كنفدرالية أردنية فلسطينية .. بتوافق أمريكي خليجي!!


من المستحيل أن تمر كل هذه الأحداث في الشرق المتوسط العربي، دون أن يكون لها انعكاساتها على القضية الفلسطينية، ولن تسمح كل من أمريكا وإسرائيل، أن تمر هذه الفوضى دون أن تجير كثير من النتائج لصالح كل منهما، فتدمير العراق، وديمقراطية ليبيا وتونس المفصلة ،وإجازة بن صالح المفتوحة، ومحرقة سوريا، وانقلابات مصر، كلها أحداث لا يمكن أن تمر دون تغير جذري على بنية القضية الفلسطينية.

الكنفدرالية لا تقوم إلا بين دول تتمتع بالاستقلال القانوني والسياسي، وذلك لحفظ الوضع الدولي لمثل هذه الدول، وبموجب ذلك تتنازل هذه الدول عن شيء من سيادتها لصالح العمل المشترك ، وذلك لتمتين العلاقات بين هذه الدول، ولمواجهة خطر أو تهديد خارجي.. ومن وجهة نظري : الكنفدرالية ليست خلطة سحرية ،أو وصفة ثابتة، بل أنها كالمطاطة تأخذ أشكالاً عدة، حسب مصالح الدول الراغبة في مثل ذلك ،وما يفرض عليها من مراكز القوى العالمية.

وفي ضوء قبول فلسطين كدولة غير عضو في الأمم المتحدة، وفي ضل تصريحات الرئيس محمود عباس عن الكنفدرالية، وذلك بقوله: أن أي قرار يتعلق بمصير الشعبين الأردني والفلسطيني لا بد من تناوله من خلال الاستفتاء الشعبي ــ إذاً الموضوع قابل للنقاش ــ إضافة إلى ما تم توقيعه من اتفاقية المقدسات في عمان مؤخراً، وما يحمله جون كيري من سيناريوهات خلال جولاته المكوكية الشبيهة بجولات كيسنجر بعد حرب 1973م ، وفي هذا التوقيت الذي يشهد غياباً لكثير من القوى العربية الفاعلة ، كلها مؤشرات إلى حل كنفدرالي أردني فلسطيني قادم.

هذا الحل نجده في نظر الشعبين مستحيلاً بل من سابع المستحيلات، وإسرائيل وأمريكا وغيرها من الدول، التي ترغب بإنهاء ما يعرف باسم القضية الفلسطينية، تعلم ذلك تماماً، وتعمل من اجله،ونحن نعتقد، أن الأمور ليست بتلك الصعوبة التي يعتقدها العامة من الناس .. فعمل صندوق بتوجيهات أمريكية وضغوط أروبية على الدول النفطية، كفيل أن يضع وبسخاء ما يزيد على الستين مليار دولار في هذا الصندوق، مضافا ً إليها الدعم الأمريكي والاروبي ـــ وستدفع دول الخليج بل وستضغط على الأردن وفلسطين مالياً وسياسياً لتمرير مثل هكذا مشروع مقابل ضمانات أمريكية غربية بعدم نقل الفوضى الحاصلة إلى بلادهم ومساعدتهم في الوقوف في وجه الشيطنة والغطرسة الإيرانية ومحاولة تعكير صفو الخليج وسيعمل قادة الخليج على قاعدة " يا روح ما بعدك روح ـــ والهدف من هذا العمل هو بناء استثمارات كبيرة، ومناطق حرة مشتركة، وأسواق عملاقة توفر مئات الآلاف من فرص العمل، يقابلها تضييق على من يسكن الضفة وحتى عرب 48 بقصد تهجيرهم ،وذلك بخلق فرصة مغريه تتمثل بدفع تعويضات سخية لهم، ومضاعفة الدخل لأبناء الضفتين، والارتقاء بمستوى حياة أفضل بكثير مما هو عليه ألان ــ وللعلم 60 ملياردولر كفيلة ببناء 3 مليون مسكن محترم ـــ كل هذا يجعل الشعوب غير مترددة لقبول مثل هذه الكنفدرالية، وذلك لتخلص من العوز والفقر والتجويع الذي مورس عليها طوال القرن الماضي .

الولايات المتحدة تعلم أن لدى الشعبين من الوعي الكثير، ولكنها ستمارس عليه لعبة التانغو، وستفرض سياسة يد واحدة لا تصفق ، والرقص يحتاج إلى شخصين، يراعي كل منهما وتيرة الآخر وتلبية حاجياته ،وهذا المخطط سيلغي حق العودة، وضياع حلم الشعب الفلسطيني أولاً والعربي ثانياً بعودة الأرض المحتلة ،والرمي بغزة بعيداً عن أي حل قادم ، وهنا الرهان على ثلاث أشياء ؛ الزمن ،والاقتصاد، والفتنة.



تعليقات القراء

الكنفدرالية
مشروع الكنفدرالية,اذا طبق بحذافيره سيشكل ورقة رابحة للكيان الأسرائيلي
29-01-2014 12:19 PM
ابو خطاب
التغيير العميق قااااادم
ومن سيعترض لن تسمع اعتراضهم الا صوتا خافتا , فمصالح و املاءات الدول الكبرى و الغاعلة في المنطقة ستعيد رسم كل شيء .

و عندها لن يستطيع احد ان يسبح عكس التيار , و من يفكر بهذا الخبل سيكسر و لن تنفعه عشيرته او حجته .

ارادة اللـه وتقديره نافذه في خلقه , و الظلم من بعض العرب لن يدووووم .
29-01-2014 01:58 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات