عاشق تراب الأردن


كانت ولا زالت هي حبيبتنا ومعشوقتنا الجميلة ، التي نُخلص لها كل الحب والوفاء ، ونوفِ لها بالصدق كل الإخلاص والولاء ، فهي التي تتلهف لها قلوبنا منذ الأزل ، وهي التي من أجلها نحيا ويكبر الأمل ، والتي بها يزول الهم وينجلي الضجر ، إذا ينتابنا كل إحساس جميل عند سماع إسمها أو بمجرد النظر لتضاريس جسمها الخلاب ، ويحتوينا الدفء بين أحضانها عندما تهاجمنا الذئاب ، وينعشنا نسيمها عندما يلامس أجسامنا فنتنفس الصعداء ، ويروق لنا الموت من أجلها متحدين كل الصعاب ، فلا طعم للحياة بعيداً عنها إذ لا تدوم لنا سعادة بأي لحظة غياب .

فصورة حبيبتنا الأبدية دائماً أمام ناظرينا ، ورائحة رحيق عطر معشوقتنا السوسنية لا تغيب عن أنفاسنا ، فما أن نغيب أو نبتعد لحظة عنها تبقى روحنا معها وبها ، وعندما نلقاها نُحس بطعم الحياة ، فهي بقلوبنا ووجداننا أينما جئنا أو ذهبنا ، فهي لا تغيب عن مرآنا لأنها أنفاس روحنا وحياتنا ، وهي أملنا وغدنا المشرق بودها وعطاءها المتفاني ، وهي سر حبنا وإشتياقنا ، فإليها نُنشدُ ونُغني ، وإليها نُزغرد ونُهلّي ، فهي المملوءة بقلوبنا حباً ومودةً وصفاءٍ ونقاء ، فمدى حبنا لها كان ما كان وإلى ما شاء الله كان ، ودرجة عشقنا لها كان ولا زال ولن يزال وسيستمر إلى الأبد ما دام القلب ينبض وما دام الدم يجري في الشريان وما دامت الروح فينا تتنفس بعون الله ، وسنبقى نتغنى بها وبجمالها في كل وقت ومكان وزمان ، غير آبهين أو خائفين أو مستحيين أو جبناء ، فنحن أحبائها وعشاقها الأوفياء فهي تستحق كل هذا الغزل والغرام فهي بالنسبة لنا أجمل وأحلى العشاق والخلان .

لذلك يا حبيبتنا ، فالموت أهون علينا بأن نعيش بعيدين عنك يا معشوقتنا العزيزة ، وقد حرمنا على أنفسنا بأن نشتم رحقيق عطر غير رحيق عطرك يا ملكتنا المبجلة ، أو أن نُحب أو نعشق من كان ينافس جمال وجهك الجميل المتلألئ بالنور والحياء ، وعهداً علينا بأن لا نضع يدنا بيد من حاول أن يلمس شعرة من رمشك المسبل ، أو حتى لو سالت دمعة حزن من جفنك المتلألئ ، فلن نقف مكتوفي الأيدي لنرى ذلك المنافس الأحمق ، ولن ننتظر حتى تسقط تلك الدمعة الحزينة ، وسنثور كالنار الملتهبة صارخين بأعلى أصواتنا وبكل قوتنا ، لندافع عنك يا أيتها الغالية ، وسنقف كالسد المنيع لا بل كالعاصفة المزمجرة في وجه كل من يحاول إيذائك أو حتى التفكير بالإعتداء عليك ، جامعين كل قوة وقدرة وهمة وعتاد وهبنا إياهما خالقنا للمحافظة عليك بكل لحظة ، وستبقى أعيُننا مفتحة ليل نهار ولن تُغمض أو تستكين ، كي تبقين معززة مكرمة ورأسك مرفوعاً يا أغلى الغوالي ، حتى وإن تناثرت أشلائنا أجزاءً ، وسالت دمائُنا سيولاً وأنهاراً ، ولن يهدئ لنا بال إلا بسلامتك وعفافك ، إذ لا حياة لنا بدونك ، ولا سعادة لنا قبل سعادتك وكبريائك ، فنحن أحياء من أجلك ، فكل واحد فينا من أحبابك يقول : فما دمتِ أنت دمتُ أنا ، فأنا أنتِ وأنتِ أنا يا "أردنُّ النشامي يا حبيبتي ومعشوقتي الأزلية .." فأنا أعشق ترابك الطاهر يا أردن يا وطني الجميل ووطن النشامى الأمجاد ، فأنا إبنك العاشق لترابك الطهور ، وأنا إبنك المخلص لك على طول ، وأنا أنا سيفك المسلول يا حبيبتي ومعشوقتي الأردن الهاشمية أرفعه على الأعادي ولن أُعيده إلى غمده حتى تكونين بأمان ، وعداً مني بأن أكون لك درعاً صلباً وسداً منيعاً ومن أوائل من يلبون النداء ويحملون السلاح ويدقون الطبول وينزلون للقتال ، فأنا إبنك البار الذي لا يهاب الوغى ، ولا يخاف الظلام ، وأنا إبنك البار الذي لا يستحي من اللئيم ولا يضع واطياً للجبان ، أنا إبنك البار الذي يخافه الشيطان ، والذي لا يضع رأسه بين رجليه مثل النعام ، وأنا إبنك البار المتيقظ دوماً عندما يكون الآخرين نيام ، فسلام عليك حبيبتي ومعشوقتي ، سلامٌ وأمانٌ وإستقرار رغم أنف كل حاسدٍ وخوانٍ وغدار ، وتذكري دوماً بأنني أنا هو إبنك البار الذي عشق ترابك الطاهر ، ولبى نداءك المقدس مثل النار ، ورفع رايتك عالياً ترفرف خفاقة فوق سهولك الخضراء وجبالك الشماء ، ونادى بأعلى صوته يعيش وطني الأردن وطن النشامى الأبرار ...



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات