ماذا قدم جنيف -2- في جولته الأولى؟


انتهت الجولة الأولى من مؤتمر جنيف 2 في سويسرا، دون أدنى تقدم على المستويين الإنساني والسياسي، بل أهم ما خرج به المؤتمر بحسب الناطق باسم الائتلاف المعارض لؤي صافي هو إلزام النظام بالتفاوض بعد ثلاثة سنوات من الصراع، فيما بلغت الخلافات ذروتها ولخصها المبعوث الأممي في ست نقاط رئيسية على رأسها عدم الاتفاق على تشكيل هيئة الحكم الانتقالية.

وفي نظرة عامة على ما دار خلال العشرة أيام من مؤتمر جنيف وفي تقييم بسيط على أبرز ما دار هناك من تشكيلة الوفد الحكومي، وما الرسالة التي أراد توجيهها المجتمع الدولي عبر إعطاء كلا الوفدين الفرصة للإلتقاء والخروج أمام العالم ووسائل الاعلام العربية والعالمية.

جنيف إثنان قدم للنظام السوري فرصة لا تعوض عبر إخراجه من عزلته التي دامت قرابة الثلاث سنوات، للخروج الى العالم وتوجيه خطاب يدغدغ المشاعر ويرسل رسالة مفادها أن النظام في دمشق يحارب الإرهاب، وما عزز ذلك إدراج رجل دين مسيحي ضمن الوفد المفاوض لإفضاء مصداقية أكثر، في خطوة لإظهار النظام على انه حامي الأقليات وأن ما يدور في سوريا ما هو إلا حرب يشنها النظام ضد مجموعات إرهابية.

ولو سلمنا جدلاً بوجود مجموعات إرهابية، ونعتقد جازمين بوجود تلك المجموعات إلا ان الأزمة السورية لا تقتصر على ذلك بل أصل الأمور البحث في أسباب وجود تلك التنظيمات وعلاقة النظام بوجودها وهو المسؤول الأول والأخير عن أمن الدولة السورية وحدودها، لكن المريب في الموضوع هو تاريخ النظام الطويل والمرتبط بتنظيمات إرهابية، الأمر الذي تعرفه معظم دول ومخابرات العالم، وخير مثال على ذلك تنظيم فتح الإسلام بقيادة شاكر العبسي الذي أثار الفوضى في مخيم نهر البارد في مدينة طرابلس شمال لبنان والحديث عن علاقة التنظيم المباشرة بالمخابرات السورية، بالإضافة الى دعم النظام لتنظيمات جهادية أخرى في العراق في فترة ما لتشكيل ضغط على الحكومة العراقية إزاء ملفات سياسية معينة. وفي الداخل أثار اسم زهران علوش قائد جيش الاسلام جدلاً وهو المفرج عنه من سجون النظام بالإضافة الى الإفراج عن كثير ممن ارتبطت أسمائهم بأعمال إرهابية بعفو رئاسي أو عفو مباشر من رؤساء الأجهزة الأمنية وذلك منذ بدء الأزمة كالإفراج عن أحد منفذي تفجير القزازين عام 2008 وهو حسام الدين الميداني!! ومؤخراً كثر الحديث عن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" والمنشق عن تنظيم القاعدة وسط ظهور أدلة على ارتباطه بالمخابرات الإيرانية فيما تنتشر في ريف دمشق وغيرها من المناطق تنظيمات كأبو الفضل العباس العراقي، وحزب الله اللبناني، وعصائب الحق، وكلها تنظيمات مصنفة كإرهابية وتعمل على قدم وساق مع النظام السوري على الأرض فعن أي إرهاب يتحدث النظام فيما يغض بصره عن تلك التنظيمات ام أن محاربة الارهاب هي الورقة الأخيرة التي يراهن عليها النظام وحلفائه ليبقى في السلطة.

المجتمع الدولي هو الآخر متواطيء وشريك بسفك دم الشعب السوري، وعلى رأس تلك الدول الولايات المتحدة وروسيا، عبر إعطاء النظام فرصة للظهور إعلامياً وتبييض صفحته أمام العالم حتى بلغ الأمر بخروج بثينة شعبان في مقابلة على قناة السي إن إن الأمريكية لتدافع عن نظامها الذي يقصف حلب ليل نهار بالبراميل المتفجرة بالاضافة الى انشغال وفد النظام بالإدلاء بتصريحات الى القنوات الأجنبية تحديداً عبر أبواق النظام عمران الزعبي وبشار الجعفري ذو الملامح الإيرانية وعدم تقديم أي تسهيلات لدخول المساعدات الانسانية للمدن المحاصرة أو وقف قصف حلب وريف دمشق.

ونتعجب هنا من جدوى مواصلة المفاوضات في العاشر من شباط الجاري بحسب ما أعلن عنه الابراهيمي في جولة مفاوضات ثانية فيما يصر النظام وعبر تصريحاته الأخيرة على لسان وليد المعلم الذي قال فيها أن من يعتقد أن الحكومة الانتقالية ستحد من صلاحيات الرئيس واهم، ما يدل على أن أي مفاوضات قادمة لن تقدم شيئاَ ملموساً للشعب السوري، لا على المسار الانساني أو السياسي في ظل تواطيء دولي واضح وعدم وجود رغبة في إيجاد حل سياسي يوقف القتل عن طريق ضغوط دبلوماسية على حلفاء دمشق لتقديم تنازلات ولو جزئية.



تعليقات القراء

قديش قلبظ على هالمقال
.....

خلاصة الحكي كل الارهابيين بسوريا وكل المعارصه والعراعير وكل الوهابيين والسلفيين والقاعده وعصابات حماس ومن لف لفهم معظمهم قتلوا والبقيه الباقيه سيقتلوا شر تقتيل لا رحمه مع كل من رفع السلاح وحمله بوجه الدوله ومن ثم سيتم التفرغ لدول الجوار دوله دوله وكل دوله على حجم تامرها ضد سوريا فجهز ولم بقتجك للتشرد والهروب الكبير بوجهك على السودان .
01-02-2014 06:16 PM
ابن العرب
مو عاجب الكاتب المفاوظات لازم زي ما بده
01-02-2014 10:06 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات