في الذكرى االثانية والخمسين لميلاد مليكنا المفدى


تحتفل الأسرة الأردنية الواحدة يوم الخميس في الثلاثين من كانون الثاني لسنة 2014 بالعيد الثاني والخمسون لميلاد قائد الوطن جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه. وبانتمائهم المخلص للأرض وللقائد يؤكدالاردنيين ثقتهم وايمانهم بقيادتهم الهاشمية الفذة التي حققت الانجازات من اجل رفعة الوطن وصون استقلاله ومتعته. والأردنيون إذ يحتفلون بهذه المناسبة الغالية على قلوبهم ليجدوهم الامل في صياغة مستقبل مشرق وواعد لوطنهم الاغلى الذي يقود مسيرته جلالة الملك نحو مزيد من البناء والعطاء تحقيقا للتنمية الشاملة وتعزيزا لنهضة اردن العدالة والمساواة واحترام حقوق الانسان في مجتمع يعتز بقيم الانتماء والولاء النابعة من عطاءات الهاشميين الموصولة وتضحياتهم الجسام في مواجهة مختلف التحديات والظروف الاقليمية والدولية.

ففي صبيحة يوم الثلاثاء الرابع والعشرين من شهر شعبان سنة 1381 هجرية الموافق للثلاثين من كانون الثاني سنة 1962 ميلادية زف المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه البشرى للشعب الأردني بميلاد نجله الأكبر، حيث وجه جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه رسالة ملكية إلى رئيس وزرائه السيد وصفي التل وكان قد مضى يومان فقط على تشكيله لحكومته الجديدة وقال رحمه الله 'انعم علينا الباري بمولود ذكر أسميناه عبدالله، وإننا إذ نبلغكم هذه البشرى السعيدة نرجو إبلاغ الجهات المختصة واتخاذ الإجراءات اللازمة في مثل هذه الحالة ضارعين إلى الله سبحانه وتعالى أن يكلأ سمو ولي عهدنا بعين رعايته ويجعله قرة عين لنا وللأسرة الأردنية وللعرب والمسلمين انه سميع مجيب'. وصدرت في ذلك اليوم الحادي والثلاثين من عام 1962 الإرادة الملكية السامية بان يلقب صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بلقب ولي العهد.

وينتمي جلالة الملك عبدالله الثاني إلى الجيل الثالث والأربعين من أحفاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم. فهو وارث الشرعية الدينية في ملكه ونسبه، فشرعيته ترتكز على 'الإسلام والإنجاز'، والعدل بنظره هو أساس الملك الذي آل إليه بحكم النسب الطاهر والسلالة الشريفة الممتدة الى النبي الهاشمي محمد صلى الله عليه وسلم، وهو مؤمن بربط السلام بصدق الإسلام. وقد تسلم جلالته سلطاته الدستورية ملكا للمملكة الأردنية الهاشمية في السابع من شهر شباط 1999م، يوم وفاة والده جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه.

وكانت المرحلة التعليمه الأولى لجلالته في الكلية العلمية الإسلامية في عمان، ثم تلقى تعليمه في مدرسة سانت إدموند في ساري بانجلترا، وبعدها في مدرسة إيجلبروك وأكاديمية ديرفيلد في الولايات المتحدة الأمريكية لإكمال دراسته الثانوية. وقد التحق جلالته منذ شبابه في القوات المسلحة الاردنية ففي إطار تدريبه كضابط في القوات المسلحة الأردنية التحق جلالته بأكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية في المملكة المتحدة عام 1980م، وبعد إنهاء علومه العسكرية فيها قلّد رتبة ملازم ثان عام 1981، وفي عام 1982، التحق جلالته بجامعة أوكسفورد لمدة عام، حيث أنهى مساقا للدراسات الخاصة في شؤون الشرق الأوسط. وعند عودة جلالته ارض الوطن خدم في القوات المسلحة وتدرج جلالته في المواقع العسكرية وخدم كقائد فصيل ومساعد قائد سرية في اللواء المدرّع الأربعين. وفي عام 1985، التحق بدورة ضباط الدروع المتقدمة في فورت نوكس بولاية كنتاكي في الولايات المتحدة الأمريكية. وفي عام 1986 كان قائدا لسرية دبابات في اللواء المدرع 91 في القوات المسلحة الأردنية برتبة نقيب. ثم خدم جلالته في جناح الطائرات العمودية المضادة للدبابات في سلاح الجو الملكي الأردني، وتأهل جلالته قبل ذلك كمظلي، وفي القفز الحر، وكطيار مقاتل على طائرات الكوبرا العمودية. وفي عام 1987، التحق جلالته بكلية الخدمة الخارجية في جامعة جورج تاون في واشنطن ضمن برنامج الزمالة للقياديين في منتصف مرحلة الحياة المهنية، وأنهى برنامج بحث ودراسة متقدمة في الشؤون الدولية في إطار برنامج 'الماجستير في شؤون الخدمة الخارجية'. واستأنف جلالته مسيرته العسكرية بعد إنهاء دراسته، وشغل مناصب عديدة منها قائد القوات الخاصة الملكية الأردنية وقائد العمليات الخاصة. ثم عمل جلالته كمساعد قائد سرية في كتيبة الدبابات الملكية/17 ما بين كانون الثاني 1989 وتشرين الأول 1989 ومساعد قائد كتيبة في نفس الكتيبة من تشرين الأول 1989 وحتى كانون الثاني 1991، وبعدها تم ترفيع جلالته إلى رتبة رائد وخدم جلالته كممثل لسلاح الدروع في مكتب المفتش العام في القوات المسلحة الأردنية.

قاد جلالته كتيبة المدرعات الملكية الثانية في عام 1992، وفي عام 1993 أصبح برتبة عقيد في قيادة اللواء المدرع الأربعين، ومن ثم أصبح مساعداً لقائد القوات الخاصة الملكية الأردنية، ومن ثم قائداً لها عام 1994 برتبة عميد، وفي عام 1996 أعاد تنظيم القوات الخاصة لتتشكل من وحدات مختارة لتكون قيادة العمليات الخاصة، وفي نفس العام خلال شهري حزيران وتموز حضر جلالته دورة ادارة المصادر الدفاعية في مدرسة مونتيري البحرية. وفي عام 1998 رقي جلالته إلى رتبة لواء، في الاحتفال بالعيد الخامس والثلاثين لتشكيل القوات الخاصة والذي رعاه المغفور له جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه.

هذا واضافة الى خدمته العسكرية كضابط، تولى جلالته مهام نائب الملك عدة مرات أثناء غياب جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه خارج المملكة. وفي العام 1999 صدرت الارادة الملكيه الساميه بتعيين جلالته وليا' للعهد ، فتولى جلالته الحكم في السابع من شباط من نفس العام بعد ان توفي الاب الحاني جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه. وعمل جلالته منذ البداية جاهدا في جميع القضايا الخارجيه والداخليه ، وقد كان جل اهتمامه خارجيا هو ايجاد الحل العادل الدائم والشامل لجميع القضايا العربيه وعلى رأسها القضيه الفلسطينيه سعيا من جلالته لاقامة دولتين تعيشان بسلام جنبا الى جنب.


لقد شهدت المملكة في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني تطورا ملحوظا في كافة المجالات والميادين الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الى ان غدا الأردن في مصاف الدول التي يشهد لها الكثيرون في منطقتنا وفي دول العالم الأخرى بتطبيق السياسات التنموية المتميزة والتي كان لها الأثر الايجابي الكبير على رفع مستوى معيشة المواطن الأردني. لقد تحقق كل ذلك التقدم الملموس بفضل التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الهاشمية والمتابعة الحثيثة من جانب الحكومات المتعاقبة فيما يتعلق بتنفيذ المشروعات بهدف تحقيق رؤية جلالته بالوصول إلى الرخاء الاقتصادي لأبناء هذا الوطن المعطاء.

ففي المجال العسكري ومنذ اللحظة الأولى لتسلم جلالته سلطاته الدستورية اولى القوات المسلحة جل اهتمامه ورعايته فهو رفيق السلاح تخرج جلالته من صفوفها وعرف واقعها الدقيق ومتطلباتها وأولاها كل الرعاية والاهتمام لتواكب العصر تسليحاً وتأهيلاً وكان له ما اراد فسعى جلالته جاهداً لتطوير وتحديث القوات المسلحة لتكون القادرة على حماية الوطن ومكتسباته والقيام بمهامها على اكمل وجه لتواكب روح العصر والتطور مثلما يسعى الى تحسين اوضاع منتسبيها العاملين والمتقاعدين حيث اصبحت القوات المسلحة الاردنية مثالاً ونموذجاً في الاداء والتدريب والتسليح تتميز بقدرتها وكفاءتها القتالية العالية بفضل ما اولاها جلالة القائد الاعلى من اهتمام كبير بحيث هيأ لها كل المتطلبات التي تمكنها من تنفيذ مهامها وواجباتها داخل الوطن وخارجه.

وسياسيا يؤمن جلالته أن الأردن هو وارث رسالة الثورة العربية الكبرى، ولذلك يجب أن يظل أكثر دولة انتماء لأمته العربية وأكثرها حرصاً على القيام بواجبه تجاه قضايا هذه الأمة، وتطلعات أبنائها المستقبلية. وعلى رأس هذه القضايا القضية الفلسطينية، التي هي قضية الأمة العربية الأولى. ومن اجل هذا فقد سار جلالته على طريق والده وأجداده في الدفاع عن القضية الفلسطينية وحقوق الشعب.



فالأردنيون إذ يحتفلون بهذه المناسبة الغالية على قلوبهم ليحدوهم الامل في صياغة مستقبل مشرق وواعد لوطنهم الاغلى الذي يقود مسيرته جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين نحو مزيد من البناء والعطاء، ففي عيد ميلاد المليك المفدى نبتهل الى الله عز وجل ان يحفظ جلالته وان يطيل في عمره وان يمنحه الصحة والسعادة وان يبقى على رأس بلدنا وشعبنا بانيا ومعلما وقائدا جسورا وشجاعا لم يخذل أهله ذات يوم، وكل عام وجلالته والاسرة الهاشمية الكريمة بخير.

حفظ الله الأردن من كل مكروة ومن ثم جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم والشعب الأردني العظيم.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات