الفاسدون يطالبون بالإصلاح


يقول رب العرش العظيم في كتابه ( يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون) ( كبر مقتاً عند اللّه أن تقولوا ما لا تفعلون) ، إن الطامة الكبرى التي نعيشها في هذا البلد بأننا نرى من خلال شاشة التلفزة من يعتلون المنابر للمطالبة في تسريع عملية الإصلاح وهم أصلاً أرباب الفساد وهم من باعوا مقدرات الوطن ، وحولوا ملاينهم إلى البنوك الأجنبية وسمحوا بفتح الخمارات والنوادي الليلة .

أعتقد جازماً بأن من يسمح بفتح الخمارات هو أصلاً سكير عربيد لا يخاف الله ، ومن يحول ثرواته إلى البنوك الخارجية هو لص حقير زنديق.

وبأن من يكذب على الناس ليرضي الحاكم ، هو أصلاً مخادع لشرفه ودينه وعرضه، ولن يدخل الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط ، وان كثير من هؤلاء الأصناف يغيب عن بالهم الموت ولا يفكرون بأن هذه الدنيا زائلة وما هي إلا متاع الغرور، فتراهم يعيثون في الأرض فساداً ، جُل همهم كنز الأموال وتنميتها ، مبررين لذلك في أنفسهم بأنني أنا فرد ولن أستطيع تغير الكون ويتنساون سنن الكون في ذلك ، وبأن الإصلاح لا يبدأ إلا من النفس يقول الحكيم العليم في سورة الرعد ( إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ).

أصبحنا لا نهتم بتقويم المنكر بل نستبدله بالصمت المطبق حتى بدا لنا المنكر ومن يفعلون المنكر زعماء وابطال ويجب علينا أن لا نتجاوزهم لأن في ذلك خطراً على حياتنا العملية والعامة ، وأصبح الفاسدون لا يخشون الناس ولا رب الناس يعتدون بكل صلف وقوة على الضعفاء منا بل يخيل لهم بأن الله قد خلق هذه الناس عبيداً لخدمتهم .

جاء في الأثر وحذر علماء المسلمين من التحقيق في هذه الأحاديث التي نسبت إلى الأحاديث القدسية ما يلي :

يا ابن آدم لا تخافن من ذي سلطان مادام سلطاني باقياً وسلطاني لا ينفذ أبداً، يا ابن آدم لا تخشى من ضيق الرزق وخزائني ملآنة وخزائني لا تنفذ أبداً، يا ابن آدم لا تطلب غيري وأنا لك فإن طلبتني وجدتني، وإن فتني فتك وفاتك الخير .

يا ابن آدم خلقتك للعبادة فلا تلعب، وقسمت لك رزقك فلا تتعب، فإن رضيت بما قسمته لك أرحت قلبك وبدنك، وكنت عندي محموداً، وإن لم ترض بما قسمته لك فوعزتي وجلالي لأسلطن عليك الدنيا تركض فيها ركض الوحوش في البرية ثم لا يكون لك منها إلا ما قسمته لك، وكنت عندي مذموماً
يا ابن آدم خلقت السماوات السبع والأراضين السبع ولم أعي بخلقهن، أيعييني رغيف عيش أسوقه لك بلا تعب ؟؟

يا ابن آدم أنا لم أنس من عصاني فكيف من أطاعني ؟ وأنا رب رحيم وعلى كل شيء قدير.

ياابن آدم لا تسألني رزق غد كما لم أطالبك بعمل غد .

يا ابن آدم أنا لك محب فبحقي عليك كن لي محباً .



تعليقات القراء

تخلف
يا اخي حل عنا انت تشاريعك وفتواك ....هنالك ناس تؤمن بما ت}من به وهنالك ناس لا تؤمن وهي ملحدة زززاتركها بحالها شو دخلك وين وشو بتعمل
21-01-2014 01:32 PM
عبيدات
أخي الكاتب العزيز مقالك جداً جيد وهؤلاء الفاسدين المفسدون الذين يطالبون بالإصلاح هم الذين خبر عنهم الرسول محمد عليه الصلاة والسلام من خلال وصفهم بزمن ارويبضة فهولاء هم الرويبضة
22-01-2014 06:05 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات