الديموغرافيا و التهجير و إسرائيل


بعد هزائم العرب المتكررة أمام الدولة العبرية منذ 48 و مرورا ب 67 و ما بعدها، تكرست قناعة عند كثير من العرب بالعزوف عن سلاح المواجهة العسكرية و اللجوء للسلاح الأخير المتبقي لديهم و المتمثل بسلاح الديموغرافيا.

فاليوم و نحن في سنة 2009 لا يتجاوز عدد سكان الدولة العبرية عشر سكان دولة عربية كمصر. إسرائيل بملايينها الست التي تغص بها أرض فلسطين محاصرة بين أمواج من الشعوب العربية و التي أوكلت مهمة إغراق إسرائيل لشعب فلسطين و خاصة أهل غزة لكثرة خصوبتهم – ما شاء الله – حيث تعتبر نسبة الولادات في غزة هي الأكثر عالميا.

و الآن، بدأت إسرائيل تتململ من سكان فلسطين و بدأت تحس بتهديد الديموغرافيا ضدها، و كرد على السلاح العربي لجأت من جانبها لسلاح مضاد ألا وهو الترحيل أو الترانسفير. و للأردن بالذات.

هناك تسريبات من هنا و هناك، من الإسرائيليين و بعض الدبالوماسيين العرب، بخصوص محاولة حقيقية قريبة لتهجير أعداد كبيرة من الفلسطينيين للوطن البديل الأردن كما صرح مرة شارون.

المسألة ليست مجرد كلام أو أوهام أو حتى مقترحات جادة، بل هي محاولة حقيقية قيد التنفيذ. و ما هدم منازل مقدسيين و اجتياح غزة إلا مقدمة بهذا الاتجاه. و الخطير في الأمر بأن الإدارة الأمريكية تتبنى المشروع الإسرائيلي للمحافظة على أمن إسرائيل. و الأخطر هو قلة حيلة الأردن أمام الضغوطات الأمريكية و الإسرائيلية مع عجز أي من العرب عن حماية الأردن و الوقوف بجانبه.

تداعيات حصول الترانسفير لو حصل – لاسمح الله – خطيرة و كبيرة على الأردن الشحيح الموارد أصلا خاصة بالماء. و أي تعويضات أمريكية بحفنة من الورق المطبوع لن تخفف من المشكلة. فغلاء الأسعار الذي يقهر أكثر المواطنين لا يحتمل مزيدا من الرفع لوقف النزف القادم. و هجرة كبيرة على غرار 90 أو أكبر لن يكون سهلا على الأردن استيعابها.

لكن الأهم من تداعيات الترحيل على الداخل الأردني هو الأثر الأكبر على قضية فلسطين و أمل عودتها في المستقبل المنظور. فلو خسر العرب سلاحهم الأخير فماذا يبقى لهم؟!!

ربما يكون من الأهم للأردنيين و للعرب و للفلسطينيين الانتباه لما يجري خلف الكواليس من مؤامرات إسرائيلية عوضا عن المناكفات و المراشقات الداخلية الدائرة حاليا.

و كلمة أخيرة، كان الله في عون أبا الحسين أمام هذا التحدي الصعب. و لا وقت أحوج من الآن لتكاتف الأردنيين معا دفاعا عن الوطن و عن القضية الفلسطينية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات