الخلافات العربية وسلاح الاستنكار


ملايين البشر يموتون كل عام جوعا بسبب حروب أشعلتها أيد دخيلة وخفية خوفا على مصالحها ,الحروب لا ترحم والزلازل والكوارث لا ترحم , والفقر لا يرحم , والدول العربية والإسلامية تحظى بالنصيب الأوفر من هذه الحروب والزلازل والكوارث والانقسامات , بينما ملايين الدنانير والدراهم والريالات تملأ البنوك العالمية , إلى متى ؟ وإذا كانت هذه الأموال الطائلة قد وادعت في البنوك لليوم الأسود كما يقول المثل فلا أظن أن هناك يوما اسود وأسوأ من هذا عصر وهذا الوضع المتردي الذي يمر بة العالم العربي والإسلامي على السواء في الوقت الراهن , عوضا من إيداع تلك الأموال في البنوك فأنة بالإمكان الاستفادة من تلك الأموال تدريجيا على مستوى كل دولة أولا , فالدول العربية ثانيا والدول الإسلامية ثالثا , ونستفيد منها في مشاريع تعود علينا وعلى شعوبنا بالخير الوفير .

صحيح أن المال هو عصب الحياة وعمودها الفقري ... ولكن ما الفائدة من المال إذا لم يشبع جائعا , أو يبني وطنا تسوده الطمأنينة والرخاء , وما الفائدة من المال إذا لم يرسم الابتسامة على شفاه أولئك الذين تهزهم اصغر الأزمات , يجب أن لا ننسى " أن كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام " ومثل ما خلقنا نعود إلى جل جلالة دون أن نحمل معنا فلسا واحدا .

إن عالمنا العربي والإسلامي أكثر واقوي من أن تعندي علية دويلة صغيرة مثل إسرائيل , ولكن تشتتنا وسلبياتنا وانقساماتنا هي التي أتاحت الفرصة لعدونا الصهيوني الغاشم بان يتوغل بين صفوفنا وينشر سمومه ويضرب يمنة ويسرة , شيبا وشبابا , أبرياء وغير أبرياء , نساء وأطفال , مدنا وقرى دون هوادة ولا من رادع , إن أنبيائنا وخلفاءنا وأئمتنا لم يكونوا أغنياء ماديا أبدا ولكنهم أغنياء دين , معتصمين بحبل الله جميعا يدا واحدة وقلبا واحدا وهدفا واحدا لنصرة الإسلام وإعلاء كلمة الله والمحتفظة على وحدة المسلمين ودولتهم , ضحوا بما هو غال ورخيص من اجل الدين والعدالة والحق .

أما اليوم فنحن مسلمون ونعتز بديننا وإسلامنا ولكن لا نفعل شيئا سوى أن نطلق إعلامنا , دنست مقدساتنا وجئنا نستنكر , دمرت مساجدنا وجئنا نستنكر , احتلت أراضينا ونحن لا نزال نستنكر , ننتظر ليضربنا العدو في عقر دارنا ,, يدمر ويقتل وينهب ثم نذهب نحن إلى مجلس الأمن وبكلمات رنانة ومؤثرة نقول إننا نستنكر هذا الاعتداء الصارخ على أراضينا ومقدساتنا و "إننا نناشد كل الدول المحبة للسلام في العالم أن تقف معنا في إدانة هذا العدوان ", ويصفق الجميع وتدين بعض الدول في المجلس العدوان مجاملة لنا وعلى ورق فقط ... ولكن سرعان ما يرتفع إصبع متين ملطخ بالدماء معلنا الفيتو ضاربا بكل القرارات عرض الحائط ويتحول الاستنكار الدولي إلى فيمتو نشرب نخبة نحن , ونحن مسلمون .

لقد حان الوقت لان نضع خلافاتنا جانبا وان نراجع حساباتنا وان نتحد ونحمي بلادنا وأراضينا وديننا من أعدائنا بكل وسيلة نملكها فثرواتنا كثيرة وإيماننا بربنا قوي وكل ما نحتاج إلية هو ترجمة القول إلى فعل , حينئذ فقط سيعرف عدونا من نحن

كفانا استنكارا وكفانا مديحا وكفانا قولا وخطبا ونفاقا نحن لا نريد من يصفق لنا أو يعلن تاييدة الشفهي لنا .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات