التنافس الإيجابي في مسيرة الإصلاح الشامل .


إزداد حماس الحراكات العشائرية و المناطقية في الآونة الأخيرة بسبب مستجدات الأحداث على الساحة الأردنية فشهد يوم الجمعة الماضي نشاطات عديدة و بكثافة ملحوظة لدى الحراكات العشائرية و المناطقية خاصة في الطفيلة و مسيرة ليلية في الكرك و قبلها تجمع بني حميدة في مادبا و بني صخر في الموقر ثم أربد و معان و جرش و ذيبان .

من جهة ثانية نشط القوميون و اليساريون لإثبات وجودهم على الساحة من خلال مسيرتهم في الجمعة قبل الماضية عند المسجد الحسيني وقد أبرزت قدرتهم على تشكيل مسيرات و اجتماعات بعيدا عن الأحزاب الإسلامية إذ كانوا لا يستطيعون القيام بهذا العمل لوحدهم ، لكنهم اليوم وبكل جرأة يستطيعون تنظيم اجتماعات و مسيرات جماهيرية حاشدة في الشارع الأردني و أصبحوا يشكلون قوة ضغط سلمية جديدة على النظام المشبع بالفساد خاصة بعد اشتراك عدد كبير من نشامى الجيش العربي المتقاعدين أبطال و أحرار 1 أيار .. زد على ذلك انضمام عدد كبير أيضا من الأخوة الفلسطينيين القريبين لهذا التوجه بسبب مشاركة النظام في مؤامرة كيري .

ومن جهة ثالثة فان الأحزاب الإسلامية و حاضنتها العشائرية القوية وعدد لا بأس به من أحرار
و نشامى الجيش العربي المتقاعدين وفي مقدمتهم اللواء الصنديد " موسى الحديد " شعرتْ هي الأخرى في الأونه الأخيرة بقوتها و ازدياد شعبيتها بعد انضمام كثير من الأخوة الفلسطينيين القريبين من توجهها وقد ظهر هذا جليا في مسيرة الجمعة الماضية بشعار حماية الأردن و فلسطين .

إن هذا التنافس الإيجابي على الشارع بين هذه القطاعات الثلاثة المؤمنة بالحراك السلمي الحضاري منذ ثلاث سنوات طريقا واحدا وحيدا من أجل الإصلاح الشامل و بثقتها بنفسها و استمرارها ونموها المتزايد هو الذي يجعل الأردن قويا قادرا على مواجهة الضغوط و المؤامرات و رفضها .

إن هذا التنافس الإيجابي حقيقةً يؤسس لمرحلة جديدة بانعطافته القوية لصالح مسيرة الإصلاح الشامل في الأردن و لقطع الطريق على المؤامرة التي يشارك فيها النظام رغم النصائح الصادقة التي وجهت له
و التحذيرات القوية التي أرسلت إليه بان هذه المؤامرة تهدد الثوابت الأردنية وطنا و هوية
و سيادة .. كما تهدد الثوابت الفلسطينية وطنا و هوية و حق عودة .

إن شعار الإصلاح الشامل وفي مقدمته الإصلاح السياسي و الحرية و الكرامة و العدالة هو عنوان المرحلة القادمة للحراك الشعبي الذي انطلق منذ ثلاث سنوات لكن النظام ما زال يراوغ و يماطل
و يخادع .

كما أن هذه المرحلة الجديدة و بانعطافتها القوية
و زخمها الشعبي و الدماء الجديدة التي سرت فيه تعطي الأمل لكل الشعب و تبعث برسالة قوية للنظام لعله يرعوي أو يفهم .

إن النصرة الربانية لهذا الحراك السلمي الحضاري بدأت تظهر ملامحها وذلك لأنه يطالب بحق أولا
و ثانيا لأنه ملتزمٌ بالاسلوب السلمي الحضاري في احتجاجاته المتعددة و المتنوعة و ذلك رغم الأساليب المعروفة للجميع التي استخدمها النظام للقضاء على هذا الحراك و أهله والتي فشلت جميعها و الحمد لله .
يعني هذا أن الحرية بدأت تفعل فعلها في النفوس
و خاصة بعد فشل النظام المشبع بالفساد في تحقيق وعده بالإصلاح و تحسين مستوى معيشة الناس ..
لا بل أنه أثقل كاهلنا بالضرائب و غلاء الأسعار
و جعل معيشتنا ضنكى بائسة .

هنيئاً لكل أطياف الحراك الشعبي وقطاعاته بهذا التنافس الإيجابي .. ونبارك لكم هذه الانعطافة القوية وهذا الزخم الشعبي والدماء الجديدة نحو تحقيق الإصلاح الشامل وفي مقدمته الإصلاح السياسي والحرية والكرامة والعدالة .. وإلى الأمام نحو أردن خالٍ من الفساد والفاسدين والله وحده المستعان .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات