ندعي العلم ونحن نجهله، وندعي المشيخة ولا نعرف مقوماتها، سمعت هذا القول منذ زمن طويل وكان يقال لبعض الذين تراهم في كل واد يهيمون، ويفتون بما لا يعرفون. واعتقد ان زمان هذا القول قد جاء هذه الايام ونحن نطالع الكثير من المقالات لبعض الكتاب الصحفيين وغيرهم، وهم يلونون الحقائق بتزويرها واظهارها للقارئ بحجة تثقيفه، واعتقد بانهم قد ساهموا في اضعاف المخزون الفكري لدى المواطن وتشويه صورة الاشياء الجميلة في ذاكرته، من المحزن حقا ان تدار عقول بالريموت كنترول. فبعض الكتاب عبارة عن اقلام ماجورة اما لاجهزة امنية، او لاشخاص يدفعون لغايات الشهرة وحب الظهور. والعامل الثالث اغتيال الشخصية بهدف تصفية الحسابات. اذا كانت بعض الاقلام تدار بهذه الطريقة فاعلم أن وعيك مزور بغير إرادتك بل بارادة تلك الاقلام وبعض الذين يدعون العلم وهم منه براء ويلبسون ثوب المشيخة بغير وجه حق.
المصيبة الاعظم مجال موضوع تلميع الشخصية فقد سمعت ان بعض الناس ولا اريد هنا ان اسميهم شخصيات ويدفعون المال لبعض الكتاب بهدف اظهارهم بابهى صورة ليظروا امام عامة الشعب بانهم ملائكة رحمة ياتمنون على مصيرهم، وكل ذلك بحفنة دنانير للاسف تدفع لكتاب اعمدة كلامهم منمق يرسم بريشة فنان ليظهر بابهى حلة كرمز وطني والعياذ بالله. والمصيبة الاعظم ان بعض تلك الشخصيات شهاداتهم العلمية دكتوراه وغيرها مزورة كما حصل في السنوات الاخيرة مع بعض اساتذة الجامعات المستوزرين وكيف ان بعض الكتاب وصفوهم ومع الاسف بالعلماء. ومثال اخر بعض الاقلام التي تطل علينا في كل يوم في الصحف والمواقع الالكترونية كانت تكتب بلغة وطنية وعندها مقدار غير متناهي من الولاء والانتماء وفي يوم وليلة يصبحون اعداء للوطن ويبثون السموم في كل اتجاه والسبب الاستغناء عنهم او احالتهم على التقاعد، فتارة يزورون الحقائق وتارة اخرى يكشفون المستور الذي استؤمنوا عليه اثناء خدمتهم الوظيفية والنتيجة قلقلة في البلد وتشويه صور.
هل اضحى الوعي في مجتمعنا مزور؟ من نصدق ؟ من نكذب ؟ والغربب في الامر ان الفاسدين في هذا البلد لهم محاموا دفاع من بعض الكتاب، تدافعون عن فاسد. فل نراع الله تعالى بما نكتب للناس ونتق الله تعالى فيمن نكتب عنهم سواء اكان بهدف التلميع الاعلامي او بهدف اغتيال الشخصية، حتى يكون لدينا اعلام حر نابض بقلب المصداقية وتنوير العقول في شتى المجالات، وان نبتعد عن نشر السموم في المجتمع وتزوير الوعي لدى الناس. فالذي يمتلك العلم يجب ان يظهر ذلك في انجازاته وابحاثه العلمية، والذي يمتلك المشيخة سواء الدينية او العربية يجب ان يظهر ذلك بما يقدم للناس من نصح ونصيحة نابعة من ذاته لا يبتغى غير وجه الله في ذلك.