شعب يحمل شهادات!!
ما أثارني لكتابة هذا المقال وعن هذا الموضوع بالذات هو ما وصلنا له من تردي وتراجع في هذه الأجيال ،وبالذات ما نشاهده وما نسمعه وما نقراه كل يوم عبر وسائل الإعلام المختلفة:إن كانت مكتوبة أو مقروءة أو مسموعة : وأهمها وسائل التواصل الاجتماعي .
في البداية أنا لا ادعي المعرفة أكثر من غيري ,ولا أريد أن أقيم احد ولكني من موقع المراقب ولأنني اعشق الدراسات والأبحاث المنطقية , فقد لفت نظري وأنا أتابع منذ زمن هذه الوسائل الإعلامية، كثيرا من الأمور التي تستحق أن تدرس وان تبحث من قبل المتخصصين .
في بداية القرن الماضي وبذات مع تأسيس إمارة شرق الأردن كانت وقتها الناس مثقفة جدا وكان للأحزاب والمثقفين دورا مهما في تأسيس الإمارة , ولطالما كانت الأحزاب الأردنية والمثقفين جزءا من النسيج الوطني الاجتماعي ,وتعبر عن التنوع الثري والتفاعل الايجابي مع الأحداث سواء من موقع المعارضة للحكومات في نهجها وسياساتها أو من موقع التأييد .
في تلك الفترة من تأسيس الدولة الأردنية لم تكن الناس متعلمة ولم تكن تحمل شهادات, ولكنها كانت مثقفة جدا وتثقف نفسها من خلال القراءة والمتابعة والجلسات و خصوصا الأحزاب التي كانت تحمل فكرا متنورا،وكل شخص يحترم فكر الأخر حتى لو لم يكن مقتنع به.
وهذه الفترة هي من أرقى الفترات وأكثرها تنويرا ومعرفة واحتراما لبعضهم البعض , ويكفي إنهم كانوا يتقنون اللغة العربية قراءة وكتابة ومحادثة .
في بداية الخمسينيات من القرن الماضي وبعدها بدأت الناس تدخل المدارس والجامعات , وفي هذه الفترة من عمر الدولة الأردنية بدأت الناس بالتعلم فأصبحت رجالا ونساء ذاك الزمن مثقفين ومتعلمين , وبدأت النهضة الفكرية والرقي بالتعامل والإبداع , واختلطت الثقافة بالتعليم ونشا جيلا مبدعا اكاديميا وثقافيا .
واستمر هذا الإبداع إلى الثمانينات من القرن الماضي وبعدها , وفي بداية التسعينيات بدأت المسيرة العلمية بالتراجع لعدة أسباب : ليس موضوعنا أن نبحثها هنا , ولكن أهمها دخول استثمار القطاع الخاص بالتعليم , فبدأنا نرى جيلا جديدا لا يعرف إن يقرا اللغة العربية ولا يعرف أن يكتب , جيلا غير مثقف أبدا وغير متعلم ولكنه يحمل شهادات .
جيلا مثقف تكنولوجيا ولكنه لا يعرف بأمور الحياة شيئا لا يعنيه التاريخ أبدا , لا يعرف أن يناقش ولا يملك أي معلومة عن أي موضوع ولكنه يناقش بغباء مدعيا المعرفة .
أخر همه أن يعرف كيف نشأت هذه الدولة ومع من خاضت الحروب ,حتى وصلنا اليوم إلى جيلا فارغا تماما من أي معرفة أو ثقافة أو إبداع وهنا لا اقصد الإبداع التكنولوجي ولكني اقصد الإبداع العلمي الثقافي , وقد وصلنا إلى جيلا غير مثقف وغير متعلم ولكنه يحمل شهادات .
يتفاخر البعض بأنه يحمل شهادة الدكتوراه ولكنه لا يعرف أن لهذه الشهادة ثقافة خاصة بها , حتى أصبح عدد من يحملون شهادة الدكتوراه نصف سكان الأردن , كيف حصلوا عليها لا اعلم , واذا كنت في شارع وتناديت يا دكتور فسيلتفت إليك ثلاثة أرباع من بالشارع .
على الدولة الأردنية أن تعيد هيبة الشهادات لها , وعليها أن تثقف الناس وتعلم الناس من خلال مناهج جديده، لا أن تمنحهم شهادات فقط .
المدارس أصبحت كلها فارغة من الثقافة والجامعات كذلك .
وكيف سنثقف جيلا، ومدرسي الأجيال الآن هم نفسهم بحاجة لتثقيف وتأهيل , فالمعلم ينتقد أداء الطالب , والطالب ينتقد أداء المعلم , والدكتور بالجامعة ينتقد أداء الطالب والطالب الجامعي ينتقد أداء الدكتور , وبعد سنوات يصبح الطالب معلم والطالب الجامعي دكتور يدرس بالجامعة , ويتكرر مسلسل الانتقاد وتخريج الأجيال .
المصيبة الجميع يسالون نفس السوأل وهو شو إلي عم بصير بالبلد ؟!! وأجيب نحن جميعا مشتركين بهذه المصيبة.
ما أثارني لكتابة هذا المقال وعن هذا الموضوع بالذات هو ما وصلنا له من تردي وتراجع في هذه الأجيال ،وبالذات ما نشاهده وما نسمعه وما نقراه كل يوم عبر وسائل الإعلام المختلفة:إن كانت مكتوبة أو مقروءة أو مسموعة : وأهمها وسائل التواصل الاجتماعي .
في البداية أنا لا ادعي المعرفة أكثر من غيري ,ولا أريد أن أقيم احد ولكني من موقع المراقب ولأنني اعشق الدراسات والأبحاث المنطقية , فقد لفت نظري وأنا أتابع منذ زمن هذه الوسائل الإعلامية، كثيرا من الأمور التي تستحق أن تدرس وان تبحث من قبل المتخصصين .
في بداية القرن الماضي وبذات مع تأسيس إمارة شرق الأردن كانت وقتها الناس مثقفة جدا وكان للأحزاب والمثقفين دورا مهما في تأسيس الإمارة , ولطالما كانت الأحزاب الأردنية والمثقفين جزءا من النسيج الوطني الاجتماعي ,وتعبر عن التنوع الثري والتفاعل الايجابي مع الأحداث سواء من موقع المعارضة للحكومات في نهجها وسياساتها أو من موقع التأييد .
في تلك الفترة من تأسيس الدولة الأردنية لم تكن الناس متعلمة ولم تكن تحمل شهادات, ولكنها كانت مثقفة جدا وتثقف نفسها من خلال القراءة والمتابعة والجلسات و خصوصا الأحزاب التي كانت تحمل فكرا متنورا،وكل شخص يحترم فكر الأخر حتى لو لم يكن مقتنع به.
وهذه الفترة هي من أرقى الفترات وأكثرها تنويرا ومعرفة واحتراما لبعضهم البعض , ويكفي إنهم كانوا يتقنون اللغة العربية قراءة وكتابة ومحادثة .
في بداية الخمسينيات من القرن الماضي وبعدها بدأت الناس تدخل المدارس والجامعات , وفي هذه الفترة من عمر الدولة الأردنية بدأت الناس بالتعلم فأصبحت رجالا ونساء ذاك الزمن مثقفين ومتعلمين , وبدأت النهضة الفكرية والرقي بالتعامل والإبداع , واختلطت الثقافة بالتعليم ونشا جيلا مبدعا اكاديميا وثقافيا .
واستمر هذا الإبداع إلى الثمانينات من القرن الماضي وبعدها , وفي بداية التسعينيات بدأت المسيرة العلمية بالتراجع لعدة أسباب : ليس موضوعنا أن نبحثها هنا , ولكن أهمها دخول استثمار القطاع الخاص بالتعليم , فبدأنا نرى جيلا جديدا لا يعرف إن يقرا اللغة العربية ولا يعرف أن يكتب , جيلا غير مثقف أبدا وغير متعلم ولكنه يحمل شهادات .
جيلا مثقف تكنولوجيا ولكنه لا يعرف بأمور الحياة شيئا لا يعنيه التاريخ أبدا , لا يعرف أن يناقش ولا يملك أي معلومة عن أي موضوع ولكنه يناقش بغباء مدعيا المعرفة .
أخر همه أن يعرف كيف نشأت هذه الدولة ومع من خاضت الحروب ,حتى وصلنا اليوم إلى جيلا فارغا تماما من أي معرفة أو ثقافة أو إبداع وهنا لا اقصد الإبداع التكنولوجي ولكني اقصد الإبداع العلمي الثقافي , وقد وصلنا إلى جيلا غير مثقف وغير متعلم ولكنه يحمل شهادات .
يتفاخر البعض بأنه يحمل شهادة الدكتوراه ولكنه لا يعرف أن لهذه الشهادة ثقافة خاصة بها , حتى أصبح عدد من يحملون شهادة الدكتوراه نصف سكان الأردن , كيف حصلوا عليها لا اعلم , واذا كنت في شارع وتناديت يا دكتور فسيلتفت إليك ثلاثة أرباع من بالشارع .
على الدولة الأردنية أن تعيد هيبة الشهادات لها , وعليها أن تثقف الناس وتعلم الناس من خلال مناهج جديده، لا أن تمنحهم شهادات فقط .
المدارس أصبحت كلها فارغة من الثقافة والجامعات كذلك .
وكيف سنثقف جيلا، ومدرسي الأجيال الآن هم نفسهم بحاجة لتثقيف وتأهيل , فالمعلم ينتقد أداء الطالب , والطالب ينتقد أداء المعلم , والدكتور بالجامعة ينتقد أداء الطالب والطالب الجامعي ينتقد أداء الدكتور , وبعد سنوات يصبح الطالب معلم والطالب الجامعي دكتور يدرس بالجامعة , ويتكرر مسلسل الانتقاد وتخريج الأجيال .
المصيبة الجميع يسالون نفس السوأل وهو شو إلي عم بصير بالبلد ؟!! وأجيب نحن جميعا مشتركين بهذه المصيبة.
تعليقات القراء
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |