حقائق بين يدي السيد حسن نصر الله


بسم الله الرحمن الرحيم

في شباط 1979 عاد الإمام الخميني إلى إيران وأعلن تأسيس الجمهورية الإسلامية فيها .

كان الإسلاميون السنّة في العالم أجمع أكثر الناس فرحاً بهذا الحدث ، وتداعى الإسلاميون في الأردن وكلهم سنّة لعقد لقاء بهجة وفرح وتضامن وتأييد للثورة الخمينية على الملك الظالم " بهلوي " ، والتقينا من جميع المحافظات في المسجد الحسيني وساحاته في عمان وخطبنا يومها المرحوم الشيخ إبراهيم زيد الكيلاني في الوقت الذي كان النظام الحاكم في الأردن صديقا حميماً للشاه البهلوي .

وخالفنا نحن الإسلاميون السنّة في العالم العربي أنظمتنا الحاكمة في الحرب العراقية الإيرانية ، ثم عدنا وخالفنا هذه الأنظمة في الحرب الأمريكية على العراق ووقفنا مع صدام حسين في حين كان الأسد شريكاً لأمريكا في حربها على العراق وأرسل قواته لتقاتل جنباً إلى جنب مع القوات الأمريكية .

ونحن الأردنيون " خص نص " نعرف كيف جاء ومن جاء بحافظ الأسد على ظهر الدبابة إلى السلطة في سوريا ، ونعرف من مكّن لهذه القلة النصيرية العلوية التي كفرها الشيعة قبل السنة لتحكم الكثرة السنية في سوريا وتتحكم بها .

ولقد حاول حافظ الأسد دون جدوى مع الإمام الخميني لاعتبار الطائفة العلوية من الشيعة ورفض الإمام طلبه ثم عاد ولجأ إلى الإمام موسى الصدر يطلب منه إصدار فتوى بهذا الشأن لكن غياب الصدر واختفاءه جعل هذا الأمر مغلقاً إلى هنا في علمنا .

وفرحنا أكثر بالجمهورية الإسلامية الإيرانية عندما قامت بمساعدة حماس والجهاد الإسلامي وأقامت فعاليات كثيرة إسلامية وعالمية لصالح القدس وفلسطين .

وكنا دائماً مع حزب الله في مواقفه الداخلية اللبنانية ومعه في حروبه مع العدو الإسرائيلي ولقد عبرنا نحن السنة عن محبتنا وتأييدنا لحزب الله أثناء وبعد حرب تموز 2006 وذلك باحتضان العائلات السورية للنازحين اللبنانيين في بيوتهم .

وفي الأردن كنت واحداً من وفد أردني شعبي واسع برئاسة المهندس ليث الشبيلات وهو أول وفد عربي يصل إلى لبنان بعد وقف إطلاق النار مباشرةً في آب 2006 وكان في استقبالنا في الضاحية الجنوبية الأخ عمار الموسوي وآخرون في الخيمة المقامة بين الأنقاض ونقلنا لكم محبة وتأييد الشعب الأردني العظيم وتهنئته لكم بهذا النصر الإلهيّ المبين وذهبنا في اليوم التالي لتهنئة الرئيس اللبناني إميل لحود في " بعبدا " .

وعندما هبت رياح الربيع العربي على الوطن العربي وقفنا جميعاً مع الشعوب ضد الأنظمة وأيدنا نحن السنة المتظاهرين السلميين في البحرين في مطالبهم الحقه في الحرية والعدالة وهم من الشيعة والحاكم سني ولقد أدنّا كما أدنتم الجريمة البشعة التي اقترفها النظام البحريني في فض الاعتصام السلمي وقتل الناس وهم نيام في اعتصامهم على دوار اللؤلؤة ، كما فعل بشار الذي قتل المتظاهرين السلميين وحتى الأطفال منهم مثل حمزة الخطيب وهم يهتفون للحرية والعدالة وكما فعل السيسي بقتل المتظاهرين السلميين وهم ساجدين للصلاة في اعتصام الحرس الجمهوري وفي اعتصام رابعة والنهضة وهم جميعاً مستمرون بالقتل حتى اليوم .

أسوق هذا لبيان أننا نحن السنّة لا نفرق بين شيعي وسني سواءً كان مواطنا أو حاكماً وها نحن نثور على أنظمتنا وهي سنية ونؤيد المتظاهرين السلميين في البحرين مع أن حاكمهم سني .

والحقيقة الدامغة التي لا ينكرها إلا ظالمٌ لنفسه أن الشعب السوري مثل شعب البحرين تحرك سلمياً ولمدة تزيد على أكثر من ثمانية أشهر لكن بشار هو الذي بدأ بإطلاق النار وكان الأولى أن يقوم حزب الله بنصرة الشعب السوري والأخذ على يد بشار لمنعه من استخدام السلاح ضدهم بهذا الشكل الإجرامي الذي استدعى انشقاق الجنود تباعاً ثم السرايا والكتائب من الجيش السوري لحماية أولادهم وأمهاتهم ثم وجهوا نداء استغاثة لكل المسلمين الأمر الذي دفع الجماعات الجهادية لتلبية النداء والحضور إلى سوريا رغم انشغالها بملاحقة فلول القوات الأمريكية في العراق وأفغانستان وفي اليمن والسعودية وأفريقيا .

إننا جميعاً مسلمون سنةً وشيعة فإذا كان يجمعنا مع المسيحيين في لبنان العيش المشترك وحسن الجوار مع اختلاف العقيدة فالسنة والشيعة هم أولى وأحق بالاجتماع ولديهم من القواسم المشتركة ما هو أكثر ولدينا عدو مشترك يتربص بنا جميعاً قد اقتطع جزءاً من ديارنا ويدنس مسجدنا أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين المسجد الأقصى " عجّل الله فرجه " .

إن الرجوع إلى الحق خيرٌ من التمادي في الباطل .. وليس مطلوباً من العبد أن يكون متميزاً بالعصمة من الوقوع في الخطأ مع الخلق أو الخالق.. فنحن بشر والخطأ والنسيان من طبائعنا .. لكن مطلوب من العبد أن يكون قريب العودة سريع الأوبة إلى الله تبارك وتعالى " والذين إذا فعلوا فاحشةً أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصرّوا على ما فعلوا وهم يعلمون " صدق الله العظيم.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات