المملكة المتحدة .. حق يراد به باطل


المقترح الذي تقدم به المفكر السياسي الاردني من اصل فلسطيني الدكتور جهاد البرغوثي حول المملكة العربية المتحدة ونشرته القدس العربي لا يمكن وصفه الا بانه احدى الشائعات التحضيرية التي تدفع بها اسرائيل وزمرة كيري في عمان نحو تصفية قضية الشعب الفلسطيني وتجريده من ادنى حقوقه وهو اقامة دولته المستقلة على ارض فلسطين .

المقترح لا يغدو كونه حلقة في ملسل التصفية وتمييع القضية الفلسطينية ومحاولة بائسة في الاسهام في ترويض الشعبين الاردني والفلسطيني لقبول الكارثة التي تم التخطيط لها امريكيا واسرائيليا بالتنسيق والتشاور مع القناع الفلسطيني محمود عباس وزبانيته في رام الله في ما بات يعرف البحث عن توطين الفلسطينيين في الاردن وطمس الهوية الاردنية واراحة اسرائيل بعد اعتراف عباس ومجموعته بيهوديتها، مستخدما البرغوثي عبارات وشعارات فكر ويفكر انها ما تزال مقبولة عند احد مثل ايمانه بان سكان حول نهر الاردن شعب واحد ويروج ايضا الى الوحدة الجيوسياسية ووحدة الجغرافيا والمصاهرة وما الى ذلك من عبارات تدغدغ العواطف وتلهب المشاعر حسب اعتقاد المفكر البرغوثي.

فاذا كان الامر كذلك فليعلم البرغوثي ومن هم وراءه من الساسة الكبار والدافعين نحو هذا الاتجاه ليعلموا ان السوريين والعراقيين والسعوديين وغيرهم اشقاء عرب فلماذا لا ندعو الى الدولة العربية المتحدة التي تضم كل اقطار وشعوب الامة العربية وهو ما كان قبل وعد بلفور وما سبقه من تطورات تاريخية نعرفها ويعرفها البرغوثي؟؟ واذا كان الامر بكل هذه السهولة على حد تعبير البرغوثي فلما كل هذه الحروب السابقة بين العرب واسرائيل ؟ قبلتم قرار التقسيم قبل النكبة وانتهينا ؟؟ هل يعلم البرغوثي ومعه عباس وكيري ان اكثر من ستين سنة مرت على ما يسمى الصراع العربي الاسرائيلي الذي تحول بفضل امثال البرغوثي الى صراع فلسطيني اسرائيلي ومجرد مسار مفاوضات وملف ؟ وكم كلفت كل هذه السنون الماضية من ضحايا ودمار والقضية المركزية كانت دائما فلسطين؟؟ ما دام الامر على هذا النحو وبهذه السهولة ومشروع روجرز قبل كيري دعا الى مثل هذه الوحدة وعودة الضفة الى الاردن يا دكتورنا الذي نحترم ونجل كطبيب وشخصية سياسية لماذا سعت قيادة الشعب الفلسطيني في مؤتمر الجزائر للضغط على جميع الاطراف العربية لاستصدار قرار يؤكد شرعية ابو عمار ومجموعته لتمثيل الفلسطينيين وترسيخ الانفصال عن الامة العربية وتحديدا تحييد الاردن عن لب الصراع؟؟؟ هل نسيتم العداء الذي نصبته الفصائل الفلسطينية المسلحة للنظام الاردني ( الذي لم يتغير منذ قيام الدولة الاردنية) ولم تتغير مواقفه الثابتة من قضية الشعب الفلسطيني؟ لا اريد الخوض في محطات محددة لهذا العداء ويكفي التذكير بالمطالبة بفك الارتباط مع الاردن والضغوطات التي مورست على الاردن لاتخاذ مثل هذا القرار واليوم تعود وتدعو الاردنيين للاندماج مع فلسطين في دولة واحدة لان هذا هو المصير المحتوم حسب اعتقادك.

نفس الدكتور البرغوثي يؤكد ان من اسباب وضرورات قيام الدولة المتحدة هو العامل الاقتصادي ويشير الى انه هنا في الجزء الشرقي من نهر الاردن دولة تقوم على اقتصاد ضعيف " ولها عكاز" يتمثل في المساعدات المسيسة خليجيا وفي الغرب من النهر سلطة باقتصاد صفر وعليه لا بد من اندماج الضفتين في بوتقة اقتصادية واجتماعية واحدة اخذا بالاعتبار المصاهرة والنسب ، فكيف من الممكن قيام هكذا كيان ما دام الاقتصاد صفر وضعيف ؟ هل تقصد المشروع الاسرائلي بالدفع نحو تنمية اقتصادية اوروبية اسرائيلية وهو ما تم طرحه اسرائليا في السابق والمعروف بالسلام الاقتصادي ؟ نعم هذا ما يمكن استنتاجه من اقتراح البرغوثي نمو اقتصادي مفاجىء يبدأ بالتعويضات للاجئين وتحسين اوضاعهم المعيشية ماديا والابقاء على الاردنيين على ما هم عليه من مديونية وعجز وهو ما سيمنح اردنيين من اصول فلسطينية التفوق الاقتصادي والتحكم بمقدرات وعيش الاردنيين والشعار " الوحدة الوطنية " وهذا ما نلمسه ويلمسه الاقتصاديون تحديدا في الاردن : سيطرة راس المال الفلسطيني على الاقتصاد من تجارة وغيرها هل ننكر ذلك؟ المطلوب حسب البرغوثي استفتاء شعبي على هذا المقترح ، لنفترض ان هذا الحلم واقعا وتم التصويت عليه فهل يدرك البرغوثي ان نسبة الاردنيين من اصول فلسطينية تتجاوز ال60 بالمائة من سكان الاردن الذين يفوق عددهم الثمانية ملايين وليس 6 حسب ما ذكر البرغوثي والنتيجة واضحة لان الغالبية من هؤلاء لا يفكرون بالعودة الى فلسطين بعد ان استقرت اوضاعهم هنا في الاردن فما بالك اذا قامت الوحدة والدولة الواحدة لتصبح الاردن شرعا وطنا بديلا بتصويت شعبي؟ .

 الاقتراح واضح الاهداف بالرغم من محاولات التجميل وادوات الزينة فيه من انصهار واندماج للشعبين فمثل هذه الشعارات لم تعد تنطلي على احد لا في الاردن ولا فلسطين والواقع يقول عكس ما يقول البرغوثي : "فلسطين للاردنيين والارن للفلسطينيين" هذا قول لا يراد منه الا الباطل فالحقيقة تقول فلسطين لاهلها الفلسطينيين والاردن لاهله الاردنيين والوحدة الشعبية هي بين كل العرب اما الكيانات والدول فلكل شعب وطنه وارضه وقيادته رضي من رضي وغضب من غضب فالاردن لنا نحن الاردنيون ومن ارتضى العيش معنا تحت مظلة الهوية الاردنية والقيادة الهاشمية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات