أزمة ثقافة 2 .. ؟


- لم تُكرَّم المرأة على مدى الزمن بقدر ما كُرِّمت في حضارات الشرق الأوسط ، ولم يرتفع شأنها كما إرتفع في العهد الإسلامي ، وما الحديث عن المرأة اليوم ، إلا نتاجا لما بثته سمو الأميرة بسمة بنت سعود آل سعود في معرض دفاعها عن المرأة والإنسان ، من صور للظلم والهوان الذي تتعرض له المرأة هذا المخلوق الشفاف ، اللطيف فيما هي أم ، أخت ، إبنة ، زوجة وينبوع عطف ، طمأنينة وحنان ، ولا غرو إن قلنا أن المرأة هي الحياة ، وقد جاء ذلك في مقال لسموها في أيلول 2010 ، وأُعيد نشره في صفحة نادي معجبين سموها على الفيس بوك صبيحة يوم 7\2\2014، وهو ما حفزني لإعادة نشره على صفحتى في الفيس بوك ، إنحيازا للمرأة العربية ، المسلمة والإنسان ، التي تظهر في صورة قاتمة بقلم الأميرة بسمة السعودية ، في محاولة جادة من سموها لتسليط الضوء على هذه الجرائم النكراء ، التي ما يزال يقترفها المجتمع الذكوري من أبناء النساء ، حيث ما يزال الكثيرون من أشباه الرجال ينظرون لأمهاتهم ، أخواتهم ، بناتهم وزوجاتهم بنظرة دونية ، وهي حالة سائدة في معظم حواضرنا العربية والإسلامية ، التي يُفترض فيها أن تكون موئلا للحرية ، الحق ، العدل ، المساواة وسيادة القانون ، الذي شرَّعه الله بمضامين ملة محمد صل الله عليه وسلم ."ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ،إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون"،،، أين هذه السكينة ، المودة والرحمة التي جاء بها الإسلام...؟ ما معانيها ومدلولاتها عند المنتمين للخلية الإنسانية عامة والعربية الإسلامية خاصة...؟ ، ولماذا تُهدر كرامة المرأة في هذا الزمن العربي الأهوج ، الإسلامي المُبعثر ، فيما تعلو ويزداد تكريمها في المجتمعات الغربية والدولية الأخرى ، التي إستلهمت القيم العربية الإسلامية وطبقتها ونحن الآن نُجافيها...؟.

- ثقافة جديد،،،لماذا...؟

- الإسلام نور يزداد إشعاعا بقوى التعقُل ، التفكُر والتدبُر كأسس تُحقق البنيان المرصوص ، فهو أيضا كما معدن الذهب الصافي ، كلما جرى حَكَهُ إزداد لمعانا وبريقا ، ومسيرة الإسلام الحنيف هي طريق المؤمن للراحة الدنيوية وسبيله الى الجنة في الآخرة ، إن آمن وتبِعَ سبيل الحق ، ونأى بنفسه عن إيذاء الناس الذي قوامه قُوام الشرك بالله الذي لا يغفره الله ، وفاعله إلى جهنم وبئس المصير .

وهنا دعونا نتوقف عند أي دعّيٍّ مُتأسلم يكذب على الله وعباده ، فيسرق ، يقتل ، يعيث في الأرض فسادا ويؤذي البشر ويتسلط على حق المرأة في الحياة إستضعافا، يحرمها من الإرث ، يُضيِّق عليها مجالات العمل ، وبعضهم يستبيح كرامتها ، كأن يُجبرها على فعل الفاحشة أو الزواج من رجل لا يُناسبها ماديا أو معنويا ، شكلا أو مضمونا ، ومن ثم يقف المُتأسلم هذا في أول صفوف المصلين ، يتصدر مجالس الإفك ويدعو إلى الإسلام ، فيما هو غارق لجبينه في أوحال الموبقات مُتجاوزا حدود الله ،منتهكا القوانين والأعراف التي توافق عليها البشر .

- المُحرمات والمُعيبات هي فعل له عواقب سيئة ، إن مارستها المرأة أو الرجل حين يكون أي منهما على سوية ، وهذه المحرمات والمُعيبات التي يُمارسها البعض من النساء والرجال ، هي ذات أبعاد وأمراض نفساوية ، إنحرافية ، سوء تربية وآفات إجتماعية ، لا تٌقاس بشكل هذا الرجل أو تلك المرأة ، فيما يرتدي هذا أو تلك من الملابس ، قيادة سيارة ، عمل ، علم ، معرفة ، أو مشاركة وتفاعل سياسي ، مجتمعي ، ثقافي ، نقابي ، خيري وإنساني ، وهو ما تُعيبه على المرأة قوى التشدد والتزمت الذكورية والإنثوية ، التي تتخذ من الدين مهنة وتتكسب بإسم الإسلام ، لمجرد أنها مطلقة اللحى وتتدثر بالعباءة أو البرقع، تتقن الهرج والخطابة ظنا منها أنها وصية على البشر ، ناسية ومتناسية أن الله وحده هو ميزان الحق،،،"أدعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن، إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين"،،،صدق الله العظيم ، هذا هو أمر الله الذي لم يُنصِّب أحدا غيره على مصائر البشر ، ولم يقل الله سبحانه وهو الرحمن الرحيم ، لهذا الملتحي ، ذاك الدعيّ أو تلك المُنقبة ، كفِّروا هذا الرجل أو تلك المرأة لأن لباسهم عصري ، "متى إستعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا" ،لاحقوهم بالعصي ، أجبروهم على الصلاة في المسجد ، فيما تحل الصلاة في أية بقعة من بقاع أرض الله الواسعة، إفرضوا عليهم ماذا يرتدون ، يأكلون ويشربون، حرّموا عليهم التطوُّر وما تأتي به العصور والأيام من علم ، تقنيات ، آليات ، صناعات وغيرها من مستلزمات العصر الحديث.

- لهذا الذي تُعانيه المرأة في مجتمعاتنا العربية الإسلامية بشكل خاص ، ويتأثر به العقلاء من الساعين لنهضة هذه الأمة ، كخير أمة أُخرِّجت للناس ، وفي هذا الزمن بثوراته العلمية التقنية ، تدفق المعلومات وسُرعة الإتصالات والتواصل بين سُكان الحارة البشرية ، وحيث لا جهل ولا جهالة والكل على دراية ومعرفة بالخطأ والصواب ، بالنافع والضار فمن الضروري ، تأسيس منتدى ثقافي عربي إسلامي ، يُمكن من خلاله صياغة ثقافة تمزج بين موروثنا العربي والإسلامي وبين تطورات العصر الحديث ، لقطع الطريق على الأفاكين ، المُتأسلمين الذين ما يزالون يعتقد بعضهم أنه وصي على الدين ، يمتهنون كرامة المرأة خاصة والبشر عامة ، وكل ذلك بإسم الدين، وكما نرى أن مثل هذا المنتدى ، سيشكل خطوة الألف ميل لعودة أمة محمد صل الله عليه وسلم لسابق عهدها ، شريكا فاعلا ومؤثرا في الخلية الإنسانية ، التي تجهد من أجلها سمو الأميرة بسمة بنت سعود ، عبر مشاريعها النهضوية الحضارية ببعدها الإنساني.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات