الولادة من جنيف 2 .. ؟


خرجت ايران من غرفة اجتماعات جنيف 2 والكل يعلم أنها تمثل الاعب الرئيسي في ساحة المعركة السورية وبخروجها هذا تكون نتائج جنيف 2 قد عرفت مسبقا تدويل للأزمة السورية وبقاء الناظم السوري في الجحكم إلى أن يقتل أو تنقلب طاولة السياسة الدولية وتصبح روسيا والصين ضد هذا النظام وبالتالي ضد ايران هناتكمن مشكلة التعنت الخليجي والوسري المعارض بأنهم يريدون للسياسة أن تسير كما يشتهون دون وعي تام بحقائق أرض المعركة .

وبسحب الأمين العام للأمم المتحدة دعوته لإيران كمشارك في جنيف 2 يترك الساحة السورية مفتوحة لكل الاحتمالات البعيد عن سيطرة الأمم المتحدة ويبقيها في يد التيارات الدينية المتناحرة والممولة من قبل أطراف طاولة جنيف 2 والحريصين على إنهاء حكم الأسد ليس من باب البوصول لإستقرار وأمن سوريا بقدره ما هو تأكيد واثبات أنهم لاعبين أساسيين في الساحة السورية وفي شقها الطائفي الذي تعلب فيه ايران بمهارة كبيرة تعجز تلك الدول عن الوصول لها لأن تجربتها في بدايات الحرب الافغانية مع روسيا ونتائجها بميلاد القاعدة أكدت فشل تلك الدول في احتواء النمو الكبير لأزلامها " دينيا " لأنها دولة تمارس اليدن خارج اراضيها فقط وفي الداخل لديها دين أخر .

وبالرجوع لعدد الأطراف المنتافسة على الساحة السورية من سنة وشيعة واكراد ومسيحين وبقية مكونات الشعب السوري نجد أن إخراج أي طرف من غرفة جنيف 2 هو بمثابة الانتحار السياسي على الأرض ، ومعركة سوريا خرجت من مجرد معركة شعب مع نظام قمعي وأمني في سنواته الأربعين الماضية إلى معركة أثبات وجود كل طرف وإن كان على حساب الطرف الأخر ، وما أقدمت عليه الأمم المتحدة من سحب دعوتها لإيران ورفض امريكا بعض الأطراف الكردية للحضور في جنيف ورفض المعارضة السورية لبعضها البعض يؤكد أن صراع سوريا دائم ومستمر ولن ينهيه طاولة اجتماعات جنيف 2 .

وبعيدا عن السياسة وطاولات المفاوضات المستمرة نجد أن الواقع السوري والتاريخ السوري هو المشلكة وليس الحل ، وفي الدراما السورية " ولادة من الخاصرة " بحزئها الثالث ما يكفي لمعرفة ما يجري في سوريا الشعب لأن كلمة " مع أو ضد " هي المسيطرة على فكر وسلوك الشعب بكل فئاته ، وإن كانت حكاية " معركة المساكن " في الدراما تلك بها شيء من المبالغة ولكن يصعب عليها أن تخفي الكثير من تفاصيل الأزمة الفكرية لدى الشعب السوري وسيطرة " مع أو ضد " على كافة فئات المجتمع السوري الذي همش في جنيف 2 وإكتفت الأمم المتحدة ودول الطاولة المستديرة في أن تتخذ من رموز المعارضة ممثلين للشعب السوري وهم خارج الواقع السوري تماما بل هم يلعبون في الزمن السوري لأن الزمن لديهم توقف تماما منذ ثلاثني عاما عندما غادروا سوريا " هروبا " من نظام الأب الأسد .

وبخروج ايران من جنيف 2 وبقية اطياف المعارضة السورية ممن رفضتهم امريكا أو دول الخليج أو فرنسا وبقية الدول الراعية لهذا المفاوضات يؤدي الى المزيد من المفاوضات والمزيد من دخول أو خروج أطراف لها والابقاء على الملف السوري مشتعلا من أجل تسريب تفاهمات هنا أو هناك بين بقية اطراف صراع أخر يدور في المنطقة العربية ومحوره الرئيسي اسرائيل وبعض دول الخليج التي تجد في وجودها في القرن الواحد والعشرين واستمرار هذا الوجود في اعصار الربيع العربي لايمكن له أن يستمر دون لعبها دورا ماليا واعلاميا فاعلا ومن باب أن صغر الحجم " كدول " ليس مقياس لقوة الدولة في الوقت الحالي بل أن كبر حجم الدول جغرافيا يمثل عبئا كبيرا عليها .
فهل ستكون الولادة من جنيف 2 تشابه الولادة من الخاصرة 1و2و3 ؟ .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات