إنقلبت موازين الأمور في سوريا واصبحت ساحة للقتال لكل من رغب في تجربة سلاحة في معركة يتوهمون أنها عقائدية أو طائفية أو حتى معركة قوى صغرى تحاول أن تجد لنفسها مقعد قدم في القرن الواحد وعشرين ومن باب أنها تلعب وقت تشاء وتنسحب وقت تشاء إيضا ، كل ذلك في ساحة سوريا التي ما تزال دمشق هي المتحكم في مفاصل معركتها وإن توهم الأخرين أنهم يتحكمون بتلك المفاصل .

ولاأعتقد أن جنيف 2 سوف يقدم لسوريا الأرض والشعب أية حلول قريبة لأن كافة التحاليل العسكرية والسياسية تقول أن معركة سوريا أصبحت خارج سيطرة دول الإمداد المالي والعسكري للثوار وخارج سيطرة الدول التي نادت بخروج القيادة السورية من أول يوم وطالبت الأسد بالتنحي كشرط لبدء الحوار أو فتج ابوابه ، وفي الجهة المقابلة أصبح المشهد الإعلامي السوري متخم بالكذب الإعلامي من كافة أطراف النزاع وكل طرف يقوم بنشر ما يريد عبر وسائل الاعلام الجديدة ويكتفي بأن يضع شعاره في زاوية الشاشة وإلى الأن لايوجد إعلام محايد يقدم المشهد السوري كما هو على أرض الواقع أكثر من مشاهد خيم الاجئين في الأردن ولبنان وتركيا .

وتقدم بعض التقارير على أن عام 2014 سيشهد تغير كبيرا في ساحة المعركة لتشمل دول الجوار كالأردن ولبنان والعراق ، ويقدم هؤلاء المحللين صورة سوداوية للمشهد القادم دون طرح أية حلول توقف نزيف الدم السوري وتحفظ لسوريا كرامتها ، والمشهدعموما منذ بدء عام 2014 يؤكد حقيقة وحيدة هنا أن كذبة الربيع العربي تشابه لحد كبير ما يخرجه الساحر من جرابه من حمام وارانب وطيور وورود وينتهي المشهد السحري بوقوف الساحر بكامل قيافته أمام الجمهور الذي يصفق له بحرارة لأنه تمكن من خداعه وكان لابد من الالعاب النارية المبهرة في ليلة رأس السنة كي يكتمل مشهد الخديعة .