فلسطين ، البداية والنهاية .. ؟


- أجزم أن كل عاقل فلسطيني ، أردني ، عربي ، مسيحي ، مسلم وكل حُرٍّ في هذه المعمورة يُدرك بأن فلسطين القضية ، الأرض ، الشعب ، القدس ، المقدسات المسيحية والإسلامية وحق عودة اللاجئين الفلسطينيين لمدنهم ، بلداتهم وقراهم التي هُجِّروا منها ، هي الهاجس كما أنها الشعرة الفاصلة بين الحرب والسلام ، الحياة والموت ، الشعور بالسعادة والشقاء وفي كل المستويات ، العربية ، الإسلامية والعالمية وإن بطرق وأساليب مختلفة ومتنوعة .
- لأن فلسطين والقدس تحديدا ، هي صُرَّة العالم "الكرة الأرضية" ، بوابة السماء ، موئل الروحانية وأسرارها وأديانها السماوية ، مجمع الرسل والأنبياء ، مجمع ومصرع الحضارات ، وعلى هذا فإن من حق أي بشري أن يهتم بها ، يكون له موقفا تجاهها ، كونها الروح الطيبة والمعلم الإيماني الأول الدال على عالم الغيب ، لهذا ستبقى فلسطين ضمير الشعب الفلسطيني ، ،شعب الجبارين الذي لن يستبدل ذرة تُراب من أرضها الطهور بكل مساحات الأرض .
- أما إن توقفنا عند فلسطين كقضية وصراع بين الفلسطينيين ، الأردنيين ، العرب والمسلمين من جهة ، وبين والصهيوأمريكي من جهة أخرى ، فهي ولا شك قضية تؤثر في جميع البشر بشكل أو بآخر ، وبنسب متفاوتة لما هو عليه الصراع بين الحق الفلسطيني والباطل الصهيوأمريكي ، قوة المنطق الفلسطيني ، العربي والإسلامي ، ومنطق القوة الصهيوأمريكي ، الغربي والدولي المُنحاز لإسرائيل وبنسب متفاوتة أيضا.
- حسب المُعطيات والتسريبات وحتى التصريحات ، حول مجريات المفاوضات الجارية بين الفلسطينيين والصهاينة برعاية أمريكية ، فإن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ، المُكلف بهذا الملف الشائك ، يستعد لتقديم مُبادرة لحل هذه القضية التي بدأت تتشكل وتزداد تعقيدا ، يوما بعد يوم منذ أزيد من قرن .
- لم لا...؟
- ليس من الحصافة أن نُطالب بوقف المفاوضات ، كما أننا لسنا في معرض التشكيك أو حتى مؤاخذة المفاوض الفلسطيني ، على ما لا ندركه ولا نعرفه عن ما يجري في كواليس هذه المفاوضات ، رُغم أنه من حقنا كشعب أردني ، فلسطيني ، عربي ، مسلم ومسيحي أن نعرف ونُشارك في كل التفاصيل وأدقها .
- لماذا نحن في المملكة الأردنية الهاشمية ، بكل أطيافنا السياسية والإجتماعية نُطالب بقوة أن نعرف وبشفافية ، ماذا يجري في كواليس المفاوضات الجارية بين الفلسطينيين واليهود...! ، ما هي خطة وزير خارجية الصهيوأمريكي جون كيري ، وما هي مبادراته وإلى أي مدى تُحقق للفلسطينيين والأردنيين مصالحهم العليا والإستراتيجية...؟.
- إن من حق الشعبين التوأم الفلسطيني والأردني أن يطمئنا على مُستقبليهما ، لما في ذلك من أهمية للحفاظ على الأمن والسلم الإجتماعي ، وقطع الطريق على قوى العبث والفتنة من ذوي الأجندات التقسيمية ، أو تلك التي تصب بوعي أو بغير وعي في مصلحة العدو الصهيوني ، الذي طالما عَمِلَ ، مايزال وسيستمر يعمل على إحداث شروخات في الوحدة الوطنية ، والتأثير السلبي على الجبهة الداخلية في الأردن ، في الوقت الذي تشتعل فيه النيران حول الأردن من كل الجهات ، إن تجاه ما يجري في العراق أو سورية وغيرها ، وإن من حيث الفوضى الدموية التي تجتاح المنطقة والتي تحتاج إلى يقظة وإهتمام ، من جميع مؤسسات الدولة وتحديدا العسكرية والأمنية .
- ففي الوقت الذي نحن أحوج ما نكون فيه لتصليب جبهتنا الداخلية وتعزيز وحدتنا الوطنية ، لدرء المخاطر التي تُحيط بنا وما أكثرها ، لا بد من تبديد للضباب الذي يحجب الرؤية عن ما يجري في دهاليز المُفاوضات بين الفلسطينيين والصهيوأمريكي ، كي يتوقف الهذر ونعيق الغربان ، ونضع حدا للمزايدات ، وقد تحركت حتى الموميات تستعرض بطولاتها ، كما خرجت الأفاعي من جحورها تفح ، والأرانب إستحالت أسودا والكل يُشكك في الكل ، فيما يهود يتحدون ، يبنون المستوطنات ، يُهوِّدون الأرض والمقدسات ، يتم كل هذا وكأن فلسطين مجرد هوية لفئة من العرب من المسلمين والمسيحيين ، وبقية المليار ونصف عربي ومسلم مجرد متفرجين...! كفى وعيب أن نواجه عدونا بهذا التردي ، الذي يراوح بين العُصابية العمياء وبين اللامبالاة ، فهذه القدس معراج محمد صل الله عليه وسلم ، مولد عيسى عليه السلام وتلك خليل الرحمن مرقد أبي الأنبياء ، تستحق منا الشهادة من أجلها بدلا من الشماتة التي لا يخجل البعض من المأفونين أن يبديها صراحة ، إلى أن وصل الأمر بمأفون أن يحث المملكة الأردنية الهاشمية على الإعتراف بيهودية الدولة الصهيونية ، مقابل تسديد ديون الأردن وإنعاشه ماليا وإقتصاديا ، فأي إفك هذا يؤطره صاحبه بالحرص على الدولة الأردنية...؟ ، عيب ، عيب وكفى تخبيص.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات