ما كنت اتوقع


ما كنت اتوقع أن الاعلان الذي كان يوضع على درج وجسور المشاة وعلى اعمدة الكهرباء مكتوباً بعجالة وعلى طريقة المنشور السري داعيا الشباب للعمل كمترجمين برواتب خيالية يمكن ان ينطلي على بعض شبابنا الاردنيين.

والحال ان الخبر افزعني فقد جاء في الخبر الذي نشرته "الدستور" امس ان مصادر حكومية كشفت النقاب عن احالة ملف قضية الشباب الاردنيين الذين تعرضوا لانتهاكات من قبل قوات الاحتلال الامريكي في العراق أواخر العام الماضي الى النائب العام للنظر في القضية. ويوضح المصدر ان"19" شاباً اردنياً قدموا شكوى الى المركز الوطني لحقوق الانسان شرحوا فيها كيف تم الاحتيال عليهم من قبل احدى الشركات المحلية للعمل في معسكرات قوات الاحتلال كمترجمين وموظفين ، وهناك تعرضوا لانتهاكات فظيعة ، وانتهكت كرامتهم وعادوا الى بلدهم محطمين.

ما كنت اتوقع ان يتحول بعض شبابنا الى مترجمين للمحتل الامريكي ويعملون على الوساطة بين لغة عربية فيها ذاك الايقاع العراقي العربي الاصيل ، ولغة القمع والتكميم وتعصيب العينين وربط اليدين بشريط بلاستيكي خلف الظهر وان يساعدوا المحتل في الاستجوابات التي تتم في اقبية ابو غريب وباقي سراديب التعذيب العراقية.

ما كنت اتوقع ان يسير الشاب الاردني امام مجموعة من المارينز كدرع بشري وهو يسير البيوت الآمنة او باتجاه رجل المقاومة العراقية في الفلوجة او في الاعظمية او في باقي حارات بغداد.

كان على هؤلاء الشباب الذين وقعوا ضحية لحب الدولارات والمغامرة ان يذهبوا في رحلة جماعية الى مدينة المفرق كي يقرأوا الفاتحة على ارواح الجنود العراقيين الذين استبسلوا في سبيل الاردن وفلسطين. وان ينظموا رحلة الى الضفة الغربية ان امكن كي يزوروا اضرحة الشهداء العراقيين الذين مزجوا دمهم بتراب فلسطين.

ما كنت اتوقع ان يعبر هؤلاء الشباب من جانب دجلة المتدفق تاريخيا بالعروبة دون ان ترتعش ابدانهم لجلال تدرجه المائي ، والحنو النادر لضفتيه. ما كنت اتوقع ان يعبر هؤلاء الشباب من جانب نخلة عراقية مخضرة حد السواد دون ان يهزوا اليهم بجذعها طالبين لها الرحمة من الاذلال الاحتلالي.

ما كنت اتوقع ان تذهب بنا البطالة المقنعة ودلع ثقافة العيب الى هذا الدرك من العمل لدى جنود الاحتلال الامريكي وتقبل امتهان الكرامة الى هذا الحد.

ما كنت اتوقع،،.

 

khaleilq@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات