حط بالخرج .. الخدعة المدنية وأمال الشباب الضائعة


كم يحزنني منظر الشباب وهم يقفون في طوابير التخرج لاستلام شهاداتهم العلمية من الجامعات وكليات المجتمع الأردنية إلى جانب الجامعات العربية والدولية . ويجوبون الشوارع في مواكب الخريجين .

وأكثر ما يحزنني أن فرح الشباب والشابات وأهاليهم الغامر يكون ممزوجا ، مابين طعم فرح التخرج ، والحزن وهم يفكرون في البحث عن وظيفة .ومن قلة حيلتهم وفي أول خطوة لهم في البحث عن الوظيفة . يذهبون مسرعين، إلى ديوان الخدمة المدنية، من اجل تقييد اسماءم في سجلات العاطلين عن العمل. وقد يكون من بين الخريجين أن احد أولياء أمورهم هم الآخرين مسجلين أسماءهم في الديوان طلبا للوظيفة . وهذا لا يستطيع الديوان ممثلا بسجلاته إنكار هذه الحقيقة .

وفي الصيف هذا العام ومع إعلان الجامعات عن برنامج تخريج أفواجها يكون الديوان . قد أعلن عن وجود حوالى" 320 " ألف خريج في الكشف التنافسي للباحثين عن الوظيفة العامة . أي على قوائم المنتظرين للوظيفة وعيش يا ...

المخططون في قطاع الخدمة المدنية وهم كثر بالمناسبة ، ولكنهم قليلي بركة . نراهم يتفنون في التخطيط العشوائي ، ولا يبالون في مصير مئات الخريجين سنويا .فهم أشبه ما يكونوا يعملون على نظام الفزعة . فهم لا مخططون ولا ما يحزنون . هم مجرد موظفون عاديون همهم الراتب آخر الشهر . فلا يأخذون في الحسبان الآمان الوظيفي ، الذي هو جزء من الأمن الوطني .وبالتالي استقرار الدولة والحفاظ على رجال المستقبل وغرس معنى إلاخلاص في العمل اقصد رجال المستقبل . الذين سيخلفونهم في تولي مسؤولياتهم الوظيفية. إذ نجد هؤلاء المخططون غير مبالين لا بمستقبل الدولة ولا بأبناء الوطن .

فالمؤتمنون على مصير أبناء الوطن ، وبناء الدولة الأردنية .يذكرونني بأغنية "خربت عمرت حايد عن ظهري بسيطة". والسبب ببساطة أنهم امنوا مستقبلهم ، ومستقبل أولادهم وانسباءهم وكل واحد منهم شكل له مملكته الخاصة . ضمن حدود المملكة الأردنية الهاشمية . فكل مسؤول في بلدنا له مملكه يحكمها . وموازنتها جيوب المواطنين . ولهذا نراهم يحتلون المواقع الأمامية في الاحتفالات الرسمية وحتى الشعبية . وماذا سألهم سائل سؤالا خبيثا ، ماذا تعملون ؟ على فكرة هو يفرح كثيرا لهذا السؤال يأتيك جوابه من دون تردد أو تفكير عميق . الوطن وبتوجيهات من سيدنا بحاجة إلى مزيد من رسم السياسات المستقبلية وعلى رأسها تجفيف منابع الفساد وإقصاء الفاسدين وليس محاربتهم .لذا نحن مازلنا نرسم المستقبل للوطن واجياله . يتبعها قائلا ، المستقبل مظلم للأجيال المقبلة وهو يهز رأسه ويحرك يديه على الطريقة الكركبة . 

وما دمنا نتحدث عن واضعي المستقبل للأجيال المقبلة ، فاخر ابتكار وتقليعة طالعنا بها مخططو الخدمة المدنية أن الموظف في الخدمة المدنية سيعين بعقد . خافوا الله. بهذه الأيام جلطات الدماغ شغالة . لا تنجلطوا .. أليس لكم أبناء ؟ هل تفكرون أنكم ستبقون مخلدون ، في الوظيفة ؟ . وتعينون أبناءكم وإخوانكم في طرق احتيالية على هذا النظام. الذي وضعتموه . كلنا يذكر ما حصل لمقدرات الوطن لدى خصخصة شركات ومؤسسات الدولة الأردنية .التي طارت خيراتها للأجانب والفاسدين .

اذكر أن بقراركم هذا ستفرغ الوزارات والمؤسسات والدوائر التابعة لها من الموظفين . وبهذا الإجراء تهدم الوزارات من مضمونها ولا يبقى إلا مسمياتها فقط .يديرها شرق أسيويين .
إن التعين لمدة سنه وتجديده سوف يخضع للمزاجية ويبقى سيفا مسلطا على رقاب العباد وقطع الأرزاق . وتحويل الشباب إلى متسولين على أبواب المسؤولين .

اذكر أن رئيس وزراء أردني توفي قد تذاكى كثيرا كمثل الذين درسوا واقروا تعليمات ديوان الخدمة الجديد.ذاك الرئيس طلب خصم يوم الجمعة من رواتب الجيش الذي يحمي الوطن . فكان الرد على ذاك الرئيس روح احمل السلاح واحمي الوطن فتراجع عن قراره .

التعليمات الجديدة حولت موظفي الدولة إلى سائقين عمومي مع احترامي للسائقين ولكن الاستشهاد بهم جاء لأنه لا مستقبل لهم أي لا استقرار وأمان وظيفي لهم. وكذلك السكرتيرات .

أتوقع أن الشباب لن يتوجهوا للعمل في القطاع الحكومي ، لان لا مستقبل لهم به. وهذا يفرغ الوزارات ومؤسسات الحكومية من الدماء الجديدة والكوادر المؤهلة والمدربة . وبالتالي تتحول هذه القلاع الحكومية إلى ضغائن وأحقاد وبدلا من إعلاء شانها يتحول الشغل الشاغل لدى الموظف بالتفكير إلى هدمها لا البناء عليها وتطويرها . ترى الم يفكروا ويضعوا أصحاب نظرية العقود في نظام الخدمة في حسبانهم كل الاحتمالات ، وتوقعوا الأسوأ لها ؟ وما موقف القائمين على التعليمات إذا 50 % ولا نريد زيادة النسبة ، أنها أعلى من ذلك بكثير ، فالموظفين الحاليين ينوون تقديم استقالاتهم لان الوظيفة الحكومية بطلت " اطعمي خبز " والعيش الكريم في ظل ارتفاع الأسعار الجنوني .هل يذهب كبار المسؤولين الذين وضعوا التعليمات للعمل كبدلاء عن الموظفين الذين سيتركون وظائفهم؟

إن فراغ الوظيفة العامة من الكفاءات يتحمل مسؤوليته الذين وضعوا هذا النظام . علما أن جميع موظفي القطاع العام ، مشموولين بنظام تقاعد الضمان الاجتماعي . ولهذا يدور في الشارع حديث جدي أن غالبية موظفي القطاع العام سوف يتركون الوظيفة العامة. لان العقود ستشملهم كما أفصحت بذلك القيادة العليا في الخدمة المدنية. وحط في الخرج .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات