حين تصبح الأوطان وجهة نظر "شاذة"


ثورة المطالبة بحقوق مثليي الجنس التي طالما تحدث عنها المنحرفون و الشواذ جنسياً في جميع انحاء العالم لو نجحت سوف تدنس جميع المعتقدات و المسَلمات للأديان السماوية و حتى الافكار العلمانية لما تحويها من معاول لهدم الأسس الأخلاقية و الاجتماعية ، والتي تراكمت عبر آلاف السنين من التاريخ البشري.
فلو سالت أي رجل دين من الديانات في العالم ، سواء كان ، مسيحياً، مسلماً ، يهودياً أو بوذياً : ما هو الحب (اقصد الحب بين الناس ، و ليس حب الفن، أو الرياضة ) ، فإن الجواب واحد و هو: . الحب - شعور دافىء و حميم بين شخصين و موجه بالفطرة إلى الجنس الآخر و القصد منه التزاوج و الإنجاب . و هناك عشرات و مئات الأمثلة من الحب الحقيقي التي عرفتها البشرية في تاريخها.
مئات القرون مضت و بقيت العائلة دوماً هي اللبنة الاساسية لبناء اي مجتمع سليم و صحي و لم يكن هذا الامر ابداً موضع نقاش و جدل بل كان من المسلمات الاساسية عند كل شخص طبيعي. وبقي الأمر كذلك حتى اعوام قليلة مضت عندما بدأ صوت المدافعين عن المثليين يعلو مطالباً بحقوقهم المنقوصة و حقهم بالزواج من بعضهم البعض, كرجال السياسة عندما بدأوا بالقتال من أجلهم بغية الحصول على دعمهم في الانتخابات و قد ألقوا خلف ظهورهم وعلى مذبح المناصب كل الأعراف و القوانين قرباناً للوصول السريع.
فكثفت جمعيات المدافعة عن حقوق مثليي الجنس من جهودها في البحث عن حلفاء جدد رغبةً منهم بحشد جيشاً من مناصريهم من كل المناطق و الأجناس . فحاولوا استمالة الشركس لجانبهم على اعتبار - بان الشواذ يناضلون من أجل حقوق المضطهدين في العالم .و شواذ روسيا أيضاً يدعون تعرضهم للإضطهاد و يعاملون بسلبية و عدم تقبل من المجتمع لهم، و الشركس لهم موقف معروف للجميع من روسيا بسبب موضوع الابادة الجماعية و اولمبياد سوتشي فلماذا لا يتحد الجميع ضد روسيا للمطالبة بحقوقهم؟ فهناك على أراضي أجدادهم، بدأت فعاليات أولمبياد سوتشي الشتوية . لذلك ، فما الضرر من توحيد مطالبهم كلها ببوتقة واحدة و الحديث عنها على كل الأطر و الأصعدة ؟ فالحديث عن دعم القضية الشركسية من قبل جمعيات المدافعة عن مثليي الجنس و الوقوف ضد الألعاب الأولمبية بالتأكيد سوف تحقق لهم أهدافهم وأهداف الأشخاص الذين يقفون خلفهم الطامعين في تشويه صورة الشعب الروسي ، ولا اشك على أية أي حال بأن كل هذه المحاولات سوف تضر بطريقة أو بأخرى ، بالصورة النمطية للأولمبياد و الهدف الحقيقي منها لهذا الحدث الرياضي السامي و هو توحيد شعوب الأرض كافة و نشر المحبة و السلام في جميع أصقاع الأرض.
هذه الاولمبياد التي ينتظرها مئات الملايين من عشاق الرياضة من جميع أنحاء الأرض لا مكان للمتواطئين ذوي الأجندات غير السوية بينهم. هذه الجماعات و الجمعيات الشاذة كان عليهم أن يفكروا الف مرة قبل ان يخطو مثل هذه الخطوة المعيبة و كان عليهم ان يلبسوا ثوب الحياء قليلاً قبل ان يمتطوا صهوة الحصان القوقازي الطاهر، ،شعب القوقاز الذي تجتمع فيه كل الصفات و الاخلاق النبيلة كالشرف والشجاعة و العدالة والكرم . هو أكبر و ابعد عن هكذا ارتباط مشبوه مع هذه الجمعيات! حتى انهم لم يكلفوا أنفسهم عناء البحث في التاريخ و خصوصاً خلال الحرب العالمية الثانية ، عندما قدمت شعوب الاتحاد السوفياتي أبناءها قرباناً للدفاع عن الوطن ، و من بينهم ابناء القوقاز الذين حاربوا بشجاعة و بسالة و اقدموا على الموت طواعية و لا ننسى الجملة المشهورة التي نقشها احد شهداء الشركس على حائط في مدينة نوفوراسيسك "اعلم باني سأقتل و لكني لن استسلم او اهرب و هذا كله من اجل الوطن" فعن أي اتحاد بين الشراكسة و هذه الجمعيات يتحدثون؟!...
ومع ذلك، فإن الغرب لا يمل و لا يكل القول بان المواطن الروسي أو بالأحرى "مثليي الجنس " في روسيا يتعرضون للتهميش و الضغوط ،و هذا غير صحيح . لا يوجد شيء ممنوع - . ولكن الدعاية والتحريض العلني لهكذا نشاطات عبر الاعلام و التي تستهدف الأطفال بشكل مباشر ممنوعة و محظورة و تعتبر جناية يعاقب عليها القانون الروسي . ففي الولايات المتحدة الامريكية و التي تعتبر نفسها بلد الحريات يوجد فيها قانون يطبق في ولايات كثيرة يمنع اي نشاط لمثليي الجنس يصل احياناً إلى حد عقوبة السجن لسنوات عدة . و هذا باعتقادي حق الدولة الطبيعي في حماية المجتمع حتى و لو تعارض أحياناً مع الحرية الشخصية للأفراد. فلماذا اذاً يسعى الغرب الى اختراق مجتمعاتنا الإسلامية و التي يقيدها الكثير من العادات و التقاليد ،و يحرم فيها اي شكل من العلاقات الجنسية غير التقليدية تطبيقاً لمبادئ ديننا الحنيف باسم الحرية الشخصية و الديموقراطية؟
فمن العار على بعض النشطاء في قضية الإبادة الجماعية للشركس ان يربطوا القضية الشركسية مع حقوق مثليي الجنس ، طمعاً في المزيد من الدعم و فرصة لإيصال صوتهم للعالم دون أن يدركوا بأنهم في واقع الامر جعلوا الأمور أسوأ و مسوا بكرامة و عزة الشعب الشركسي بأكمله.
فعلى ممثلي الجمعيات الشركسية الحذر من هكذا دعوات مشبوهة، فالقضية الشركسية لا تستحق المزيد من الاذى و الضرر و التي طالما عانت من افعال بعض المتسلقين . همهم الوحيد هو تشويه صورة روسيا فقط و مهما كان الثمن باهضاً، فجعلوا الأمة الشركسية رهينة لنزواتهم و جنونهم كلعبة يلهون بها بشكل لا يليق بتاريخ عزتها و كبرياءها.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات