نظرة في نتائج الثانوية العامة


نستمع و نصغي لحديث الناس فكلامهم ورأيهم اقلام الحق وما يدور من هرج و مرج حول نتائج الثانوية العامة،التي أججت المشاعر وأثارت العواطف التي إمتزجت بها السعادة الحلوة والآلام المرة، وانهمرت دموع العيون فرحا وحزنا معبره عن النجاح أو الإخفاق ،سواءا كان من الطلبة على نتائجهم أو أولياء الأمور على فلذات أكبادهم الذين هم النوافذ المضيئة التي تطل على المستقبل المنتظر، حيث تعتبر هذه النتائج مفترق الطرق والسبل بالنسبة لهم كمسلك يحدد مصير الدخول في معترك الحياة.

إذا لا تطفئوا نور عيون الأمهات والآباء من خلال وأد الأمل بتصعيب الدروب و المسالك لتسجيل المواقف على ظهور الأخرين .

ولكن بعد اعلان نتائج الثانوية العامة و الاطلاع على نسب النجاح في مختلف الفروع نرى أن هنالك خلل بيِّن وواضح للعيان،يرتكز على عدة مباحث منها؛ اللغة الانجليزية والرياضيات والفيزياء،من الممكن القول ان هنالك خوفا وارباك أصاب الطلبة من النمط الجديد للأسئلة، وعدم تقيد الطلبة بالمنهاج المدرسي واعتمادهم على الملخصات التي غزت وحلت محل الكتب والمناهج الرسمية ،وطريقة التصحيح لا تراعي الاستيعاب والفهم بل تبحث عن الحفظ وطرق التلقين، و مدة الامتحان قد لا تتناسب مع طول وصعوبة الأسئلة .

ولكن معالي وزير التربية والتعليم يعزي النتائج المتدنية الي التخلص من كابوس الغش ، ويتفاخر بهذه النسب، لكن معاليه اغفل مقدار الهدر المادي الذي سخر من اجل انجاح العملية التربوبة بكل المراحل،بالاضافة الى بعض الاجراءات التي ساهمت في تثبيط معنويات وهمم طلبة الثانوية العامة من خلال حرمان 6 الاف طالب، و20 الف من طلاب الدراسة الخاصة ، ورسوب نسبة لا تقل عن 50% من الطلبة المتقدمين للدورة الشتوية .

ماذا يعني هذا الرسوب ….؟؟؟ وأين يكمن الخلل ….؟؟؟

وهل السبب طريقة عقد الامتحانات التقليدية والمناهج المكدسة بالمعلومات التي تفوق طاقات و قدرات الطلبة …؟؟

ام أن الضعف يكمن في سياسات وزارة التربية والتعليم التي تتجاهل دور المعلم صاحب المحور الاساسي في عملية التعليم والتعلم وقلة التأهيل، الذي أدى الي ضعفهم في جميع مراحل التعليم ابتداء من الصف الاول الأساسي و انتهاءا بالمرحلة الثانوية..؟؟

و كلنا أمل وتطلع بأن تتغير هذه السياسات بالابتعاد عن الاداره المركزية ،وعدم تدخل القرارات الإدارية بالآراء الفنية، وعدم وضع أنظمة وتعليمات دون تخطيط مسبق و دون الإعتماد على السياسات التربوية السابقة .

معالي الوزير الاكرم

نستطيع القول بان نتائج الثانوية العامة بمثابة إعلان واعتراف رسمي بفشل سياسة الوزارة التربوية في المراحل التعليمية التي تسبق مرحلة الثانوية العامة، فإن كان هنالك نجاح في هذه المرحلة فيسجل لكم، وإن كان هنالك إخفاقات تجاهلتموها و أشحتم بوجوهكم عنها فهي عليكم .

فالمعالجة تبدأ بالقاع باتجاه القمة وتؤمن بالتدرج فعلمنا أطفالنا منذ النشأة الأولى بأن صعود الحياة والنجاح فيها يأتي بالصبر والتدرج، فالتربية قبل التعليم تبدأ في بيتهم الأول ( الاسرة ) وتستكمل في بيتهم الثاني (المدرسة) و تعزز باللقاءات والاجتماعات مع أولياء الامور..

و نتساءل هنا هل هنالك سوق عمل يستوعب أعداد الطلبة الراسبين وهم بالالاف…؟؟

الا نخشى ان تتحول هذه الفئة العمرية إلى عناصر مؤججة للعنف المجتمعي والانحراف وتزيد من نسب البطالة و تفشي الفقر والجهل في المجتمع، ويصبحون عالة على انفسهم وعلى ذويهم و عبأ على المجتمع و الدولة.......؟!.

حقيقة اننا لا نغفل ولا ننكر الجهود المبذولة التي حدت من تسرب أسئلة امتحان الوزارة في هذه الدورة، ومنع الغش قدر الامكان بالتنسيق والتعاون التشاركي مع الجهات الحكومية الأخرى، ولذا فاننا نتوجه للجميع بوافر الشكر وعظيم الامتنان، ونرجو النظر في المراحل التي تسبق الثانوية العامة لايجاد الحلول الناجعة التي توفر العدالة المرجوة للجميع .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات