ثروات الأردنيين تتآكل مع توغل تداعيات الأزمة العالمية في الاقتصاد الوطني


جراسا -

لم يتوقع أحد من أثرياء الأردن أن جزءا من أمواله وموجوداته سيقدم كقربان لأزمة اقتصادية سرعان ما اجتاحت كافة أنحاء العالم.

ورغم أن نيران الأزمة لم تلدغ ثروات الأردنيين بذات الحدة التي شهدتها دول أخرى إلا أن ثمة أرقاما تشير إلى أن ثروات أغنياء الأردن تعرضت إما للإنحسار أو التآكل.

يأتي هذا في الوقت الذي أصدرت فيه مؤسسة "ميريل لينش" تقريرا سنويا أخيرا خلص إلى أن أثرياء العالم خسروا 8 ترليون دولار وتراجع عددهم إلى 8.6 مليون شخص نتيجة للأزمة العالمية.

وذكر التقرير أن ثروات الأثرياء في الشرق الأوسط تراجعت بنسبة 16.2% وصولا إلى 1.4 ترليون دولار بينما انخفض عدد الأغنياء بنسبة 5.9% ليبلغ عددهم 373.6 ألف.

وبينما تقاس الثروة من خلال عدة معايير أهمها ما يمتلكه الثري من أصول وموجودات سائلة وغير سائلة وودائع في البنوك يشير تتبع هذه المعايير خلال الأشهر الستة الماضية إلى أن ثروات الأردنيين تراجعت بالفعل.

وتصدر التراجع الحاد الذي هبط بسوق عمان المالية قائمة الأسباب التي قلصت ثروات الأردنيين، وذلك لأن القيمة السوقية للأسهم المدرجة في بورصة عمان خسرت 42% من قيمتها خلال عام واحد فقط.

وخسرت الأسهم المدرجة في سوق عمان المالية ما يقارب 17 بليون دينار من قيمتها خلال عام واحد فقط، إذ كانت تساوي 40 بليون دينار قبل اثني عشر شهرا من آلان بينما باتت تساوي قيمتها اليوم 23 بليون دينار وبانخفاض نسبته 42%.

أما انخفاض الأسعار الذي أصاب سوق العقار والأراضي فقد زاد من انحسار ثروات أغنياء الأٍردن وذلك لأن قمية ما يمتلكون من عقار أو أرض باتت أقل من السابق.

ويقدر مختصون في القطاع العقاري أن قيمة العقارات والأراضي داخل حدود العاصمة عمان تراجعت بنسب تراوحت من 10 إلى 25% بينما هبطت قيمة الأراضي الخارجة عن التنظيم أو القابعة في المناطق الصحراوية بمقدار النصف.

وفيما تشكل ودائع العملاء في البنوك مؤشرا مهما لقياس الثروة ما زال هذا المؤشر يوحي بالتفاؤل لكن تتبعه يثبت تراجع نمو الأموال المودعة لصالح القطاع الخاص خلال الفترة المنصرمة من العام الحالي .

وتشير الأرقام الصادرة عن البنك المركزي أن نمو ودائع القطاع الخاص لدى البنوك تباطأ خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي لتبلغ نسبة النمو 5.2% متراجعة من مستوى.

2% خلال ذات الفترة من العام الماضي.

ويقول الخبير الاقتصادي د.جواد العناني أن ثروات أغنياء الأردن لم تكن بمعزل عن مخالب الأزمة الإقتصادية وذلك نتيجة تراجعها بفعل انخفاض قيمة العقارات والأراضي والأسهم.

ولفت العناني إلى أن تسييل الأصول في المرحلة الحالية بات أكثر صعوبة مما سبق الأمر الذي يحد من نمو ثروات الأغنياء.

وبين العناني أن تراجع قيمة العقارات والأراضي يعني تراجع قيمة الرهن الذي يحجزه البنك مقابل إعطاء القروض وهو الأمر الذي قلص من حجم التسهيلات الائتمانية الممنوحة لعملاء البنوك.

وبحسب العناني، فإن تراجع قيمة التسهيلات الائتمانية سيحد من فرص الاستثمار وبالتالي نمو الثروة بذات الوتيرة السابقة.

من ناحيته، يرى الخبير الاقتصادي الدكتور محمد صبري الديسي إن كافة المؤشرات المتعلقة بقياس الثروة تشير إلى تراجع قيمتها في أيدي أغنياء الأردنيين.

وبين الديسي أن أكثر المؤشرات دلالة على تراجع الثروة هي الانخفاض الحاد في سوق عمان المالية ثم يليه مؤشر تراجع أسعار العقارات والأراضي في الفترة الأخيرة.
(الغد)



تعليقات القراء

ESMAEIL ABU QADOUM بورصة عمان جابت الدور للمواطنين الاردنين
الله يعطيك العافية والله انك صدقت واحسنت التعبير في هذا الموضوع
طيب الحل بايدي اغنياء الاردنين
لماذا لا يتم رفع سوق الاسهم من قبل اصحاب الشركات -- الا يوجد معهم سيولة نقدية لكي يحافظو على القيمة السوقية للسهم الخاص بشركاتهم
والله الحل بايدينا كاردنين انو ماناكل حق بعض
لماذا لا تدخل هيئة الاوراق المالية باجبار الشركات على عدم نزول سهمها الى اقل من سعره وعند حصول ذلك يجب على الشركة شراء سهمها
هل يعقل شركات لها اسماء كبيرة ورؤوس اموال يصل سهمها الى قيمة تكاد لا تذكر 0.61 قرش UAIC وشركات راس مالها خمسين مليون يصبح سعر سهمها 0.42 قرش SECO
وقيمته TAMR 0.52 وغيرها الكثر

لمن يتساءل نعم انا مستثمر في هذه الشركات واكثر منها وغير مسموح لاحد بان يقول الي مش قد السوق ما يدخله لانو مش بيت الخاص
لماذا الذين يدخلون من خارج البلاد يستطيعو ان يضاعفو رؤس اموالهم خلال شهر او شهرين ومن ثم يغادرو البلاد وعادي
ونحن الذين نقترض المال من اجل الاستثمار وتسديد يصبح بنا الحال كذلك
ارجو دراسة الموضوع من قبل الهيئة للاوراق المالية
هل يعقل ان هيئة الاوراق المالية لا تعلم ما يحصل ؟؟؟؟
هل تعلم هيئة الاوراق ان معضم ما يتم تخطيطه هو من اجل مستثمرين غير اردنين وتلبيس المواطن الاردني الخسارة وللاسف ان يتم ذلك على ايدي اصحاب الشركات المساهم وبعلمهم وموافقتهم ومن ثم يخرجو خارج اللعبه ؟؟؟؟؟؟؟

والله لقد اصبح المواطن الاردني فريسه سهاة لكل من يحب ان يفترسنا
والدليل على ذلك في احدى الاذاعات المحلية تنشر خبر ان مستثمر عراقي يهدد الاردن بانه سوف يخسف البورصة ---- تخيلو ذلك مستثمر عراقي يهدد وطننا الاردن بان يخسف البورصة هذه المرحلة التي نريدها وذلك كردة فعل للقرار الذي تم اتخاذه من قبل البنك المركزي ضد بنك المال --- عشان كبه كان حاب يعمل مثل جلبي بس راحت عليك يا كبه الحمد لله لسا في مواطنين بخافو على غيرهم
الله ينتقم من كل من يتامر على المواطن --- وحسبي الله ونعم الوكيل
.....................................
17-07-2009 04:26 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات