل والنهضة بغض النظر عن اية تنازلات تقدم هنا وهناك والاخر يجبرنا على تقديم التنازلات ويفقدنا مضامين الهوية الاردنية ولا يحقق لنا اي مكاسب تعادل ما تم تقديمه من تنازلات وسيكون هذا بمثابة الحلقة الاخيرة من سيناريو الصراع العربي الاسرائيلي والذي سيتبعه تحقيق ما ذكر في القران الكريم والاديان السماوية والتي تحدثت بصراحة حول نهاية النزاع بين العرب واليهود في هذه المنطقة
السؤال المطروح على الساحة صعب جدا والاجابة عليه اصعب بكثير لذلك فان الشعب بحاجة الى تكثيف الجهود والتعمق جيدا في محتويات هذا المشروع والمستقبل القادم وتوزين الامور بميزان التجار فاذا كانت هذه التجارة رابحة ركبنا في قارب النجاة واذا كانت نتائج تلك التجارة خاسرة امتنعنا عن الركوب في ذلك القارب واغرقناه والمهم هنا ان لا نفوت اي فرصة قد تكون صادقة وفيها خير للشعب وبنفس الوقت ان لا نوافق على اي مشهد يضر بالوطن وبالمواطن الاردني على حد سواء واعتقد هنا وكالعادة ان حكومتنا الرشيدة لديها قصر وطول نظر حيال هذا النوع من المشاريع ولا تحاول ارتداء العدسات لمشاهدة الحقيقة وعرضها على الشعب لكي يقرر وهذا يحتم علينا الاعتماد على انفسنا وضرورة رصد التقارير الصادرة عن الطرف الاسرائيلي وعن السيد كيري كون هذين الطرفين هما من خططا لهذا السيناريو وهما من سيقومان بتنفيذه والاشراف عليه وهما من يعرفان النتائج المستقبلية وما سيتمخض عن هذا المشروع سائلا العلي القدير لهذه الحكومة اذا ما بقيت ان تستخدم عدسات طول وقصر النظر لما فيه خير الشعب والامتين العربية والاسلامية انه نعم المولى ونعم النصير