يعلم الجميع ان أميركا اليوم ليست بقوة و هيمنة أميركا قبل عشرة أعوام .. ولم تستطع أميركا القوية ان تملي إرادتها على "غزاة فلسطين " آنذاك ..فهل تستطيع أميركا الضعيفة ان تحصل على شيء اليوم من حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة الخاضعة أيضا لليهود المتطرفين و المستوطنين .

لكن إذا حدث و أحرز كيري اتفاقا فسيكون حتما على حساب الشعبين الفلسطيني و الأردني بتنازلات جديدة من عباس أفندي .

وهذا الذي يجعل المفاوضات تجري بسرية تامة هناك في لندن كعادته عباس أفندي المشهور بهكذا أسلوب في التفاوض .

ان النشاط و الحماس و التفاؤل الذي يبديه كيري يدل على ان عباس قد وافق على كل ما يطلبه الغزاة و قد تم الاتفاق و التوقيع وان ما يجري من مفاوضات علنية و رحلات مكوكية لكيري هو من باب تهيئة الرأي العام الفلسطيني و العربي بالتدريج بواسطة بعض التسريبات المتفق عليها مسبقا .

ان ضعف الموقف الامريكي و ضعف الموقف العربي و الفلسطيني يؤكد ان الاتفاق سيكون لصالح الغزاة الصهاينة و مرضيا تماما لليهود المتطرفين و المستوطنين .. وهذا يعني أننا سنكون أمام إعلان دويلة هزيلة بمواصفات إسرائيلية تسمى دولة فلسطينية سيجري الإعلان عنها يوم 15 _ 5 القادم و هذا التاريخ مقصود طبعا و أهدافه معروفة .

هذه الدويلة و بحسب التسريبات سيكون عمرها عاما واحدا فقط لا غير .. كما تنص الملاحق السرية على ضم هذه الدويلة المقدرة بمساحة محافظة أردنية لتكون المحافظة الثالثة عشرة في الأردن .

و الهدف من هذه الكونفدرالية هو إزالة أسم فلسطين نهائيا من الخارطة ومن المجتمع الدولي وهذا ما يفسر الاطلاع الدائم لممثلي الشعب الأردني ناصر جودة , عدنان أبو عودة , و جواد العناني على المفاوضات أولا بأول.. و ذلك لأن إسرائيل تريد ان تتعامل بعد عام واحد فقط مع الأردن و تلغي من قاموسها شيئا أسمه فلسطين .

كما نص الاتفاق بحسب التسريبات التزام عباس بعدم إجراء علاقات دولية خلال عام الدولة و عدم قبول سفراء أو فتح سفارات لا عربية ولا دولية لأن هذا موجود في الأردن .

و تفيد بعض المعلومات الواردة بقبول عباس بشرط إسرائيلي يلزمه بتسليم حقيبة وزارة الداخلية في حكومة الدولة الوليدة لمحمد دحلان مما يعني ان دحلان سيكون وزيرا في حكومة الكونفدرالية مستقبلا الأمر الذي سيضمن حدوث انتخابات نزيهه و ضبط امتحانات التوجيهي لدينا .. واعجبي!

أضف إلى ذلك موافقة عباس على وجود أجهزة تنصت و كمرات إسرائيلية في مواقع تحددها .

كل هذا يعني ان ما لم تنجزه الوحدة الأولى بالتفريغ الكامل لفلسطين من أهلها بالنزوح إلى الأردن سيتم انجازه كاملا في زمن الوحدة الجديدة .

و سيرافق إعلان الدويلة إقامة احتفالات عباسية و عربية و عالمية لاظهار هذا الاستسلام " المؤامرة "بأنه نصر كبير للفلسطينيين .

معلوم ان المتضرر الأول من قدوم هؤلاء الغزاة و احتلالهم لفلسطين هو الشعب الفلسطيني و معلوم أيضا ان المتضرر الثاني هو الشعب الأردني الذي يقول ان الفلسطينيين وجدوا تسهيلات هنا و هناك و اغاثات من هنا و هناك لكن الشعب الأردني لم يجد شيئا و صار متضررا أكثر من الفلسطينيين فان كان يقول الفلسطينيون ان الوطن لا يعوض مهما حصلت خارجه ولو على كل الدنيا .. يقول الأردنيون أنهم هم أيضا فقدوا السيادة على وطنهم وتضررت مصالحهم مثل الفلسطينيين و ان لا حل لمشكلة الشعب الأردني إلا بعودة الشعب الفلسطيني إلى كامل فلسطين أو بإقامة دولة إسلامية يحكمها الكتاب و السنة .

وبما ان الشعب الأردني شعب مؤمن بالله و صبور و يعلم ان الله كافٍ عبده .. فان البشائر بدأت تلوح بالأفق و أولها ان القاعدة الفلسطينية بدأت بالوصول إلى الحدود البرية إلى فلسطين .. فهي في سيناء الآن و هي في لبنان أيضا و في سوريا وتقول بعض الأوساط ان القاعدة الفلسطينية هي الآن داخل فلسطين و أنها هي التي ستقطع الطريق على مؤامرة " نتنياهو كيري " وان الشعبين الأردني و الفلسطيني سيكونان عونا و سندا لقطع الطريق على هذه المؤامرة اليهودية .