النووي وصندوق الأجيال


المفاعل النووي الأردني حلم المسؤولين في القرن الحادي والعشرين الذين يتباهون به من أجل حل أزمة الطاقة والبطالة والغلاء .

المفاعل النووي مشروع غير مكلف وتكلفته لا تتعدى العشرة مليارات كقرض استثماري ميسر لحكومتنا الرشيدة من أجل أن تغطي على رفعها لفاتورة الطاقة التي أرهقت كاهل المواطن وهذا المشروع أكبر مشروع شهدته الملكية الرابعة أما صندوق الأجيال مكان حلم المسؤولين بأواخر القرن الماضي وفي عهد الملكية الثالثة وبأيام حكومة المرحوم الأمير زيد بن شاكر حين قررت حكومته انشاء صندوق الأجيال الذي يغطى من عوائد الخصخصة والتي اشترطت بعدم شمولها للبوتاس أو الفوسفات أو الثروات الوطنية واقتصرت على خصخصة قطاع الاتصالات بمشاركة حكومة مسيطرة وكان من أعضائها رئيس مجلس الأعيان وتحققت الخصخصة حينئذ أما صندوق الأجيال فبقي خاويا الى يومنا هذا ولم يدخله أي قرش من عوائد الخصخصة التي تبخرت ولم تدخل موازنة الدولة أصلا. 

وعودة للموضوع وفي مقابلة تلفزيونية قبل أيام مع المهندس هاني النقراشي ابن المرحوم محمد باشا النقراشي اخر رئيس حكومة بالعهد الملكي المصري الذي اغتاله الاخوان المسلمون. 

في تلك المقابلة مع الخبير الدولي بأمور الطاقة المتجددة نصح النقراشي وبالأرقام عدم اللجوء للمفاعل النووي كمصدر للطاقه لعدم الجدوى الاقتصادية به حيث أن المفاعل النووي يعمل لأربعين عاما على أبعد تقدير بعدها لا بد من تدميره ذاك التدمير المطلق الذي يكلف أربعة أضعاف تكلفة بناء المفاعل النووي وبعبارة أوضح فان تكلفة الخلاص من هذا المفاعل النووي تكلف بعد انتهاء صلاحياته أربعين مليار اذا كان بناءه يكلف عشرة مليارات .

هذه الأربعين مليار كثير من الأردنيين وخاصة المسؤولين لن يكونوا على قيد الحياة ليساهموا في تكلفة الخلاص من هذا المفاعل وان الذي يدفع التكلفة هم أبناؤنا وأحفادنا كديون في رقابهم ان لم يدفعوها فان هذا المفاعل سيدمرهم عن بكرة أبيهم. 

وخلاصة القول على المسؤولين في بلادنا وخاصة أصحاب الولاية العامة أن يسألوا عن الموضوع وأن يستفيدوا من تجارب الدول الأخرى التي تسعى لاسعاد شعوبها وتأمين مستقبل أجيالها ولا تسعى لزرع هورشيما جديد في أرض الحشد والرباط. 

حمى الله الأردن والأردنيين وان غدا لناظره قريب.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات