طرة ولا نقش


قطعة من العملة لها وجهان واحد صورة والأخر نقش والصورة تكون للقائد أو الزعيم أو الرئيس أو الملك والنقش يكون لموقع تاريخي أو حضاري أو رمز للدولة التي يتم التعامل بهذه القطعة فيها ، وهذه الطرة أو النقش على قطعة العملة كنا نطلق عليها في الصغر " الفنة " وذلك للوصول لحل وسط شبه ديمقراطي يرضي طرفي النزاع عندما تصل الأمور الى نقطة اللاعودة من الصراع المؤدي لإنهاء طرف وبقاء طرف أخر.

من الصراع الطفولي على قيادة اللعبة والذي يكبر بكبر عمرنا ويصبح صراع للسيطرة على الشارع ويليه الحارة ومن ثم تكبر ويكبر النفوذ والرغبة في السيطرة لينتهي الأمر بلعبة ال" طرة والنقش " على الوطن ككل لتحقيق إنتصار هنا أو هناك مع ضرورة إبقاء حب السيطرة والرغبة القوية في التحكم واللعب بخيوط اللعبة وإبقائها تحت السيطرة. 

وفي مرحلة من مراحل الصراع سواء على الشارع أو الحارة أو الوطن تعم الفوضى في كافة ارجاء منطقة السيطرة وتصبح معايير الأشياء مستندة على أن يبقى الشخص المسيطر له اتباع بين أطراف النزاع جميعهم ولكن نهاية الأمور تكون له ، وعندها لامانع من أن يخسر في لعبة " الطرة والنقش " أو " الفنة " وذلك على قاعدة الانسحاب التكتيكي أو المرحلي لتحقيق فوز في نهاية الحرب وليس نهاية المعركة .

ومن أكثر المشاهد التمثيلية التي أثارت إنتباهي في مسلسل " الولادة من الخاصرة 3 " جلوس " أبو أياد " ورجل المخابرات وإتخذاهم قرار بلعب " طرة أو نقش " لتحديد من ينتقل منهم للجانب الأخر من الصراع على سوريا " النظام أو المعارضة " وبهدف رئيسي ووحيد هو بقاء خيوط اللعبة بين أيديهم سواء إنتصرت المعارضة أو إنتصر النظام ، وهم " أبو أياد ورجل المخابرات " يعلمون أن أي النهايتين ستكون لصالحهم.

وتلك اللعبة " طرة أو نقش " ما زالت تمارس ليس في سوريا فقط بل في كافة انحاء الوطن العربي الذي شهد ثورات الربيع العربي والأمثلة على ذلك ما حدث في اليمن عندما تم ترشيح نائب الرئيس لتولي منصب الرئيس علي عبدالله صالح وبإنتخابات يوجد بها مرشح واحد " نائب الرئيس " ، ومصر التي وقف فيها أشخاص كثر في جانب الثورة ضد مبارك ومن ثم رجعوا للساحة السياسية " مع الثورة " وأعادوا لمبارك ماء وجهة " وإن كانت الشروط لا تتضمن الحبس أو البهدلة " ولكن شروط لعبة " الطرة والنقش " كانت صارمة ، وبقية دول الربيع العربي نحن بإنتظار نتائج لعبة " الطرة والنقش " تلك .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات