سياسة تربوية فاشلة معادلتها : ديفيد = احمد


من المؤسف جدا ما نسمعه يوميا وخلال هذه الايام بالضبط عن تطور اساليب الغش بامتحانات التوجيهي التي هي سلسلة متتابعة لطرق الغش بمجالات اخرى هذه الايام , كنا قبل عقدين من الزمان نادرا ما نسمع عن هذه الافه واذا سمعنا تكون بمعدل يكاد لايذكر , فما هي الاسباب التي ادت لتعاظم هذه الظاهرة ومن هو المسؤول المباشر الذي جعل منها ثقافة يتغنى بها الجميع بهذا الوقت , وهناك اسئلة كثيرة تدور بخلد الجميع نتيجة لتفشي هذه الظاهرة الخطرة , في الماضي كانت ثقافة الغش عبارة عن مجرد ظاهرة ان وجدت فان معلاتها تكون شبه معدومة وذلك لهيمنة العادات والتقاليد الحميدة والالتزام الديني لدى الاغلبية بمجتمعنا الاردني بشكل خاص والعربي يشكل عام , ولكن ما حدث من ثورة تربوية دخيلة علينا ما بعد اواخر ثمانينيات القرن الماضي وبداية تسعيناته لغاية الان لهو المحرك الرئيسي والمؤثر الفعال على تغيير المعتقد الاخلاقي لدى الطالب والاسرة واصبح واضحا جليا كما نراه ونلمسه هذه الايام , فالمفهوم التربوي الذي كان سائدا قبل اكثر من عقدين من الزمان كانت ركائزه الرئيسية تعتمد على التراث والعقيدة السمحة وعلى العادات والارث التاريخي لحضارتنا العربية الاسلامية لهذا كانت الاجيال المتعاقبة تضع نصب عينيها قضاياها المحورية كحجر اساس لسلوكها وتصرفاتها , وكان الخطاب العام للدولة الاردنية يركز على مغازلة الخصائل الحميدة كنموذج لتربية الاجيال بعيدا عن اسلوب المفاضلة الحديث بين التربية الشرقية ومثيلتها الغربية , اما ما شهده الشارع الاردني ما بعد تسعينيات القرن الماضي وبدات ملامحه واضحة هذه الايام فانه لم يكن لولا السياسات التربوية التي جائتنا من الغرب وعلى ايدى الكثير من المسؤولين عن قطاعات التربية والتعليم , فالمجتمعات العربية بشكل عام والاردني بشكل خاص يجب ان يتفاعل مع ابنائه بطريقة تختلف عن تفاعل المجتمعات الغربية مع ابنائها التي لاتربطنا بهم لاتاريخ موحد ولا ارث ثقافي معين ولا عادات وتقاليد متشابهة, ففي الماضي كانت الاسرة مترابطة والمسؤولية الاخلاقية لرب الاسرة هي التي لها الحق بحكم تصرفات افرادها ومكوناتها بعيدا عن التدخلات الخارجية مثل الانظمة والقوانين الدخيلة والتي جائت من الغرب بعدة مسميات واهداف لاتخدم ابنائنا ولا مجتمعاتنا بل كان هدفها التمزيق والغاء الهوية , فاليوم وللاسف اصبحت ظاهرة الغش في الماضي عبارة عن ثقافة يتغنى بها الاكثرية كنتيجة لسياسات تربوية ركيكة استوردت من الغرب بحجج واهية ظاهرها جميل وباطنها قبيح ومقيت , فالاجيال التي نشات بعد تغير السياسة التربوية بالبلاد اصبحت اليوم تشكل عائلات ضعيفة التماسك تشوبها الانانية والتربية الضعيفة مما انعكس على اداء ابنائها سواءا بمجال التعايش مع الغير او من خلال التنافس الغير شريف والذي بدا بارزا اليوم كما نشهده بامتحانات التوجيهي من خلال صور الغش والخداع المختلفة ,فما نشهده اليوم من مناظرات تلفزيونية على شاشات فضائياتنا للتحليل وتبيين اسباب الغش بامتحانات التوجيهي ليدعوا للسخرية والسبب ان جميع الحوارات تستثني اسلوب التربية الحديث من محتوياتها , فهم عندما يتحدثون يعتبرون ما ينطبق على ديفيد هو مقياس لما يجب ان يكون عليه احمد وهذا هو الخطأ بل الخطيئة اذا ما استمرت برامجنا بقلب ونقل الموازين الغير ملائمة , فاليوم اصبح مفهوم العيب صورة يتناساها اغلبية اولياء الامور عندما يتعلق الامر بمستقبل ابنائهم واصبح الغش مثالا للوصول بعيدا عن الالتزامات الخلقية والعرفية والدينية , واخيرا فان الحل المثالي هو وضع سياسة تربوية حديثة قديمة كنا نتغنى بها بالماضي وترك الفلسفات التربوية الغربية لاصحابها هناك اذا ما اردنا حلا لكل مشاكل اجيالنا القادمة بما فيها مشكلة الغش بالتوجيهي ............... والسلام



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات